الوقت - قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي في مقال للكاتب "ريك ستيرلينك" إن ذوي الخوذات البيضاء قد يفوزون بجائزة أوسكار في فئة "وثائقي قصير" في حفل توزيع جوائز الأكاديمية يوم غد الأحد، وهذا لن يكون مفاجأة لأي أحد ذلك لأنهم مجموعة صمّمت للاحتيال وافتعال الحقائق.
حيث تبدو جماعة "الخوذات البيضاء" وكأنها قصة من أبطال فيلم ديزني، فإن 90 بالمئة منهم مجرد أسطورة ملفقة، فمعظم ما زعم عن مجموعة الإنقاذ السورية غير صحيح، فهي ليست سورية في المقام الأول، فقد بدأت هذه المجموعة أعمالها بدعم من المقاول في الجيش البريطاني "جيمس ميسيوير" وتم تمويلها بشكل كبير من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وحكومات أخرى.
وتابع الموقع بالقول: إنهم ليسوا متطوعين، بل يتم الدفع لهم، ويؤكد هذا فيديو قناة الجزيرة والتي أظهرت بعض "المتطوعين" يتحدثون عن إضراب عن العمل إذا لم يحصلوا على رواتبهم في وقت قريب، فمعظم التمويل الثقيل يذهب إلى التسويق الذي تديره "حملة سوريا" ومقرها نيويورك.
وأضاف الموقع: إن مدير هذا البرنامج الأمريكي هو امرأة إيرلندية أمريكية اسمها "آنا نولان" التي لم تكن أصلاً في سوريا، وكمثال على الخداع الذي تمارسه هذه المؤسسة "حملة سوريا" نشرت على الانترنت فيديو يظهر الأطفال يرقصون ويلعبون كرة القدم ما يعني أنهم جزء ممن طلب المعارضة لسوريا "حرة وسلمية"، ولكن صور الفيديو سرقت من وثائقي "بي بي سي" 2010 حول التعليم في سوريا في ظل "حكومة البعث".
ومن خلال الأفلام التي أطلقتها جماعة الخوذات البيض شرق حلب أخيراً تم اكتشاف أن مقرها كان جنباً إلى جنب مع المقر الرئيسي لجماعة تنظيم القاعدة الإرهابية، حيث ذكر المدنيون في شرق حلب أن الخوذات البيضاء كانت موجودة في المقام الأول عندما تعرضوا لهجوم المسلحين من القاعدة، وبعد وقت قصير من مغادرتهم حلب في الحافلات أظهرت "الخوذات البيضاء" قوتها في الجبال المتاخمة للعاصمة دمشق حيث تحالفوا مع الجماعات الإرهابية في تسميم ثم قطع مصدر المياه لخمسة ملايين شخص في العاصمة دمشق.
وأردف الموقع قائلاً: إن مطالبة "الخوذات البيضاء" أن تكون محايدة ومستقلة هو كذبة أخرى، حيث إنها تعمل فقط في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المتمردة في المقام الأول جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، وإن قادتهم يدعون لنشاط تدخل حلف شمال الأطلسي في سوريا التي من المفترض أنها بلادهم.
وأضاف الموقع الكندي بالقول: إن صناع الفيلم لم تطأ أقدامهم سوريا، فمن لقطات الفيديو يبدو جلياً أنها تجري في جنوب تركيا فإنها تظهر المتدربين من الخوذات البيض في الفنادق، ويتحدثون عبر الهواتف المحمولة، وهناك بعض اللقطات من داخل سوريا ولكنها تبدو بأنها مفتعلة، وقال خالد الخطيب الشخص الذي من المفترض أنه قام بتصوير لقطات من داخل سوريا قد حصل على تأشيرة دخول الولايات المتحدة وسيحضر حفل توزيع جوائز الأوسكار، هذا ومن المرجح أن تحظى باهتمام خاص من وسائل الإعلام، ومن المفارقات أن بعض الذين استغلوا قضية اللاجئين لحملات جمع التبرعات الخاصة بهم، مثل هيومن رايتس ووتش، هي من المجموعات التي تروج للحرب التي خلقت أزمة اللاجئين.
وتابع الموقع: هذا أول شريط فيديو يبين الخوذات البيضاء، بشكل غير واقعي وكبير مع فتاة كانت مدفونة تماماً تحت الأنقاض دون أن تصاب بأي جروح أو أثر للأوساخ، فهل من الممكن حقاً إنقاذ الناس بهذه السرعة والدقة؟ في العالم الحقيقي بالطبع لا، فالفيديو الأصلي لديه شعار (AMC) الذي تم إنشاؤه من قبل منظمة المغتربين السورية، وعنوانهم في شارع K في واشنطن العاصمة وهذا يشير إلى أنها حملة أخرى غربية من قبل وسائل الإعلام الممولة التي تقودها أهداف سياسية.
واختتم الموقع بالقول: بالطبع هذا يثير سؤالاً بشأن نزاهة جوائز الأوسكار، هل باتت جوائز أوسكار اليوم تعطى أحياناً تحت سلطة النفوذ السياسي والمالي؟
هناك دوافع سياسية لتعزيز سياسة الخوذات البيضاء كجزء من الجهود الرامية إلى منع انهيار حملة /ويسترن الإسرائيلية/ التي تهدف للإطاحة بالحكومة السورية، وقد أعطت هذه الحكومات نفسها قوارب من المال لتأجيج الحملة الدعائية، فبات اليوم جلياً وواضحاً أن فيلم "الخوذات البيضاء" هو تكتيك من الحملة المستمرة للتشويه والتضليل حول سوريا، أي إنها عملية احتيال، تماماً مثل عملية اختطاف وهمية لمراسل "ان بي سي" ريتشارد انغل، فالأيام القادمة سوف تكشف المزيد عن حرب المعلومات الجارية ضدّ سوريا.