الوقت- تحت الأمطار الغزيرة ورغم كل الجراح والآلام والانتهاكات وأساليب التعذيب والقمع التي يتعرض لها الشعب البحريني، لايزال هذا الشعب المقاوم متمسكاً بأهدافه ماضياُ بثورته التي دخلت عامها السابع، مدافعاً عن حقوقه الإنسانية والسياسية المشروعة، متحدياً آلة القتل البحرينية ومموليها وداعميها.
الشعب البحريني وجه رسالته للعالم أجمع في المسيرات الضخمة التي أحيا من خلالها الذكرى السادسة لانطلاق ثورته السلمية "14 فبراير/ شباط 2011"، مطالباً المجتمع الدولي بوضع حد لاستبداد آل خليفة وانفرادهم بالسلطة، قائلاً للعائلة الحاكمة مهما استمريتم بسياستكم الإلغائية والقمعية لأغلبية الشعب البحريني لن تنثني عزائمنا ولن تخمد نار ثورتنا حتى نحقق جميع مطالبنا.
في جديد الأزمة البحرينية كشف مدير "مركز الخليج للدراسات" في واشنطن "علي الأحمد"، أن أسطول البحرية الأمريكي الخامس في البحرين لديه مركز معلومات مهمته التجسس والتعرف على الناشطين السياسيين والمعارضين لنظام آل خليفة.
صمت المجتمع الدولي عن جرائم آل خليفة
لقد واجهت ثورة البحرين منذ انطلاقتها تحديات كبيرة على جميع الأصعدة، بسبب وقوف دول الخليج الفارسي والدول الغربية في وجه هذه الثورة واستخدام جميع الوسائل الممكنة لقمعها وملاحقة رموزها وإبعادهم عن شعبهم للحيلولة دون وصول الثورة لإهدافها، وكان من اللافت خلال السنوات الست من عمر الثورة الصمت الدولي على جرائم آل خليفة لا بل حمایتهم والتغطية على انتهاكاتهم لحقوق الإنسان، هذا المجتمع الدولي الذي يتعامل بتحيز واضح مع أزمات المنطقة حيث يدعم المسلحين في سوريا ويصمت عن كل الجرائم التي يرتكبوها بحق الشعب السوري، بالمقابل فإنه يقف مع نظام آل خليفة الذي يقمع ثورة سلمية لم تلتجئ لاستخدام السلاح رغم كل الانتهاكات التي مورست بحقها أمام أعين مجلس الأمن ومنظمة حقوق الإنسان وغيرها من المنظمات التي تدّعي الدفاع عن المظلومين في كل دول العالم.
لن تهدأ الثورة البحرينية حتى تتحقق جميع مطالبها
بعد مرور كل هذه السنوات على الثورة البحرينية لم تبرد همة الشعب البحريني لحظة واحدة في الدفاع عن حقه والمطالبة بإسقاط نظام آل خليفة الذي يتعامل مع أغلبية شعبه بصورة طائفية ويستنجد بالدول الغربية كأمريكا وبريطانيا لمساعدته في قمع الثورة والحصول على ضمانات للبقاء في الحكم، ولكن الأيام القليلة الماضية أثبتت أن الشعب البحريني الذي تحمل الألم والمعاناة على مدار ست سنوات لن يتوقف عن هذه الثورة حتى يطيح بهذا النظام المتعجرف الذي يستبد بأكثرية شعبه ويتعامل معه وكأنه غريب عن هذه الأرض، رافضاً كل مطالبه.
بريطانيا تقوم بتدريب قوات الأمن البحرينية وتدعمها بالمال والسلاح
بريطانيا التي تدّعي دفاعها عن حقوق الإنسان لماذا تصمت أمام الجرائم التي يقوم بها نظام آل خليفة؟!!، أصبح من البديهي أن الدول الكبرى مثل بريطانيا وأمريكا التي تمتلك تاريخ دموي طويل بإستعمارها لشعوب المنطقة لا تبحث إلا عن مصالحها في بقاع الأرض وكل مايضر بمصالحها تقوم بقمعه بأساليبها المعروفة، النقطة الأخرى والأهم أن أنظمة دول الخليج الفارسي قامت بتطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي وسمحت بإنشاء سفارات لكيان الإحتلال على أراضيها بل تعدى الأمر أكثر من ذلك ووصل إلى حد قيام الكيان الإسرائيلي بتدريب جيوش هذه الأنظمة كما تفعل بريطانيا الآن مع قوات الأمن البحرينية حيث تقوم بتدريبها ودعمها بالسلاح لقمع ثورة الشعب البحريني، وهذا الأمر ليس بالجديد على دول الغرب وخاصة بريطانيا.
ماهي مهمة مركز المعلومات في الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في البحرين؟
يمتلك الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية والذي يتواجد في مياه الخليج الفارسي منذ عام 1991 مركزاً للمعلومات، والجدير بالذكر أن هذا المركز يستقر حالياً في البحرين ويعمل فيه خبراء عرب وبريطانيين، وأوكل لهذا المركز مهمة التجسس وجمع المعلومات عن المعارضين البارزين للنظام البحريني.
تجدر الإشارة أن أمريكا تستغل قدرتها في السيطرة على المنظمات الدولية من حقوق إنسان ومجلس أمن وغيرها لإبقاء ثورة البحرين سلمية من جهة، كما أنها تقوم بحماية النظام البحريني الذي يقتل ويقمع شعبه أمام المجتمع الدولي من جهة أخرى.
أما الشعب البحريني المقاوم فقد حافظ على ثورته سلمية ليس لأنه غير قادر على حمل السلاح في وجه آل خليفة بل لمنع أي تدخل اقليمي أو دولي في بلده، ولكي لا ينجر للفتنة التي حاول النظام جره إليها من خلال الإعتداء على رموزه الدينية عدة مرات، وبذلك فإنه يظهر الوجه الحقيقي لآل خليفة ويكشف عن المؤامرات الدولية التي تحاك ضده وضد شعوب المنطقة.