الوقت - تشهد مدينة كربلاء المقدسة هذه الايام وبشكل مبكر توافد ملايين المشاركين لاحياء ذكرى اربعينية الامام الحسين عليه السلام في العشرين من شهر صفر، فيما تشير التقديرات الأولية الى أن المدينة ستستقبل اكثر من خمسة وعشرين مليون زائر من داخل وخارج العراق.
وبالتزامن مع هذه الحشود الغفيرة استنفرت مختلف الاجهزة والمؤسسات الحكومية العراقية طاقاتها لتأمين الزيارة، الى جانب الجهد المدني الكبير والمتمثل بالمواكب الحسينية التي تقدم خدماتها ايضا لأطول مسيرة في تاريخ البشرية حيث انتشرت آلاف المواكب والهيئات على الطرق المؤدية الى المدينة المقدسة لتقديم انواع الخدمات للزوار.
واعتاد اهالي كربلاء سنويا عند حلول زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام استضافة القاصدين اليه سيرا على الاقدام من كل حدب وصوب ومن كافة انحاء العالم دون التمييز بين العرق واللون واللغة عبر فتح بيوتهم طيلة ايام الزيارة التي تمتد لبعض الاحيان الى خمسة عشر يوما لمبيت الزوار يصاحبها توفير وجبات الطعام والشراب وغيرها الكثير، ويصل الامر حتى الى غسيل ملابس الزوار مما يشكل جملة من الخدمات المجانية اللافتة التي يقدمها أهالي المدينة والمناطق القريبة منها.
من جانبه أكد محافظ كربلاء عقيل الطريحي ان المدينة المقدسة استعدت جيدا لاحياء زيارة اربعينية الامام الحسين (ع)، اذ تعمل على قدم وساق من أجل وضع الخطط التي توفر الأمن والخدمات سواء الصحية او البلدية بالتعاون مع العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وبقية دوائر الدولة، فضلا عن اجراء سلسلة من اللقاءات مع المحافظات المجاورة لتنسيق الجهود فيما يخص الزيارة، مشيرا الى ان المحافظة وعلى الرغم من الازمة المالية، الا ان اهالي كربلاء يعملون بجد لانجاح الزيارة التي بدأت مبكرا هذا العام بالتزامن مع انتصارات القوات الامنية والحشد الشعبي على عصابات “داعش” الارهابية التي من المتوقع ان يتم خلالها الاعلان النهائي عن النصر المؤزر وخلو العراق من هذه العصابات.
كذلك وضعت الدوائر العامة في المدينة خططها سواء الامنية التي ستكون بمسؤولية قيادة الشرطة وقيادة العمليات او الصحية التي تديرها دائرة الصحة والخدمية التي تشارك فيها بقية الدوائر.
وفي سياق متصل أعلنت الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة عن تسجيل ستة آلاف شاب متطوع للمساهمة في خدمة ورعاية المشاركين بزيارة الاربعين الجارية، وذلك بالتنسيق مع وحدة ادارة المتطوعين التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، من أجل تسهيل عملية دخول الزائرين من مداخل كربلاء، ومن مداخل الطوق الخارجي وحتى الصحن الحسيني الشريف".
في حين أعلن رئيس اللجنة الامنية للحشد الشعبي سعد السعدي، الخميس، عن نشر 3000 مقاتل في محيط محافظة كربلاء المقدسة لتأمين حماية الزائرين المتوجهين لاحياء ذكرى اربعينية الامام الحسين (عليه السلام).
وقبل أسبوع على احياء ذكرى الاربعين، أعلن مسؤول بلجنة زيارة الأربعين بقوى الامن الداخلي الايراني، عبور 730 الف زائر الحدود الايرانية مع العراق حتى فجر أمس الخميس، متوقعاً أن تشهد المنافذ زخما بدءأ من اليوم، وأن تبدأ ذروة تدفق الزوار منذ اليوم حتى نهاية الاسبوع المقبل.
وأوضح العميد محمد بابائي نائب رئيس لجنة زيارة الاربعين، أن المنافذ البرية والبحرية والجوية، شهدت عبور 730 الف زائر منذ بداية شهر صفر (21 اكتوبر/تشرين الاول) لغاية فجر الاربعاء، للمشاركة باربعينية الامام الحسين (ع) في العراق، وبيّن أن 45 بالمئة من الزوار عبروا منفذ "مهران" (غرب) و30 بالمئة، معبري "شلمجة" و"جذابة" 17 بالمئة (جنوب غرب)، والمنافذ الجوية 8 بالمئة.
بدوره أعلن رئيس المركز الطبي لشؤون الحج والزيارة التابع للهلال الاحمر الايراني علي مرعشي عن ايفاد اكثر من 1500 طبيب وكادر طبي وصحي الى العراق لتقديم الخدمات الصحية والعلاجية لزوار اربعينية الامام الحسين عليه السلام، وقال علي مرعشي، في تصريح ادلى به على هامش تفقده لموكب عتبة كريمة اهل البيت (ع) المقدسة، ان ايران رفعت حجم تقديم الخدمات لزوار الاربعينية في مجالات العقاقير والمعدات الطبية الى الضعف خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي.
واضاف، ان الهلال الاحمر يقدم خدماته لزوار الاربعينية في 9 مواكب على الطريق الواصل بين مدينتي النجف وكربلاء المقدستين كما يقدم خدماته الى الزوار في كربلاء المقدسة بخمس مقرات، ونوه الى استخدام 9 حافلات و 25 سيارة لاسعاف الزائرين خلال مراسم زيارة الاربعينية في العام الجاري.
وتتزامن "الأربعينية" مع العشرين من صفر(9 نوفمبر / تشرين الثاني 2017)، والذي يوافق الذكرى السنوية لمرور 40 يوما على استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، حفيد النبي محمد (ص) (خاتم المرسلين)، وتعتبر "الأربعينية" من أهم المناسبات لدى المسلمين الشيعة، حيث تخرج مواكب رمزية للعزاء في مثل هذا اليوم، ويتوافد الملايين من كافة أنحاء العالم إلى كربلاء، ويأتي الكثير منهم مشيا على الأقدام.
في حين تفرض قوات الأمن العراقية إجراءات أمنية مشددة على امتداد الطرقات المؤدية من المحافظات الجنوبية إلى كربلاء، ومن العاصمة بغداد باتجاه كربلاء، منعا لهجمات متوقعة قد يشنها تنظيم داعش الإرهابي.