الوقت- كشف القيادي في حركة أنصار الله اليمنية، عبد الجليل عدنان الشلل، أن وفد الحركة غادر العاصمة صنعاء متوجهاً إلى جنيف للمشاركة في المباحثات التي دعت إليها وترعاها الأمم المتحدة.
واوضح الشلل إن حمزة علي الحوثي، ومهدي المشاط، يمثلان الحركة في المباحثات، ومن المتوقع أن تنضم إليهما قيادات من أنصار الله المتواجدة في العاصمة العمانية مسقط.
وأضاف أن واشنطن طلبت وبوساطة عمانية من أنصار الله المشاركة في مؤتمر جنيف، مشيراً الى أن امريكا قالت بصراحة في مؤتمر مسقط بأن السعودية ليس لها أي دور سياسي في الأزمة اليمنية، ويجب أن توقف عملياتها العسكرية على اليمن بعد حصول التوافق في جنيف.
وسبق أن أجلت الأمم المتحدة عقد المباحثات ليوم واحد من أجل إتاحة الفرصة لبقية المكونات للحضور والمشاركة، غير أن أطراف سياسية يمنية اتهمت المبعوث الأممي إلى اليمن " إسماعيل ولد الشيخ " بضبابية الموقف وعدم الوضوح في إبلاغ المكونات بجدول أعمال المباحثات ونسب تمثيل المكونات المفترض مشاركتها.
وكان ولد الشيخ أشار في وقت سابق إلى أن محادثات جنيف ستتم بحضور جميع الأطراف اليمنية وبدون شروط مسبقة. وقال إن المشاورات ستضم المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه، وحركة أنصار الله وحلفاءها، بالإضافة إلى أحزاب اللقاء المشترك وممثلين عن الحراك الجنوبي.
في هذه الاثناء اعرب المتحدث باسم الامم المتحدة في جنيف احمد فوزي عن امله في ان تلتزم كافة الاطراف بهدنة انسانية خلال المحادثات التي ستستمر ثلاثة ايام، مؤكداً على ضرورة التوصل إلى حل سياسي لوقف القتال وتوفير المعونة الانسانية لكل المحتاجين في اليمن.
وفي وقت سابق إتهم عضو المجلس السياسي لحركة أنصارالله "ضيف الله الشامي" المبعوث الأممي إلى اليمن بأنه يمارس الأجندة السعودية أكثر من ممارسته أجندة الأمم المتحدة، محذراً من فرض معادلة جديدة على القوى اليمنية.
ومما لاشك فيه ان تقدم الجيش اليمني واللجان الثورية في عمق الاراضي السعودية كانت وراء تحرك الغرب والامم المتحدة لطرح فكرة اجتماع جنيف، كما ان المجازر التي ارتكبتها السعودية في اليمن، دفعت بالغرب للاسراع في عقد هذا المؤتمر لانقاذ النظام السعودي من ورطته، ما يؤكد ان المسؤولية في حالة فشل المؤتمر ستقع على عاتق الرياض لوحدها.
ويعتقد كثير من المراقبين ان التوصل الى حل سياسي بين الاطراف اليمنية هو في متناول اليد لكن ما يعيق ذلك هو الضغوط الخارجية التي تتناقض مصالحها مع تنفيذ المشروع الوطني اليمني.
وتسربت معلومات حول محاولة الرياض تجيير مؤتمر جنيف لصالحها ولصالح الجماعات الارهابية التي تقاتل بالنيابة عنها في اليمن. كما سعت السعودية للترويج مسبقاً أن مفاوضات جنيف تهدف فقط لتحقيق قرارات مجلس الأمن وخاصة القرار ٢٢١٦، من أجل الحصول على مكاسب سياسية فشلت في تحقيقها ميدانياً.
ومع ان نجاح المؤتمر لايزال مستبعداً لكن من المؤكد ان هذا النجاح يتوقف على ان يكون الحوار يمنيا - يمنيا ودون ضغوط خارجية تعرقل مسار المحادثات.
ومن غير المتوقع ان تصدر الدول التي تقف وراء انعقاد مؤتمر جنيف وفي مقدمتها امريكا بيان ادانة للسعودية مايعني ان المؤتمر سيكون رمزيا للتغطية على فشل الغرب والامم المتحدة في حل الازمة اليمنية.
وتبدو طموحات الأمم للمتحدة متواضعة للغاية. ففي المرحلة الأولى، بحسب أوساط أممية سيجري التركيز على هدنة إنسانية طويلة الأمد، ربما طوال شهر رمضان المبارك، قبل الدخول في مرحلة مفاوضات الحل السياسي.
وبحسب مراقبين يطمح الرأي العام العالمي أن تكون مفاوضات جنيف مفتاحاً لحل الأزمة اليمنية وإنهاء العدوان السعودي على الشعب اليمني والعودة إلى الحوار الوطني في صنعاء، فيما ينقسم اليمنيون أنفسهم ما بين متفائل ومتشائم. فمنهم من يعلق آمالا عريضة على المؤتمر ويتوقع أن تنجح المشاورات في انهاء العدوان على بلاده، فيما يقلل البعض من شأن إمكانية أن يساعد المؤتمر في إنهاء الأزمة، في حين لا يكترث آخرون بأي مشاورات أو مفاوضات لوضع حد لهذه الازمة.