الوقت- بعد مرور أكثر من اثنين وعشرين شهرا على بدء العدوان السعودي الوحشي على اليمن، ما تزال القوات اليمنية المشتركة قادرة على اثارة غضب القوات السعودية ومرتزقتها وهلعهم، واحداث زلازل عسكرية تُصدع عروش المعتدين، وتصل هزاتها الارتدادية الى قلب أوروبا.
في آخر عملية نوعية نفذها الجيش اليمني ضد المعتدين السعوديين، استطاع اليمنيون إصابة أحدى القطعات المهمة في القوة البحرية السعودية. ووفقا للتقارير، تم توجيه الضربة خلال ابحار الفرقاطة السعودية المسماة بـ "المدينة" في البحر الأحمر وقصفها المناطق الآهلة بالسكان، حيث كان الجيش اليمني قد وجه إنذارا مسبقا للقوات السعودية محذرا إياها من قصف المناطق السكنية، رغم ذلك لم يرَ المعتدون تحول الصرخة الى صفعة. وبغض النظر عن الحرب الدعائية والإعلامية يبقى من المهم دراسة نوع السفينة المستهدفة، وما إذا كان لاستهدافها وتحقيق إصابة مباشرة أهمية استراتيجية؟!
المدينة كانت هدية فرنسية لآل سعود
وفقا للصور المتداولة والأخبار المنقولة عن مصادر غير رسمية، فإن السفينة المستهدفة هي فرقاطة فرنسية من طراز "المدينة". وقد تم صنع هذه السفن في عام 1980 من قبل شركة Arsenal de Lorient الفرنسية. واستلم الجيش السعودي أربعة فرقاطات من هذا الطراز خلال العامين 1985 و 1986 للميلاد، حيث تم تطوير هذه السفن بصورة خاصة لتنفيذ عمليات في البحر الأحمر.
أحدى فرقطات "المدينة"
يبلغ وزن هذه السفينة قرابة 2600 طن، ويتكون طاقمها من 179 شخص. فيما يبلغ طولها 115 متر، وعرضها 12.5 متر؛ وهي مجهزة بأنظمة فرنسية للرادارات، الحرب الإلكترونية والسونار، ومن هذه الأنظمة رادار DRBV 15 Sea Tiger، رادار DRBC 32 و نظام السونار TSM 2630 Sorel.
وتستطيع هذه السفينة حمل طائرة عمودية، كما أنها مزودة بمجموعتين من القواذف الرباعية لصواريخ كروز المضادة للسفن من نوع Otomat إيطالية الصنع، كما أنها مزودة بمجموعة من القواذف الثمانية لصواريخ سطح/جو من نوع Crotale فرنسية الصنع، ومدفع مدمج عيار 100 مم في مقدمتها ومدفعين دفاعيين 40 مم بالإضافة الى قواذف للطوربيدات، وتبلغ السرعة القصوى لهذه السفينة ذات المحركات الأربعة، 46 كلم في الساعة.
تحديث السفن السعودي وانفاق ملايين الدولارات
قبل 3 أعوام، عقد الجيش السعودي صفقة كبيرة وسريعة التنفيذ مع فرنسا لتطوير هذه السفن. ووفقا لهذا العقد تم تزويد السفن السعودية برادارات جديدة، نظام قتالي حديث، صيانة الهيكل الرئيسي للسفينة، بالإضافة الى ما مر ذكره، تم تزويد السفينة بنظام SIMBAD-RC للدفاع جوي قصير المدى، وبكلفة 100 مليون دولار لكل سفينة.
وعلى سبيل المثال، يعد نظام SIMBAD-RC من صنع شركة MBDA نظاما للتحكم عن بعد مزود بنظام رصد بالأشعة تحت الحمراء، وصواريخ ميسترال الفرنسية المحمولة على الكتف، والتي لها القدرة على مواجهة الحوامات، الزوارق الصغيرة، الطائرات وصواريخ كروز المضادة للطائرات، وهذا حسب ما أعلنته الشركة المصنعة.
والتزم الاعلام العربي الصمت حيال الحادث خلال الساعات الأولى، فيما نشر الاعلام اليمني شريطا مصورا واضحا لعملية استهداف فرقاطة بأبعاد مشابهة لأبعاد فرقاطة "المدينة" مما اضطر الاعلام السعودي للاعتراف بالعملية.
وبالنظر الى أن هذه السفينة مزودة بأنظمة فرنسية حديثة قادرة على مواجهة هجمات كهجمات بصواريخ كروز، فإن نجاح القوات اليمنية في ضرب السفينة باستخدام صاروخ واحد فقط، يدحض ادعاءات الأنظمة الفرنسية باهظة التكلفة، بعد أن أصاب اليمنيون الفرقاطة التي كلفت السعودية مئات الملايين من الدولارات.
فرقاطة المدينة
وأثبتت هذه العملية إمكانيات القوة الصاروخية اليمنية وفشل الأنظمة الدفاعية الفرنسية المشهورة، وفندت الدعاية الفرنسية الضخمة حول القدرات الدفاعية التي تتمتع بها وقوة صناعاتها العسكرية.
وجدير بالذكر، أن الجيش اليمني كان قد استهدف في وقت سابق سفينة إماراتية –أمريكية الصنع- باستخدام صاروخ كروز مما أدى الى اصابتها إصابة مباشرة وأدى الأمر الى مقتل العشرات من الجنود الإماراتيين وخروج السفينة من الخدمة بسبب شدة الأضرار.
ومن اللافت للنظر، إن القوات البحرية الأمريكية، الفرنسية والبريطانية أطلقت اليوم مناورات عسكرية في الخليج الفارسي باستخدام عدد كبير نسبيا من سفنها الحربية، حيث أعلنت أن الهدف من المناورات هو محاكاة التهديدات ومواجهتها؛ وفي هذا الصدد تعد الضربة التي تعرضت لها سفينة فرنسية طورها الجيش الفرنسي على مدى السنوات الماضية ضمن عقود كبيرة، أفضل رد على هذه الدول التي تريد أن تستعرض قواتها لتدعي أنها قادرة على مواجهة صواريخ إيران الإسلامية وأنظمتها الدفاعية.