الوقت-انتهت دولة الخرافة أو ما يسمى بتنظيم داعش «الارهابي» بعد الانتصارات التي ألحقت به الهزائم. وبعد نهايته في العراق في اخر معقل له في الانبار جاء الانتصار على سوريا حيث خسر التنظيم الارهابي مدينة البوكمال اخر معقل له بعدما حققت قوى محور المقاومة انتصارا عظيما سيسطره التاريخ مجدا ويبعثر المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة.
أعلن قائد فيلق قدس الإيراني اللواء قاسم سليماني يوم أمس الثلاثاء، نهاية تنظيم الدولة في العراق وسوريا، مقدرا حجم الأضرار في البلدين بنحو 500 مليار دولار.
جاء ذلك في رسالة بعثها إلى المرشد الأعلى في إيران، اية لله خامنئي، قال فيها إن "القيادة الحكيمة لسماحته وصمود الشعبين والحكومتين والجيشين في سوريا والعراق والقوات الشعبية والمجاهدين والشهداء الذين دافعوا عن العتبة المباركة من الدول الإسلامية الأخرى کله يشكل أسباب انتصار جبهة المقاومة".
وقال سليماني في رسالته إن "الشجرة الخبيثة لتنظيم داعش الإرهابي انتهت"، واصفا إياها بأنها "فتنة خطيرة نظير فتن عصر أمير المؤمنين علي (ع) حرمت المسلمين من فهم الإسلام الحقيقي وإنها كانت مسمومة بسم الصهاينة والاستكبار کعاصفة مدمرة للعالم الإسلامي بهدف إشعال النار فيه وإلقاء المسلمين في الصراعات مع بعضهم البعض من جانب أعداء الإسلام".
السيد نصرالله : مع تحرير البوكمال سقطت "دولة داعش"
ومن جهته اكد امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة مباشرة " مع تحرير آخر بيت في البوكمال يمكن للتاريخ أن يسجل نهاية دولة داعش .
وقال سماحته :" هذا انتصار على اخطر ظاهرة شوهت الدين وانتصار القيم الانسانية على التوحش ، وعلى شعوب المنطقة ان تقف وقفة تأمل حول من اوجد داعش ومن دعمها ومن دفعها لترتكب المجازر ومن وقف في وجه داعش وقدم الشهداء والحق الهزيمة بداعش ومن خلفها."
واضاف: "اتوجه بالشكر الكبير الى قائد قوة القدس في حرس الثورة الاسلامية اللواء الاخ العزيز الحاج قاسم سليماني وهو حضر في اخر معركة مع داعش منذ ايامها الاولى وكان في الخطوط الامامية يوجه القادة ويتابع التفاصيل ."
وتابع :" اتوجه الى كل القادة والمقاتلين والضباط والجنود بالتحية والتقدير في تشكيلات الجيش السوري والى فصائل المقاومة بتشعباتها والى الاخوة في حرس الثورة في ايران والى اخواني القادة في حزب الله" .
ليبرمان: الأسد حسم المعركة ضد داعش وبات يسيطر على 90% من سوريا
وفي سياق متصل الانتصار الكبير أكده الصهاينة على لسان وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان حيث أقر بأن الرئيس السوري بشار الأسد يسيطر اليوم على 90 في المئة من المنطقة المأهولة في سوريا.
واعتبر ليبرمان أن "الأسد بدأ بناء فرق وفيالق، وكذلك منظومات دفاع جوي"، مضيفاً "نحن نأخذ الأمر بالحسبان.. هناك تدريبات أكثر للجيش السوري والمزيد من الاستعدادات ومحاولات أكثر للتلميح لنا أنهم مستعدون".
وختم ليبرمان بالقول إن الرئيس السوري حسم المعركة ضد داعش، وأن المنطقة تشهد تغييرات جوهرية.
من جانبه علق عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية، مستشار وزير الإعلام السوري، الدكتور علي الأحمد في حديثه لوكالة سبونتيك على كلام ليبرمان بالقول "إن هذا التصريح يعد بمثابة اعتراف من العدو الإسرائيلي بانتصار هذا المحور، ومن ثم يلزمه بأن يعيد النظر في سياساته تجاه هذا المحور وعلى رأسه الدولة السورية، خاصة وأن إسرائيل تعلم أن هذا الانتصار أفشل مخطط الفوضى الخلاقة الذي كانت تدعمه حليفتها الكبرى وهي الولايات المتحدة الأمريكية وتحطم على الصخرة السورية".
المَشروع الأمريكي فَشل في سوريا
وبعد الانتصارات الكبيرة وطرد داعش من سوريا والعراق نستخلص بحسب القراءة الاقليمية للوضع الراهن بأن المَشروع الأمريكي فَشل في سوريا والعراق، والرّهان على بعض الفصائل المُسلّحة ثَبُت فَشله كُليًّا، وأي مُحاولة للقَول عَكس ذلك هو مغاير للحقيقةِ وللوقائع على الأرض على الرغم من البعض لا يقر بهذه الهزيمة النكراء التي أطاحت بكل أحلامهم بتفتيت محور المقاومة، فمرة أخرى تجدد المقاومة كلمتها بأنها ستلاحق فلول الارهاب أينما وجد في العالم الاسلامي ودحر الجماعات الارهابية التي حاكتها أمريكة، فالمسلسل الامريكي توقف وذهب أدراج الرياح مع ذهاب مشروعهم.
تجدر الاشارة ان سوريا تعافت بعد صُمود جَيشها ومُؤسّساتها حوالي سبع سنوات، وحافظت خلالها على هياكل الدّولة، واستطاعت بمُساعدة حُلفائها من ايران وحزب الله أن تُحبط المُخطّط الأمريكي التفتيتي، وباتت تَقف بقوى أمام رحلة إعادة الإعمار، ويبدو أن الولايات المتحدة لا تُريد لهذهِ المَرحلة أن تبدأ.
أمريكا لا تُريد الاعتراف بفَشل مَشروعها في سوريا الذي كلّفها وحُلفاءها مليارات الدولارات، ولذلك لا نَستغرب أن قوّاتها هذهِ المَوجودة بصورةٍ غير شرعيّةٍ ستتحوّل إلى أداةِ تَخريبٍ، ومُحاولةٍ للثأر، وهي مُحاولة لن يُكتب لها النّجاح.