الوقت-بعد طول انتظار وكر وفر نجحت مخابرات الجيش اللبناني صباح اليوم الاربعاء بالقاء القبض على المدعو مصطفى الحجيري الملقب بـ"أبو طاقية" في منزله ببلدة عرسال والمشتبه في تورطه في ملف العسكريين اللبنانيين الذين خطفوا على أيدي داعش وقتلوا في بلدة عرسال الحدودية الشرقية قبل نحو عامين. فمن هو أبو طاقية؟ وما التهم التي أدين بها؟
سيرته الذاتية
يعد الشيخ مصطفى الحجيري، المعروف بـ"أبو طاقية"، أحد أبرز المطلوبين في منطقة عرسال، بعد حكم من القضاء العسكري اللبناني بإنتمائه الي جبهة "النصرة"، وهو احد تلاميذ مؤسس التيار السلفي في لبنان، الشيخ "داعي الإسلام الشهال"، وله علاقات قوية بجبهة النصرة و"داعش المتطرفين".
والشيخ مصطفى أحمد الحجيري من مواليد 1965 ويقيم في عرسال الواقعة شرق لبنان على الحدود مع سوريا. كما يتبع النهج السلفي، وهو إمام مسجد في بلدته عرسال الواقعة شرق لبنان على الحدود مع سوريا، والتي نزح إليها عشرات الآلاف من السوريين الفارين من القتال الدائر في بلادهم منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ويرتبط مصطفى الحجيري، بعلاقة قوية بمؤسس التيار السلفي في لبنان، الشيخ داعي الإسلام الشهال، منذ ثمانينات القرن الماضي.
فقد تتلمذ "ابو طاقية"، علي يد الشيخ داعي الإسلام الشهال، في العقيدة الاسلامية والمنهح السلفي والسياسة الشرعية في طرابلس ونظرا للعلاقة التي ربطت الشيخ الحجيري بالشيخ الشهال، عينه الأخير، للتدريس والخطابة في بعض مساجد صيدا التابعة للتيار السلفي وجمعية الهداية والإحسان".
و مكث الحجيري في صيدا لعدة سنوات، كما إستمر في عمله مع الشيخ الشهال، حيث توطدت العلاقة اكثر فأكثر بين الرجلين.
الاتهامات الموجهة اليه
والحجيري متهم بأنواع عديدة من القضايا التي تمس أمن الدولة اللبنانية وهيبتها وبأنه يقف ومن خلال مجموعات تعمل تحت إمرته وراء اعتداءات متكررة على الجيش اللبناني ووراء إصدار فتوى بقتل الرائد الشهيد بيار بشعلاني في عرسال وجرم الانتماء الى جهات مسلحة كداعش وجبهة النصرة التي عملت لإسقاط الدولة اللبنانية وغيرها من القضايا والتي أدت الى إصدار العديد من مذكرات التوقيف بحقه.
وفي هذا السياق نشير الى بعض القضايا التي اتهم فيها ومنها اتهامه بالانتماء الي جبهة النصرة، بحسب حكم قضائي من قبل القضاء العسكري اللبناني.
وفي نوفمبر 2015، حكمت المحكمة العسكرية الدائمة في لبنان برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم غيابياً بالاشغال الشاقة المؤبدة على الحجيري الملقب بـ"أبو طاقية"، ودانته بالانتماء الى "جبهة النصرة" فرع القاعدة السوري.
وفي ديسمبر 2015 قضت المحكمة العسكرية غيابياً بحبسه سنة وشهراً ودانته بالاتجار بالاسلحة وهو الحكم الثاني عن المحكمة العسكرية بحق ابو طاقية بعد ما قضى الاول بالحبس المؤبد.
وفي سياق متصل ذكرت تقارير اعلامية عدة، ان الحجيري، يقود مجموعة مسلحة هي بمثابة "اللواء اللوجستي" لمجموعات "جبهة النصرة" و"داعش" و"كتائب عبد الله عزام" على طرفي الحدود اللبنانيّة ـــ السورية قرب عرسال.
وتتألف مجموعته من نحو 200 شخص مسلحين بمعظمهم، يعمل بعضهم في أعمال إغاثة النازحين السوريين انطلاقاً من مسجد ومستوصف يديرهما الشيخ مصطفى الحجيري، بحسب تقارير عدة
وتضم مجموعة الشيخ الحجيري، في صفوفها معظم من سببوا خلال السنوات الماضية مشكلات أمنية في عرسال ومحيطها، ومعظم المتورطين في أعمال الإرهاب الذين انطلقوا من عرسال أو مروا بها"، تجدر الاشارة أنّ "الاستخبارات الأمريكيّة تصنف "أبو طاقية" كأحد رموز تنظيم "القاعدة" المتطرفة في لبنان.
وزير الدفاع اللبناني يشيد بالانجاز النوعي
وبعد القبض عليه من قبل مخابرات الجيش اللبناني أشاد وزير الدفاع الوطني اللبناني يعقوب رياض الصراف بالإنجاز الأمني الذي حققته مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، من خلال إلقاء القبض على المدعو مصطفى الحجيري الملقب بـ"أبو طاقية".
وقال الصراف في تصريح له: "ان هذا الإنجاز يضاف الى سلسلة الإنجازات التي يحققها الجيش والتي تثبت دون أدنى شك حرص المؤسسة العسكرية وسهرها على حفظ أمن الوطن والمواطن وتؤكد ان اي مطلوب او ارهابي لن يبقى حرا طليقا".
يذكر ان الجيش اللبناني اعتقل العام الحالي ابن مصطفى الحجيري المدعو عبادة لانتمائه الى جبهة النصرة والذي اعترف بحسب الجيش باقدامه مع والده على اقتياد عسكريين لبنانيين وتسليمهم الى التنظيم في اغسطس 2014 وبتأمين الاسلحة والذخائر والمواد الغذائية للتنظيم وتسهيله التحاق عناصر للقتال بصفوفه.