الوقت- حذر رئيس لجنة الشؤون الدولية "بوب كوركر"، من نشوب حرب عالمية ثالثة قد تبدأ بخطأ يرتكبه الرئيس دونالد ترامب .وصرح كوركر قائلا:" إن "التهديدات التي يطلقها ترامب ضد دول أخرى من شأنها أن تضع البلاد في الطريق إلى الحرب العالمية الثالثة".
كوركر عبر عن قلقله الكبير حيال تصرفات ترامب في حوار مح صحيفة نيويورك تايمز الامريكية قائلاً:" ان ترامب يقلقني ويقلق كل من يهمه امر قوميتنا" وأضاف أن "ترامب ألحق، في عديد المرات، ضررا بجهود الولايات المتحدة الأمريكية الدبلوماسية، من خلال كتاباته على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وفي هذا السياق شهد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مشادة كلامية استثنائية وحادة بين الرئيس الامريكي ترامب وعضو مجلس الشيوخ بوب كوركر حيث هاجم ترامب كوركر الأحد 8 أكتوبر/تشرين الأول 2017، متهما إياه بالافتقار إلى الشجاعة، إضافة إلى تحميله كرئيس للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ مسؤولية الاتفاق النووي مع ايران .وتابع ترامب قائلا :" إن كوركر "مسؤول بشكل كبير عن صفقة إيران ".
وما لبث كوركر الا ان رد على تغريدات الرئيس قائلا :" "إنه لعار أن البيت الأبيض أصبح مركزا للرعاية النهارية للبالغين".
وقد ازدادت وتيرة المشادة الكلامية الحادة بين الطرفين حينما كان وزير الخارجية ريكس تيلرسون يحاول فتح حوار مع كوريا الشمالية بشان برنامجها النووي ليفاجا بتغريدة لترامب تصفه بأنه "يضيّع وقته في محاولته التفاوض".
وفي هذا السياق قال كوكر للصحافيين الأربعاء ان :"تيلرسون لا يحصل على الدعم الذي يحتاجه من أعلى".
واردف قائلا: "أعتقد أن الوزير تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس وكبير الموظفين في البيت الأبيض جون كيلي هم هؤلاء الذين يساعدون في إبعاد بلادنا من الفوضى وأنا أؤيدهم بقوة"..
وتأتي هذه المشادة الكلامية الحادة بعد أن كان كوكر من ابرز داعمي ترامب في انتخابات عام 2016 ليتحول بذلك الى ابرز المنتقدين له ولسياسته التي تعصف بالولايات المتحدة وتجر البلاد الى نشوب حرب عالمية ثالثة .
لكن الأمور اتجهت نحو الأسوأ في أغسطس/آب 2017، بعد تعليقات ترامب حول أحداث شارلوتسفيل في فيرجينيا، التي اعتدى فيها يمينيون متطرفون على نشطاء وهي التعليقات التي تعرض الرئيس الأمريكي بسببها لانتقادات عنيفة، من بينها قول كوركر إن ترامب "لم يتمكن من إظهار الاستقرار، أو بعض الكفاءة التي يحتاج إلى أن يظهرها".
وصرح كوركر للصحفيين آنذاك إنه ":بدون هذه الصفات، وبدون فهم أفضل من قبل ترامب "للأشياء التي جعلت هذا البلد عظيماً"، فإن "أمتنا ستمر بمخاطر عظيمة".
تجدر الاشارة إلى ان ترامب يسعى الى الانسحاب من الاتفاق النووي ارضاء للكيان الصهيوني، لكن ليس هناك من يؤيد انسحابه من الاتفاق الا "اسرائيل"، وقد تخلى عنه حتى حلفاؤه، كما كشف الدبلوماسي الغربي في حديث لفرانس برس، قائلا :" قلنا للادارة الأمريكية، سواء أعلنتم ضمانة التزام ايران بالاتفاق أم لا، هذه ليست مشكلتنا، انما هي سياسة أميركية داخلية، لكن حذار من انتهاج مسار يعرض الاتفاق للخطر".
وبالتالي في حال انتهك ترامب الاتفاق النووي فلن تكتسب امريكا الثقة مجددا بسبب ارائها المتقلبة، فبحسب ما ترى الباحثة في مؤسسة "بروكينز" الأمريكية للدراسات "جونغ باك"،ان :" لن يكون بامكان احد ان يضع ثقته بأمريكا" ،مما سيدفع رئيس كوريا الشمالية "كيم جونغ أون" الى فقدان ثقته بامريكا في حال حدوث اتفاقية فيما بعد نظرا للسياسة التي ينتهجها ترامب.
بياتريس فين، مديرة منظمة "آيكان" (الحملة الدولية للقضاء على الاسلحة النووية) الفائزة بجائزة نوبل للسلام علّقت على الاتفاق النووي بالقول:" أن رسالة نوبل أتت في الوقت المناسب وسيتلقاها المجتمع الدبلوماسي الأمريكي والكونغرس، فهناك اشخاص مؤثرين مثل وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يريدون الحفاظ على الاتفاق بطريقة أو بأخرى".
وهذا ما يشير الى فشل ترامب في سياسته الرامية الى نقض الاتفاق النووي مع ايران في ظل اراء كبار الضباط الامريكيين الذين اكدوا على اهمية الحفاظ على الاتفاقية النووية مشددين على عدم انتهاج ترامب سياسة تجر البلاد الى حرب عالمية ثالثة قد تشعل المنطقة بأسرها.