الوقت- في إطار ترسيخ سياسته الإقصائية أصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاثنين، قراراً تنفيذياً جديداً متعلق بحظر سفر مواطني 6 دول ذات أغلبية مسلمة إلى أمريكا، يأتي هذا القرار بعد تصدي القضاء لمحاولته الأولى في هذا الصدد، حيث قامت المحكمة الاتحادية بتعليق تنفيذه.
واستثنى القرار الجديد العراق بعد أن كان مشمولاً بقرار الحظر السابق، بينما أبقى على الدول الست الأخرى، وهي إيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن، لمدة 90 يوما، ومنع استقبال اللاجئين لمدة 120 يوماً.
وحسب مصادر رسمية في البيت الأبيض، فإن القرار الجديد سيدخل حيز التنفيذ ابتداءً من 16 مارس/ آذار.
ويرى الخبراء السياسيون أن القرار الجديد سيثير موجة من الغضب والتنديد داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، مشابهة لموجات الغضب والاحتجاج على القرار السابق.
ردود الأفعال على قرار حظر السفر الجديد
وجاءت أولى ردات الفعل المعارضة لتنفيذ القرار من أعلى مسؤول قضائي في ولاية نيويورك، حيث قال المدعي العام لنيويورك إريك شنايدرمان، في تصريح له فور صدور القرار الاثنين، إن مكتبه على استعداد لمقاضاة إدارة ترامب.
وأضاف شنايدرمان "إن جميع المحاكم داخل الولايات المتحدة أوضحت أن الرئيس ترامب ليس فوق الدستور، وعلى الرغم من أن البيت الأبيض قد أجرى تعديلات على الحظر السابق، إلا أن نية التمييز ضد المسلمين مازالت واضحة في هذا الحظر الجديد، والذي لا يضر فقط بالعائلات التي تطالها فوضى السياسات المتشددة للرئيس ترامب، بل إنه يتعارض أيضا بشكل كامل مع قيمنا ويجعلنا أقل أمنا".
وختم تصريحه بالقول "مكتبي يراجع عن كثب التعديلات التي أجريت على الحظر، وأنا على استعداد للتقاضي لحماية أسر نيويورك ومؤسساتها واقتصادها".
ودعت اللجنة الأمريكية العربية لمناهضة التمييز، وهي جمعية للحقوق المدنية للامريكيين المنحدرين من اصول عربية، لجمع التبرعات للتصدي للمعارك القضائية القادمة.
وفي تصريح لقناة بي بي سي، قالت الجمعية "الحظر ينم عن عداء الأجانب وعداء المسلمين".
لماذا استثنى العراق من قرار الحظر الجديد
أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، الاثنين، أنها استثنت العراق من الأمر التنفيذي الجديد المتعلق بحظر السفر لأميركا لأن العراق يحارب "الإرهاب".
وقال وزير العدل الأميركي جيف سيشنز، بحسب التلفزيون الرسمي العراقي، "استثنينا العراق من حظر السفر لأنه يحارب الإرهاب".
من جهتها رجحت مصادر مطلعة سبب استثناء العراق من قرار الحظر الجديد إلى أن الحكومة العراقية فرضت إجراءات فحص جديدة مثل زيادة الرقابة على تأشيرات السفر وتبادل البيانات.
أما شبكة بي بي سي فقالت أن قرار الاستثناء جاء بعد مكالمة هاتفية بين ترامب ورئيس الوزراء حيدر العبادي في الـ10 من فبراير/ شباط الماضي، وحوار مباشر بين العبادي ومايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي في ميونخ على هامش مؤتمر الأمن العالمي في الـ18 من فبراير.
وفور صدور القرار، أصدرت وزارة الخارجية العراقية بياناً رحبت فيه باستثناء العراق من قرار الحظر.
وأضافت أنها تعتبر القرار "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح الذي يعزز التحالف الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن في العديد من المجالات وفي مقدمتها محاربة الإرهاب".
وقال المتحدث باسم الخارجية، أحمد جمال، في بيان إن الوزارة "تعبر عن عميق ارتياحها للقرار التنفيذي الصادر عن، ترامب الذي تضمن استثناء العراقيين من حظر السفر إلى الولايات المتحدة".
وفي الحديث عن الفرق بين القرار الجديد والقديم، يسمح القرار الجديد فقط للاجئين الذين وافقت عليهم وؤارة الخارجية الأمريكية بدخول الولايات المتحدة.
وحدد القرار الجديد عدد اللاجئين الذين يسمح لهم بدخول الولايات المتحدة بخمسين ألف لاجئ في العام.
كما لا يشمل القرار الجديد حملة التأشيرات وتراخيص الإقامة الدائمة "الكرت الأخضر".
وكان القرار السابق يمنح الأولوية للأقليات الدينية، مما أثار سخط في الرأي العام داخل أمريكا وخارجها، وقال منتقدو ترامب حينها" إنها ممارسة منافية للقانون إعطاء الأولوية للاجئين المسيحيين".
وتم استثناء هذه الفقرة في القرار الجديد.
ومن أجل الحديث عن القرار الجديد، عقد وزير الخارجية ريكس تيلرسون والمدعي العام جيف سيشنز ووزير الأمن الداخلي جون كيلي مؤتمرا صحفياً مشتركاً.
حيث اعتبر تيلرسون أن القرار الجديد للرئيس دونالد ترامب والذي يبقي حظر السفر على مواطني 6 دول مسلمة هو "إجراء حيوي" لتعزيز الأمن القومي لأمريكا.
واضاف "ككل دولة، يحق للولايات المتحدة السيطرة على من يدخل بلادنا وإبعاد الذين يحيقون بنا الضرر"، على حد تعبيره.
أما جون كيلي فقال "إن السفر غير المنظم قد يعرض الأمن الوطني للخطر".
وادعى كيلي أن بعض الأشخاص يستغلون نظام الهجرة للإعتداء على الأمريكيين، وأضاف أنه لايجب التسامح مع هؤلاء.
الجدير بالذكر أن الوزراء الثلاثة لم يسمحوا للصحفيين بطرح أسئلة عليهم بعد إنتهاء المؤتمر.