الوقت - جراء العدوان السعودي على اليمن أعربت مؤسسات حقوقية دولية عن بالغ قلقها إزاء تنامي بيئة عدائية في السعودية تجاه اللاجئين اليمنيين في أراضيها وتصاعد حملات التحريض ضدهم على شبكات التواصل الاجتماعي مستفيدة من تضخيم بعض الحوادث الفردية التي جرت في الاونة الاخيرة.
وقالت مؤسسة "سكاي لاين" الحقوقية الدولية إنها تابعت منذ فترة تعليقات تحريضية ضد اللاجئين اليمنيين في السعودية تزايدت وتيرتها بشكل مقلق خلال الأيام الأخيرة على إثر حادثة ضرب يمني سعودي ونشر فيديو للحادثة على الإنترنت. حيث يظهر في الفيديو شاب يمني يضرب مواطناً سعودياً في احدى السوبرماركات مما دفع الاعلام السعودي باتخاذ سياسة تضخيم هذا الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي في سبيل التحريض ضد الشعب اليمني وترحيل المقيمين لديها، وهذا ما يجعل السعودية تكسب الرأي العام لصالحها في حربها على اليمن.
كما نبهت المؤسسة الحقوقية إلى أن هاشتاغ "#اطردوا اليمنيين من السعودية" يتصدر مشاركات السعوديين على شبكات التواصل الاجتماعي، متضمنة تعليقات في غاية السلبية بحق اليمنيين ووجودهم في المملكة.
ولكن بعد عدة أيام من نشر مقطع الفيديو ظهر الشاب اليمني الذي اتهم بضرب الشاب السعودي لتتبين الحقيقة وتنسف تهويل الاعلام السعودي والتحريض الكبير التي شنته وسائل اعلامها. حيث أوضح الشاب في الفيديو بانه تعرض للتحرش الجنسي من السعودي وهذا ما دفعه لضربه مؤكدا على حقه الكامل في الدفاع عن نفسه معتبرا القضية قضية مس بشرفه.
وفي هذا السياق وعلى الرغم من العدوان السعودي على اليمن الذي طال الابرياء والمدنيين الا ان الشعب اليمني لا يضمر أي عداء للشعب السعودي ولم تسجل اي حالة اعتداء من قبل اليمنيين على أي مواطن سعودي، لا بل العكس تماما حيث جرت حوادث اعتداء من قبل سعوديين على يمنيين مقيمين في المملكة نذكر منها تعرض مواطن يمني مقيم في السعودية لاعتداء من قبل أمير سعودي في فيديو ضجت به وسائل التواصل الاجتماعي مما اثار موجة من ردود الفعل الغاضبة حيث عبر يمنيون عن سخطهم جراء الحادثة، مطالبين الحكومتين اليمنية والسعودية بتحرك إزاء الاعتداء.
وأظهر مقطع مصور أميرا سعوديا، يدعى سعود بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود، وهو يعتدي بالضرب على المغترب اليمني جمال سنان، ويكيل له ألفاظا نابية بعد إحضاره سيارة كانت متوقفة أمام منزل "الأمير".
ونشر جمال سنان مقطع فيديو على صفحته بموقع "تويتر" يظهر آثار الاعتداء الذي تعرض له وثيابه ملطخة بالدم، بعد أن تعرض للضرب من قبل الأمير السعودي، تحت تهديد السلاح.
وقال سنان إن ضيفاً جاء إلى منزله وطلب منه "اطلع سيارته من أمام منزل الأمير وأنا على نيتي"، ثم أضاف: "وعند وصولي إلى السيارة، تفاجأت به (الأمير) أمامي، وضربني تحت تهديد السلاح وتلفظ عليّ بكلام كثير". حيث أثار مقطع الفيديو تعليقات غاضبة من اليمنيين، حيث كتب وزير الثقافة اليمني الأسبق، خالد الرويشان: "أميرٌ أو غفير يجب أن يُعاقَب! رأيت الفيديو وهالني! ثمّة حريقٌ في قلوب اليمنيين الليلة.. ولن ينطفئ إلا بعقاب الأمير المجرم.. وفورًا."
كما أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاغ بعنوان #امير_يعتدي_على مواطنين، مرفقاً بفيديوهات تظهر الاعتداء، ومقطعين مصورين لـ"سنان"، وهو يناشد العاهل السعودي بإنصافه.
وفي مشهد مماثل تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يرصد اعتداء طبيب في مستشفى “شرورة” العام بالسعودية على الناشط اليمني “عبدالرحمن صالح” بالضرب المبرح. وأظهر مقطع الفيديو الناشط وهو يصرخ ويناشد “الشرعية” لإنقاذه من مستشفى “شرورة” العام، حيث كانت يداه ملطخة بالدم ويصرخ بصوت عال بعد الاعتداء عليه، وأضافت مصادر أن “عبدالرحمن” يعاني من كسور بالغة أقعدته الأرض إضافة إلى بدء تآكل العظام بسبب الإهمال وقال إن الأطباء يكتفون بإعطائه مهدئات كل أربع أو خمس ساعات.
تجدر الاشارة الى ان عشرات الآلاف من اليمنيين تم ترحيلهم من السعودية نهاية يوليو الماضي بعد منعهم من مزاولة بعض الأعمال وفرض شروط تعجيزية ومبالغ مالية باهظة على إقامتهم ضمن تعديلات سعودية على العمالة لديها.
ويقدر عدد اللاجئين اليمنيين في السعودية بنحو نصف مليون شخص بحسب الاحصاءات الاخيرة، وهذا ما يهدد اليمنيين المقيمين في السعودية.