الوقت- منذ بدء العدوان السعودي على اليمن قبل نحو اسبوعين بإيعاز من الادارة الامريكية ودعم أطراف اخرى بينها دول مجلس التعاون – باستثناء سلطنة عمان - ينشط تنظيم " القاعدة " الارهابي لشن هجمات وحشية على الشعب اليمني وبناه التحتية بالتعاون مع فلول نظام الرئيس المستقيل والهارب عبد ربه منصور هادي الذي أسقطته الثورة الشعبية في هذا البلد بقيادة حركة " انصار الله".
وتلقى تنظيم " القاعدة " حتى الآن ضربات موجعة ومؤثرة على يد الجيش اليمني واللجان الشعبية الثورية ، في وقت تسعى فيه الرياض الى تقوية هذا التنظيم الارهابي بالمال والسلاح وبكل الوسائل المتاحة لمهاجمة الشعب اليمني رغم ادعاء النظام السعودي في وسائل الاعلام بأنه يحارب الارهاب.
ويستغل تنظيم القاعدة الظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها اليمن في الوقت الحاضر بسبب الغارات الجوية المكثفة التي تشنها الطائرات السعودية وطائرات الدول الحليفة وفي مقدمتها امريكا على هذا البلد لنشر عناصره ما بين حضرموت وشبوة وأبين ومأرب . وتشير تقارير عن محاولة توسعهم وانتشارهم الى داخل البلاد تحت مسميات مختلفة مستفيدين من التضاريس الجغرافية التي تسمح بالاختباء وشن هجمات في بعض المناطق لإشاعة الفوضى وتقويض النظام في هذه المناطق.
وقبل عدة أيام اقتحم مسلحو ما يسمى تنظيم " القاعدة في جزيرة العرب" السجن المركزي في المكلا، كبرى مدن حضرموت، وأطلقوا العنان لنحو 300 سجين للفرار من السجن بينهم المدعو خالد باطرفي أحد قادة التنظيم البارزين المعتقل منذ أكثر من أربعة أعوام.
كما هاجم المسلحون ميناء المدينة ومباني المحافظة والأمن والمخابرات وقاموا بنهب محتوياتها بشكل تام. كما طالت عمليات النهب الواسعة البنوك والمقار الحكومية ومجمع المحاكم والنيابات في المدينة بحسب المصدر . وأكدت مصادر خبرية أنّ 60% من عناصر "القاعدة " الذين هاجموا المكلا هم من جنسيات أجنبية.
إضافة الى ذلك قام مسلحو القاعدة في اوقات مختلفة بتنفيذ الكثير من الهجمات الارهابية بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة ضد مقرات حكومية ومدنية في مناطق متفرقة من البلاد ما تسبب بمقتل وجرح المئات من المدنيين العزل بينهم الكثير من النساء والاطفال وتدمير الكثير من البنى التحتية لهذا الشعب المنهك اقتصادياً والذي يعاني من ازمات متعددة في مختلف المجالات بسبب السياسات الفاشلة للحكومات السابقة التي تعاقبت على حكمه خلال العقود الماضية.
من جانب آخر يسعى تنظيم القاعدة الى تأجيج النعرات الطائفية في صفوف الشعب اليمني لاسيما في المدن الجنوبية من البلاد ، وتؤكد تقارير نشرتها صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً تورط أعضاء في الاسرة المالكة السعودية بينهم الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للاستخبارات السعودية والأمير بندر بن سلطان السفير السعودي السابق في واشنطن بدعم تنظيم القاعدة الارهابي وتنفيذ مخططه الطائفي في اليمن لتحقيق مآرب واغراض تصب في صالح المشروع الصهيو أمريكي في المنطقة.
ولم يستبعد العديد من المراقبين أن تقوم القوات السعودية بضرب أماكن في مكة المكرمة والمدينة المنورة واتهام حركة انصار الله بالوقوف ورائها من اجل تشويه سمعة الحركة وإقناع العالم الاسلامي بالاصطفاف الى جانب السعودية من خلال إظهارها بأنها تدافع عن نفسها وليس هي من بدأت بشن العدوان على اليمن.
ويعتقد المراقبون ان القوات السعودية ستتلقى ضربات موجعة جداً على يد القوات اليمنية وستتكبد خسائر فادحة في الارواح والمعدات في حال فكرت بشن هجوم بري على اليمن لأنها تعتمد على المرتزقة الذين لا حول لهم ولا قوة امام الشعب اليمني الصامد والمجاهد الذي ألحق بأمريكا وبعملائها هزائم منكرة رغم امكاناته البسيطة واوضاعه الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.
ويؤكد المحللون ان التنظيمات الارهابية لاسيما " داعش " و " القاعدة " أصبحت اداة بيد المشروع السعودي - الامريكي لزعزعة الأمن والاستقرار في كافة دول المنطقة ومن بينها اليمن التي تتميز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي لوقوعها على أحد أهم المضايق البحرية في العالم ، وهو "مضيق باب المندب" الذي يتحكم بخط الملاحة البحري وحركة ناقلات النفط والسفن التجارية المتجهة لاوروبا والعالم عبر البحر الاحمر وقناة السويس إضافة الى ما يتمتع به هذا البلد من ثروات معدنية وطبيعية يسيل لها لعاب القوى الكبرى لاسيما امريكا التي تحاول الهيمنة على مقدرات المنطقة والعالم لنهب ثروات الشعوب والتحكم بمصيرها كما تشاء.
ويعرب معظم المتابعين للشأن اليمني عن اعتقادهم بأن حركة انصار الله تملك من الرجال الاشداء ما يمكنها من تلقين القوات السعودية دروساً قاسية في حال فكرت بالدخول الى الاراضي اليمنية وعندها ستواجه الرياض ازمة حقيقية لم تشهدها من قبل خصوصاً اذا ما دخلت القوات اليمنية الى الاراضي السعودية وأشعلت النيران بآبارها النفطية ، وهو أمر ممكن وغير مستبعد من الناحية العملية.