الوقت - اليوم هو يوم نكبة الامة العربية، نكبة أبناء فلسطين الذين تعرضوا الى أكبر عملية اقتلاعٍ من أرضهم وتحويلهم إلى لاجئين في بلادهم وخارجها بعد احتلال أرضهم وتاريخهم، وتحويلهم من كينونة صريحة في الزمان والمكان إلى فائضٍ من أشباحٍ منسيّةٍ خارج الزمان والمكان.
في ذكرى النكبة، تتعزز علاقات عربية بالكيان الاسرائيلي ويترك الفلسطينيون الى مصيرهم، وكأنّ الامس ليس ببعيد، حيث سلم "قادة العرب" آنذاك فلسطين للحركة الصهيونية. ولا يزال حاضر النكبة ممتدًا ومفتوحًا على جهات الزمن. لن ينسى الفلسطينيون ما حدث لهم، لأنّ الذاكرة الجمعيّة والفرديّة خصبةٌ وقادرة على استعادة الحكايات الحزينة، بل لأنّ الحكاية، حكاية الأرض والشعب، ما زالت تُروى بالدم في الصراع المفتوح بين ما اريد لهم أن يكون وبين ما أراد الفلسطينيون أن يكونوه.
في ذكرى النكبة، سنعود الي الماضي لنذكّر بأرقام وقصص ربما قد تكون محيت من ذاكرتنا بسبب ما جرى ويجري في بلادنا العربية، والاقتتال الداخلي الذي فرضه المستعمرون الخارجيون من أمريكا والكيان الاسرائيلي على شعوبنا من أجل حرف البوصلة الاساسية، الا وهي القدس.
وهذه الارقام على الشكل التالي:
1- 800 ألف فلسطيني هجروا عام 1946 من قراهم ومدنهم الى الضفة وغزة والدول العربية المجاورة كسوريا والاردن ولبنان.
2- 1800 قرية ومدينة كان الفلسطينيون قبل النكبة يقيمون فيها.
3- 1.4 فلسطيني كانوا يقيمون في الاراضي المحتلة عام 48.
4- 15 ألف فلسطيني استشهدوا خلال النكبة الفلسطينية.
5- 78% من مجمل مساحة فلسطين التاريخية سيطر عليها الاحتلال ويعود 93% من مجمل مساحة الكيان المحتل الى اللاجئين الفلسطينيين.
6- 5000 آلاف يهودي كانوا يعيشون في فلسطين قبل النكبة.
7- سيطر الاحتلال خلال النكبة على 774 قرية ومدينة، منها 531 دمرت بالكامل.
8- عام 1918 أصبح عدد اليهود قرابة 55 ألف بنسبة 8 بالمئة من عدد سكان فلسطين.
9- أكثر من 70 مجزرة ومذبحة ارتكبتها العصابات المسلحة الصهيونية خلال النكبة.
10- صادر الكيان الاسرائيلي بعد انشائه أكثر من 700 ألف دونم من الاراضي الفلسطينية وذلك بين عامي 1948 و1964.
11- بلغت نسبة الاراضي التي يعيش فيها الفلسطينيون في آخر احصائية أقل من 10% من أراضي فلسطين التاريخية.
12- عام 2012 وصل عدد المواقع الاسرائيلية في الضفة الغربية حوالي 482 موقعاً.
اذاً، أمام هذه الارقام الكبيرة والمحبطة، لم يتمكن صنّاع النكبة الفلسطينية من كسر إرادة الشعب الفلسطيني وطمس هويّته الوطنية، لم يتمكّنوا طوال خمسة عقودٍ من دفعهم إلى الغياب والنسيان، ومن إقصاء الحقيقة الفلسطينية عن الوعي العالمي. إنّ انتفاضة الأمس واليوم وغداً هي التعبير الطبيعيّ لمشروع مقاومة العبوديّة المتمثلة في احتلالٍ يتّسم بأبشع أشكال الفصل العنصريّ.