الوقت- قدمت وزارة الدفاع الأمريكية الى الرئيس الامريكي خطتها الجديدة للحرب على تنظيم داعش في سوريا والعراق، ويبدو ان هذا وضع ترامب أمام عدد كبير من الخيارت في هذا المجال. ووسط هذه الخيارات الكثيرة يبدو أن خيار ارسال المزيد من القوات الأمريكية للمشاركة في الصراع على الأراضي السورية قد يؤثر كثيرا على الظروف في سوريا وتطورات المشهد السوري.
وحول احتمال ارسال ترامب تعزيزات عسكرية أمريكية للمشاركة في الصراع بسوريا، كتب محلل الشؤون العسكرية في مجلة نيوزويك، آنطوني فیشر قائلا: في الثالث والعشرين من فبراير الماضي، زار رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد مؤسسة بروكينغر بواشنطن حيث قال: من واجبنا أن نعرض على الرئيس خيارتنا لمواجهة داعش والجماعات المتطرفة الأخرى في سوريا. وأضاف: من المقرر أن نعرض على الرئيس عددا كبيرا من الخيارات المتنوعة، ويمكن له تحديد الخيار المناسب بين هذه الخيارات.
وخلال السباق الرئاسي، كان ترامب قد وعد بالتصدي لتنظيم داعش في سوريا والعراق عسكريا، فيما أصر على انتقاد خصمه في السباق الرئاسي، أي هيلاري كلينتون بسبب نظرتها التي ترمي الى التدخل في شون الشرق الاوسط. واليوم يقف الرئيس الأمريكي أما خيار متناقض حول استخدام القوة العسكرية، حيث يرغب ترامب باقامة مناطق آمنة في سوريا، رغم علمه بان اقامة هذه المناطق بحاجة الى نشر قوات عسكرية لحمايتها. كما أن نشر هذا الحجم الكبير من القوات العسكرية سيجره الى تحديات تتمثل بمواجهة عسكرية مع الجماعات الارهابية والمتطرفة، بل حتى الى مواجهات مع الجيشين السوري والروسي.
وحاليا ينفذ 500 جندي من قوات مشاة البحرية الأمريكية عمليات عسكرية في سوريا. هذا في حين أن الأمريكان ينظرون الى الطلعات الجوية ضد مواقع تنظيم داعش نظرة ايجابية جدا (تأييد بنسبة 72% وفق استطلاع للرأي عام 2016)، اما ارسال قوات عسكرية برية الى سوريا فإنه لا يلاقي ترحيبا كبيرا (تأييد بنسبة 42% فقط).
وفي هذا الصدد لم يعلن وزير الدفاع الأمريكي الجديد، جيمس ماتيس عن رأيه الشخصي حيال نشر المزيد من القوات البرية في سوريا، ولكنه عبر في عام 2014 عن رفضه الشديد لاستراتيجية حكومة أوباما في التعامل مع تنظيم داعش. وكتب موقع بيزنيس انسايدر نقلا عن ماتيس قوله: "يمكن اختيار أي استراتيجية في هذا المجال، ولكن يجب أن نمتنع وبشدة عن تقديم معلومات لأعدائنا حول ما سنقوم به أو ما لن نقوم به، ويجب أن نكون حذرين في هذا المجال. بصورة خاصة إذا كانت هذه التهديدات تعرض الولايات المتحدة الأمركية وأمنها لخطر حقيقي، وهذا هو واقع الحال حسب تقديري. يجب ألا نمنح الاعداء تأكيدا مسبقا أن امريكا لن ترسل قواتها العسكرية للدخول في مواجهة معهم.. إن الحروب لم ترهق الجيش الأمريكي أبدا؛ إن جيشنا يستقي قوته من مواجهة الأعداء، متى ما كان هناك أهداف محددة، ونحن في أتم الاستعداد لمواجهة الأعداء".
وباعتباره شخصا منطقيا ومعتدلا، يعد الجنرال ماتيس الاكثر معرفة بالوجه المرعب للحرب وبعبارة أوضح ومن دون تقليل من شأن ماتيس، يعد الجنرال شخصا متزمتا تجاه ايران ويعتقد أن هناك الكثير من المجالات المواجهة بين أمريكا وروسيا.
ويبدو أن الجنرال ماتيس هو الشخص الوحيد في حكومة ترامب الذي يجب تنبيهه الى أن الجنود ليسوا دمىً، وإن اقامة مناطق آمنة في سوريا يعني الحاجة لقوات كبيرة تستطيع المحافظة على أمن هذه المناطق. وإذا كان البنتاغون قد عرض على ترامب عددا كبيرا من الخيارات من أجل مواجهة تنظيم داعش، ومنها خيار تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في إحدى من أقسى ساحات الصراع على مستوى العالم، فإن الرئيس الامريكي الجديد والذي "ينأى بنفسه عن التدخل" لن يرفض أبدا استخدام القوة العسكرية التي كانت هيلاري كلينتون قد وصفتها باسم "السلطة الذكية".