الوقت- دخل العدوان السعودي على الشعب اليمني أسبوعه الرابع مع مزيدٍ من الشهداء جراء استهداف الطائرات المعادية للمناطق السكنية والمحال التجارية ومحطات الوقود. لكن يبدو أن بنك الأهداف السعودي لا يتضمن هدفاً غير المدنيين. وهو الأمر الذي أثبت فشل السعودية في حربها. في وقتٍ جرى فيه الحديث عن أن مصر والسعودية اتفقتا على تشكيل لجنة لتنفيذ ما سمي "مناورة استراتيجية كبرى" على الأراضي السعودية، وتشارك فيها دول خليجية عربية. فماذا في آخر تطورات المشهد اليمني؟
شنت طائرات التحالف السعودي المعادية العديد من الغارات التي استهدفت أحياء سكنية في مدينة صعدة القديمة والسوق المركزي في المدينة نفسها، فيما تواصلت الغارات والقصف المدفعي على صعدة والذي استهدف المجمع الحكومي ومقر البريد في المدينة. كما استهدفت طائرات التحالف سوق الخفجي وحفصين في مدينة ضحيان. كما أعادت طائرات التحالف استهداف قاعدة الديلمي الجوية ومطار صنعاء ومناطق فج عطان والصباحة والتي تصدت لها المضادات الجوية. هذا الكم من الغارات طاول للمرة الأولى منطقة الخوخة جنوب الحديدة غرب اليمن واستهدفت هناك معسكر أبو موسى الأشعري ومواقع عسكرية أخرى. يأتي ذلك مع استمرار الطائرات استهدافها للبنية التحتية والمدنيين والقواعد العسكرية للجيش والمطارات والمرافئ البحرية .
في الوقت ذاته ومع دخول العدوان السعودي أسبوعه الرابع، حذرت وزارة الصحة اليمنية من كارثة صحية نتيجة العدد الكبير من الجرحى والشهداء. فقد استشهد أكثر من عشرين مدنياً وسقط عشرات الجرحى في قصف جوي سعودي استهدف محطات وقود ومحال تجارية في منطقة حوث بمحافظة عمران شمال اليمن. كما سقط عدد من الشهداء والجرحى جرّاء قصف جوي ومدفعي سعودي على المناطق الحدودية في صعدة وحجة. وكان ستة عشر شخصاً استشهدوا في غارة على حي سكني في صعدة القديمة بينهم أم وثلاثة من أطفالها. فيما طالبت وزارة الصحة اليمنية بالإغاثة، نتيجة العدد الكبير للجرحى والشهداء .
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أشار مصدر في الأمم المتحدة الى أن مبعوث المنظمة الدولية الخاص إلى اليمن جمال بن عمر قدّم استقالته، وأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يدرس تعيين دبلوماسي موريتاني في المنصب. وقال دبلوماسيون غربيون في الأمم المتحدة إن بن عمر الدبلوماسي المغربي المخضرم أثار غضب السعودية ودول خليجية أخرى مؤخراً بسبب طريقته في معالجة محادثات السلام بين الأفرقاء اليمنيين. وأضافوا أن الدول الخليجية التي تشارك في ضربات جوية تقودها السعودية على اليمن تشعر بأن بن عمر كان متساهلاً مع حركة "أنصار الله" بحسب تعبيرها. وقال دبلوماسي غربي إن الدبلوماسي الموريتاني ولد شيخ أحمد هو أحد بضعة أسماء مرشحة للمنصب، مضيفاً أن قراراً نهائياً لم يتخذ حتى الآن. وكان قد عين ولد أحمد في كانون الثاني من العام الماضي نائباً لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، ثم كلف في كانون الأول برئاسة بعثة الأمم المتحدة الخاصة بشأن مرض الإيبولا .
من جهةٍ أخرى قال بيان رئاسي مصري إن مصر والسعودية اتفقتا الثلاثاء الماضي على تشكيل لجنة لتنفيذ ما سمي "مناورة استراتيجية كبرى" على الأراضي السعودية، موضحاً أنه ستشارك فيها دول خليجية عربية. وصدر البيان بعد محادثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان وحضرها القائد العام للجيش ووزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري الفريق أول صدقي صبحي .
إن ما يجري في اليمن وما يتعلق به من أحداثٍ أخرى أشرنا اليها في هذا التقرير، تؤكد حجم التقهقر الذي تعيشه السعودية سياسياً، الى جانب وضعها الصعب في الميدان العسكري. ولعل حجم الخلافات الداخلية يظهر في سياسات محمد بن سلمان الذي يسعى لترقية نفسه لمنصب ولي ولي العهد بعد إقصاء مقرن وتعيين بن نايف ولياً للعهد، بعد أن وعده بن نايف بتعيينه ولياً للعهد لو صار ملكاً. وهناك من يقول إنه ينوي إقالة الاثنين (أي مقرن وبن نايف) والقفز لولاية العهد، بعد أن حذره الأطباء من أن والده أي الملك السعودي الجديد سلمان في حالة صحيةٍ غير مستقرة بسبب وضع قلبه الحرج. وهنا يأتي السؤال التالي: ما ستؤول إليه الأحداث الجارية والمتسارعة في المنطقة؟ وكيف سيؤثر ذلك على اليمن، والداخل السعودي؟