الوقت- خرج الآلاف من معارضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في تظاهرات يوم أمس في كل من القدس وتل أبيب احتجاجا على الفساد في حكومة نتياهو. وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية ان 600 شخص خرجوا في المظاهرات التي اقيمت يوم أمس السبت في مدينة القدس من قبل الناشطين اليمينيين ضد الفساد في حين شهدت التظاهرات في تل أبيب حضور الآف الأشخاص بتنظيم من قبل نشطاء يساريين.
وللمرة الأولى، شارك موشيه يعالون، الذي شغل منصب وزير الأمن قبل أن يستقيل من منصبه بضغط من نتنياهو لتعيين أفغيدور ليبرمان مكانه في المنصب، وهو قيادي سابق في حزب الليكود الحاكم المحسوب على اليمين السياسي في إسرائيل، في مظاهرة نظمت في القدس قرب مقر إقامة رئيس الوزراء. كما وشارك في مظاهرة القدس أيضا أعضاء من حزب "كولانو" الشريك في الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو.
وقال يعالون في خطاب ناري امام تجمع حضره المئات من الناس في ساحة صهيون في القدس، واشار فيها إلى الفساد في الحكومة والقيادة الإسرائيلية "إنها ليست قيادة، يجب أن تكون القيادة متحدة وليس مشتتة، قادة الحكومة يقسمون القضايا إلى القضايا يسارية ويمينية، وهذا غير صحيح."
وأضاف: "كان الناس في الماضي يقولون من الذي خطف النوم من عيوننا وكانوا يتوقعون ان تكون الإجابة هو تهديد إيران، لكنني اجبتهم قائلا: بل هو الفساد الذي يجتاح الحكومة."
وأضاف يعالون أن الفساد يسبب بزعزعة ثقة الناس بقادة البلاد ومؤسساتها ويعدمها، وقال إن "الفساد في السلطة أخطر من داعش وحماس وإيران"، مشيرا الى أن "الفساد الذي ينهش بالمجتمع ويمس بتكافؤ الفرص وتؤدي الى عدم ثقة لدى الجمهور، هي خطر أكبر بكثير من التهديد الإيراني، حماس، أو داعش". كما تحدث يوعاز هاندل، أحد المستشارين السابقين لنيتنياهو، بصفته أحد المتظاهرين، ضد الفساد في مفاصل الحكومة الإسرائيلية.
وتجدر الاشارة الى ان المظاهرات في تل ابيب كانت اكبر من مظاهرات القدس، وأطلق الاف المتظاهرين شعارات ضد الحكومة الليلة الماضية قاموا بحمل لافتات ورددوا شعارات ضد فساد نتانياهو وحكومته اليمينية، ودعوا حتى الى اعدام نتانياهو بجلبهم لمقصلة رمزية الى شارع روتشيلد في تل ابيب. ووصف سكرتير الحكومة نتانياهو بيتاليني بينيت الشعارات المناهضة للصهيونية وحمل الرموز المعادية لاسرائيل في المظاهرات انها تجاوز على الخطوط الحمراء الاسرائيلية.
وفي ذات السياق، نقل الاعلام العبري اليوم عن الرئيس الجديد للائتلاف الحكومي في اسرائيل دافيد امسالم، تعقيبا على التحقيقات حول شبهات فساد نتنياهو قوله : " اذا ثبت تلقي رئيس الوزراء رشوة وصدر بحقه مذكرة اتهام سوف لن ابقى في منصبي " .
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي انه سيجري اليوم التحقيق، وللمرة الرابعة مع رئيس الائتلاف الحكومي السابق دافيد ايتان والذي استقال على خلفية شبهات فساد وتورطه فيما يعرف بقضية بلدية "ريشون لتسيون" واحتمالية رفع توصيه من الشرطة بتقديم مذكرة اتهام بحقه بتهم تلقي الرشوة والغش وخرق الامانة، خصوصا بعد التحقيق مع زوجته التي وجد في حساباتها البنكية مبلغ 2 مليون شيكل ( نحو 400 الف دولار) .
والجمعة الفائتة خضع نتنياهو للاستجواب للمرة السابعة في تحقيقات حول قضيتي فساد. ومن جهة اخرى تعتزم الشرطة الاسرائيلية، في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة، تقديم توصياتها النهائية بعد التحقيقات السبعة التي أجرتها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشبهة "الرشاوى والغش وخرق الأمانة" في الملف رقم "1000" المتعلق بتلقي الهدايا من رجال اعمال، والملف رقم "2000" المتعلق بتورط نتنياهو في الاتصالات المشبوهة مع مالكي صحيفة "يديعوت أحرونوت" و"اسرائيل اليوم" لعقد صفقات سياسية واعلامية .
وتشير التقديرات في اسرائيل الى ان توصيات الشرطة التي سترفع الى المستشار القضائي للحكومة ميندلبلينت، ستوصي بتقديم مذكرة اتهام بحق نتنياهو مما يضع مستقبله السياسي الذي ناضل من اجله طيلة السنوات الماضية، على المحك الحقيقي، وانه لن يبقى في موقعه رئيسا للوزراء بعد تشرين الثاني 2019 على ابعد تقدير، الا اذا قدم استقالته وهذا مستبعد .
وإزاء ذلك كان قد بادر أعضاء في الائتلاف الحكومي الى مشاريع قوانين تهدف الى تعزيز حماية نتنياهو والحصانة لديه لمنع الشرطة من تقديم لائحة اتهام ضده إذا ما تم إثبات تورطه في الفساد، إلا أن مشروع القانون هذا المعروف بقانون التوصيات أثار جدلا واسعا داخل الائتلاف الحكومي مما دفع نتنياهو لمنع طرحه للتصويت عليه داخل الكنيست.