الوقت- بحضور أكثر من 500 عالم دين مسلم من مختلف انحاء العالم، انطلقت في العاصمة الايرانية طهران، اليوم الاربعاء، فعاليات المؤتمر العالمي لمحبّي أهل البيت عليهم السلام والّتي ستستمر حتى يوم الخميس.
ويحظى المؤتمر بتغطية اعلامية كبيرة اذ يشارك أكثر من 350 مراسل من داخل ايران وخارجها لتغطية هذا المؤتمر اعلامياً، ويتناول المؤتمر المسائل التي تعني العالم الإسلامي بشكل أساسي لا سّيما مسألة التّكفير.
ويستضيف المؤتمر 500 عالم من علماء الشيعة والسّنة من 94 دولة أجنبية، كما يستضيف 250 عالما من علماء السنة والشيعة من مختلف أنحاء إيران. ويبحث المؤتمر في أعماله كيفية تطوير مستوى الوحدة والانسجام بين المسلمين لمواجهة المؤامرات المعادية للإسلام، مناقشة الأساس المعرفي لمدرسة أهل البيت (ع)، ودراسة استراتيجيات تماسك الأمة ومواجهة التيارات التكفيرية، وما تحتاجه المجتمعات الاسلامية، لمواجهة الحركات المتطرفة التي تدمر الشباب وتغزي عقولهم بأفكار عدوانية وعنصرية.
وفي سياق متصل أشار الأمين العام لجمعية الصحوة الإسلامية ورئيس جمعية أهل البيت (ع)، الدكتور علي أكبر ولايتي، الى أنه سيتم مناقشة 250 مقالة في المؤتمر قدمت إلى الجمعية بلغات مختلفة، كما أكد بأن مواجهة التكفيريين وتوحيد الصفوف في وحدة المسلمين في التمسك ومحبة أهل البيت (ع)، هي أحد مواضيع الاجتماع، كما سيتم البحث حول التطورات في المنطقة.
وفي كلمته الافتتاحية، اشار ولايتي الى الانتصارات الاخيرة في كل من العراق وسوريا ضد تنظيم داعش الارهابي، مؤكدا ان " الأيام الأخيرة حيث سقطت آخر حصون داعش في العراق وسوريا تم تحقيق إنجاز استراتيجي مهم وضع البلدين والمنطقة بشكل عام امام مرحلة جديدة"، مؤكداً ان اعداء الاسلام سعوا الى عرض صورة داكنة ومشوهة وغير واقعية عن الدين المبين "طبقا للنموذج الوهابي وهو في الواقع إحياء للجاهلية قبل الإسلام مع كل ما تميزت به من عنف وجهل وجرائم مقيتة يندى لها جبين البشرية"؛ لثني الامة الاسلامية عن مواصلة مسارها نحو التألق السياسي والاجتماعي والثقافي والعلمي ولعب دور مميز على المستوى الدولي والحضاري.
ولفت الامين العام لمجمع الصحوة الاسلامية الى المرحلة الانتقالية الحساسة التي تمر بها منطقة غرب أسيا وأرجاء أخرى من العالم الإسلامي؛ مبينا انها مليئة بالأخطار والتهديدات وحروب الوكالة؛ ومؤكدا في الوقت نفسه "أنها شهدت العديد من المنجزات والفرص والنجاحات الملفتة التي عززت روح الاعتماد والثقة بالنفس بين الشعوب الإسلامية والحرة من جهة وحطمت الهيمنة الاستكبارية من جهة أخرى وقضت على أسطورة النظام الصهيوني بين المسلمين وجعلته معرضا للكثير من الضربات المميتة إن شاء الله".
وسيتم بث مراسم إفتتاح المؤتمر عبر قنوات إتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بأكثر من سبع لغات على الهواء مباشرة يوم الأربعاء (22 تشرين الثاني/نوفمبر(.
من جانبه قال عضو لجنة الإعلام في لجنة إقامة مؤتمر محبي أهل البيت عليهم السلام محمد علي أنوشة، ان الأعداء يسعون وراء بث الفرقة بين البلدان الإسلامية وان إقامة هذا المؤتمر ستؤدي بالتأكيد الى تعزيز الوحدة بين المسلمين في المنطقة، أردف أنوشه ، ان موضوع تواجد التكفيريين في المنطقة في يومنا الراهن أصبح أكثر كراهية من ذي قبل وان وسائل إعلام البلدان العضوة في الإتحاد ستتناول التبعات السلبية لتفشي الأفكار المنحرفة لهذه الجماعات التكفيرية عن طريق بث وجهات نظر العلماء المشاركين في هذا المؤتمر.
ويتزامن عقد المؤتمر مع سقوط اخر معاقل تنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق بعد تحرير مدينتي البوكمال السورية وراوه العراقية، على الحدود المشتركة بين البلدين، مما يعني دق أخر اسفين في نعش هذا التنظيم الارهابي الذي سعى الى تشويه معالم الاسلام، مستغلاً بروز التطرف الذي جاء نتيجة عدة عوامل في المجتمع، وكان أبرزها الدعوات التحريضية من قبل دعاة الفتنة، عبر تقديم المال وحرف عقول الشباب لإرسالهم إلى بؤر التوتر والإرهاب، وإقامة مثل هذه المؤتمرات يحث على إنقاذ الشعوب من مستنقع الجهل والإجرام، كما يدعو للصحوة الإسلامية في مواجهة مخططات التقسيم في المنطقة، وتقريب المذاهب الإسلامية يكون بمثابة انتصار كبير بوجه أعداء الإسلام والإنسانية.