الوقت- قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اليوم الأحد أنه لا حل في سوريا سوىالتفاهم السياسي بين جميع السوريين لإعادة الاستقرار إلى هذا البلد.
وفي مقابلة اجرتها معه صحيفة اعتماد، نشرتها اليوم الاحد، قال محمد جواد ظريف: خلال الفترة الاخيرة بذلت جهود لرسم صورة معدة سلفا عن ايران لقلب الحقائق الموجودة على الصعيد الاقليمي. وقد بذلت محاولات لعكس نتائج الاخطاء التي ارتكبتها بعض الدول في مخططاتها غير المدروسة من قبيل دعمها لصدام والارهابيين وطالبان، والآن تبذل جهودها من أجل الحيلولة دون الانتباه الى هذه الاخطاء وحرف الانظار نحو ايران.
وبشأن آفاق الازمة السورية، قال ظريف أنه لا حل في سوريا سوى عبر التفاهم السياسي بين جميع السوريين لإعادة الاستقرار الى هذا البلد. ورأى انه كلما توصل الجميع الى هذه النتيجة بأن الظروف الراهنة لا تصب في مصلحة احد، وان الخيار العسكري ليس حلا للمشكلة في سوريا، وكلما توصل اللاعبون الاقليميون الى وجهة نظر موحدة بأن عليهم ان يتوصلوا الى التفاهم عبر السبل السياسية، وكلما توصل جيراننا في المنطقة الى هذه النتيجة بأنها لا يمكنها تحقيق مصالحها عبر اللجوء الى الارهاب والعنف والعصابات المتطرفة، فسيمكننا ان نساهم في عملية بناء مستقبل مختلف لأطفال وشباب سوريا.. ان السوريين انفسهم هم من يمكنهم ان يبنوا هكذا مستقبل لهم، ونحن باعتبارنا دول المنطقة يمكننا ان نساهم في تسهيل هذه العملية، مشددا على أنه بعد الحرب فإن إعادة إعمار سوريا بحاجة الى تعاون ومشاركة على الصعيد الدولي، ولابد ان تشارك دول المنطقة بشكل فاعل في هذا المجال.
وردا على سؤال بشأن العلاقات الايرانية الروسية، اوضح ظريف ان العلاقات بين ايران وروسيا هي من متطلبات الجوار بين البلدين، ولابد من تطوير هذه العلاقات اكثر من المستوى الحالي.. وأرى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية يجب ان تكون لديها علاقات شاملة، اي ان تكون لدى ايران علاقات مع جميع الدول باستثناء الدول التي تشكل خطوط حمراء من قبيل الكيان الصهيوني او العلاقات السياسية مع الولايات المتحدة. وأضاف أن لدينا مصالح مشتركة جادة مع روسيا على الصعيد الاقليمي والثنائي.. وهنالك ظروف مشابهة من قبل ايران بالنسبة للصين والهند وباكستان وتركيا وجيراننا العرب، وقد اعلنا عن رغبتنا بصراحة بأننا نرغب بإرساء علاقات متطورة جدا مع جميع الدول مبنية على حسن الجوار.
وصرح وزير الخارجية الايراني بالقول: اننا نتابع سياستنا في التعاون على الصعيد الدولي بشكل مستقل عن الآخرين، واذا كنا نرفع شعار لا شرقية ولا غربية، فهذا بمعنى ان سياستنا للعلاقات مع روسيا او العلاقات مع الغرب ليست متأثرة لا بالشرق ولا بالغرب.. فلقد وضعنا سياستنا المستقلة على اساس مصالحنا الوطنية، وفي هذه السياسة المستقلة تلعب دول المنطقة والجوار كروسيا والصين والهند وباكستان وتركيا وجيراننا العرب دورا خاصا.
وبشأن العلاقات الايرانية السعودية، قال ظريف: اننا نرغب ان تتمتع السعودية وجميع دول الخليج الفارسي بالاستقرار، ونريد ان تتوقف الحرب في اليمن، كما اننا بذلنا قصارى جهودنا للحيلولة دون اندلاع الحرب في هذا البلد، وعندما بدأت الحرب بذلنا قصارى جهودنا لإنهاء الحرب بأسرع ما يمكن.. لكن من المؤسف فإن بعض الدول وخاصة السعودية ترى مصالحها في التوتر.. واذا لم تكن السعودية ترغب (سواء لأسباب داخلية او اقليمية او دولية) في التحرك في مسار إزالة التوتر، فمهما بذلت الجمهورية الاسلامية الايرانية من جهود فلن تحقق نجاحا في هذا المجال، ورغم ذلك فإننا نواصل سياستنا ونستمر في سياسة ضبط النفس في مواجهة التوتر الذي يختلقه الطرف المقابل.. ان ضبط النفس هذا ليس ناجما عن انعدام التخطيط، بل انه مبني على رؤية استراتيجية تجاه الظروف الاقليمية وناجم من ثقتنا أننا أقوى دولة في المنطقة، ولسنا بحاجة للرد على اي حركة استفزازية، وعلى هذا الاساس يمكننا ان نزيد من شعبيتنا في المنطقة باعتبارنا قوة باعثة على الاستقرار.. ونأمل ان يلتفت جيراننا الى ان ايا من دول الجوار تعرضت لخطر التطرف والارهاب والعصابات الارهابية، فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية تهرع لمساعدة الضحايا دون الاخذ بعين الاعتبار القومية والدين.