الوقت- نشر معهد "امريكن إنتربرايز" الأمريكي، تحليلا تنبأ فيه بقدرات ومواقف قوات الجمهورية الاسلامية الايرانية، ملفتا الى أن التغيير في أساليب الجيش الايراني الدفاعية ستؤثر بشكل جذري على الحسابات الاستراتيجية وتوازن القوى في المنطقة، وهذا الأمر لن يكون ظاهرة عابرة بكل تأكيد.
وتطرق المعهد الأمريكي للأبحاث السياسية العامة في التحليل الى آخر التحولات في سوريا والملف الايراني قائلا: نطاق العمليات العسكرية الايرانية في سوريا ومدى فاعليتها يشير الى أن الجمهورية الاسلامية باتت اللاعب المهيمن على مجريات الأمور في المنطقة، والذي يدلّ على صحّة وجهة النظر هذه هو إصرار روسيا على مشاركة الطرف الايراني في ملف الأزمة السورية.
ولفت المعهد الأمريكي الى أن روسيا قامت بإلقاء مهمة العمليات العسكرية البريّة في سوريا على عاتق ايران، ولاتنوي موسكو وضع قواتها مكان القوات الايرانية في ذلك البلد.
وعلى هذا الأساس فإن النقطة المهمة في هذه المسألة هي أن أًصحاب القرار في ايران صمّموا ولأول مرّة في تاريخ الجمهورية الاسلامية على أن يتمّ صبّ جهود البلاد في سبيل توسيع إمكانيات الجيش الايراني حتى يتسنى له مواجهة جيوش كبرى في حال حصول حرب كلاسيكية، الأمر الذي سيغيّر معادلة توازن القوى في المنطقة بشكل دائم.
وتابع المعهد الامريكي: تعمل ايران على تحويل قواتها العسكرية الى قوات قادرة على تنفيذ مهام لآلاف الأميال خارج حدود البلاد.
وطبقا لتحليل المعهد الأمريكي للأبحاث السياسية العامة: هذه السياسة العسكرية التي تتبعها ايران في الخارج، لاتنتهجها سوى بعض الدول العظمى في المنطقة، وهي ليست ظاهرة عابرة في أغلب الظن.
وعلاوة على ماذكر سابقا تابع المعهد الامريكي: بعث قادة الجيش الايراني بقواتهم من ضمن الحرس الثوري والجيش والدفاع الوطني الى سوريا ليكون لكل واحدة من هذه القوات دورا فعالا في الحرب التي تجري في ذلك البلد.
واشار المعهد الى عمليات ايران العسكرية خارج حدودها قائلا: أرسل المشرفون على غرف العمليات الميدانية في ايران الآلاف من قواتهم ضمن وحدات عسكرية مختلة ولمدة 15 شهرا، وذلك بهدف استعادة حلب من أيدي المسلحين في شهر ديسمبر عام 2016، لاسيما بعد دعم غير محدود لقوات الرئيس السوري بشار الأسد.
والملفت في الأمر أن هذه هي المرّة الأولى بعد انتهاء الحرب الايرانية العراقية التي تقوم فيها الجمهورية الاسلامية بإرسال قوات عسكرية قادرة على تنفيذ مهام واسعة خارج حدود بلادها.
ومعهد إنتربرايز الأمريكي.. هو مؤسسة محافظة لا حزبية وغير ربحية، كرست نفسها للبحث والتثقيف في الشؤون الحكومية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. أُسس المعهد في العام 1938، وهو يضم بعضاً من خيرة خبراء السياسة العامة في أميركا.