الوقت- في خطوة لافتة في التوقيت والمضمون، ولها دلالاتها المهمة قام بعض قراء ومتابعي صحيفة "لوس انجلس تايمز" بإرسال رسائل للمحرر عنونتها الصحيفة بـ" لماذا نكون أصدقاء لحكومة ملكية غير ديمقراطية كالسعودية، في وقت أن إيران خرجت لتوها من انتخابات ديمقراطية".
وقد نشرت الصحيفة على موقعها الالكتروني ليل البارحة هذه الرسائل التي أراد القراء من خلالها الوقوف على طبيعة العلاقة التي تربط أمريكا بكل من إيران والسعودية. تقول إحدى الرسائل: "شارك ثلاثة أرباع الشعب الإيراني من المحققين للشروط في انتخابات نزيهة انتخبوا خلالها وبكل راحة حسن روحاني لرئاسة الجمهورية، هذا الحجم من المشاركة أعلى من نسبة المشاركة في بلادنا".
يشير موجه الرسالة إلى انتخابات مجلس الشورى الإيراني الأخيرة، والتي استعرضت خلالها الأجنحة السياسية الإيرانية من إصلاحيين شعبيتهم، وتضيف الرسالة: "زار ترامب هذا الأسبوع السعودية وهي البلد الذي لا يملك أي انتخابات وطنية، هذا البلد يعيش تحت ظل حكومة سلالة وتيار متطرف وهابي يسيطر على جزء كبير من أوجه حياة الشعب".
وينهي هذا القارئ كتابته قائلا: "لقد اتخذنا هكذا حكومة صديقة لنا، في وقت ندور الدنيا ونتحدث عن المساواة، الانتخابات الحرة، حق تقرير المصير والديمقراطية".
متابع آخر للصحيفة قام بمقارنة السعودية التي يحكمها نظام حكم ملكي مطلق مع إيران التي يتمتع شعبها بحق الانتخاب، فكتب قائلا: "في حين من الممنوع اقتناء الكتاب المقدس في السعودية (الانجيل والتوراة)، مسيحيو ويهود إيران لديهم ممثلين في البرلمان" ويضيف مؤکدا على الدعم السعودي للإرهاب: "الحكومة السعودية كانت وراء الدعم المالي لأحداث 11 أيلول سبتمبر، في وقت لم يُسجل أي هجوم إرهابي على أمريكا يكون على ارتباط مع إيران".
يضيف هذا القارئ، إن نصف الطلاب الجامعيين الإيرانيين هم من الفتيات في وقت لا يسمح للنساء في السعودية بقيادة السيارة. ليختم كتابه سائلا: "هل من الممكن أن يوضح لي أحدهم لماذا قمنا بالتوحد مع السعودية في مواجهة إيران؟".
کتب قارئ آخر بالاشارة إلى سفر ترامب الأخير والاستقبال الملوكي الذي تمتع به: "يريد ترامب محاربة الإرهاب بشكل أوسع، ولكنه لم يشر في خطاباته إلى منفذي أحداث 11 أيلول سبتمبر الذين كانوا بمعظمهم سعوديين".
ويضيف هذا المتابع للصحيفة: "لا يزال ترامب يهاجم التطرف، في وقت يتناسى أن تنظيمي القاعدة وداعش يستمدان معظم قدراتهم من الفكر الوهابي الذي يؤيده ويدعمه حكام السعودية".
ما قاله هؤلاء القراء يؤكد أن شريحة مهمة من الشعب الأمريكي تدرك حقيقة الأمور، ولم تعد تنخدع بالشعارات التي تطلقها الإدارات الأمريكية المختلفة، فزيارة ترامب إلى السعودية مكشوفة الأهداف والتوجهات لديهم. زيارة استخدم خلالها ترامب شعارات فارغة تتعلق بمحاربة التطرف و ایران فوبیا، شعارات مكنته من عقد صفقات بمئات المليارات من الدولارات دون أن يقدم أي وعود حقيقية ملزمة لأمريكا.