الوقت- أصدر مركز دراسات استراتيجي بارز تقريرا تنبأ فيه بسير أهم الأحداث في العام 2017، ومن ضمنها احتمال هيمنة الأحزاب اليمينية في أوروبا وأمريكا وانهيار الاتحاد الأوروبي وتقويض قدرات تنظيم داعش الارهابي.
وبحسب التقرير الذي أصدره مركز "ستراتفور" الأمريكي للدراسات الاستراتيجية بشأن أهم الأحداث التي من المتوقع أن تحصل في العام 2017:
أمريكا والصين
ستتوتر العلاقات بشكل كبير بين واشنطن وبكين والتي سيكون لها نتائج وخيمة. ومن الممكن أن تقوم أمريكا باستغلال ورقة "الصين الواحدة" لتحصل على امتيازات تجارية من بكين، بينما ستعمل الصين على الرد على سياسة واشنطن هذه.
وعلى هذه الحال سيكون الوقت غير مناسبا لإجراء مباحثات تجارية بين أمريكا والصين، لاسيما وأن ترامب ينوي التركيز على الداخل الأمريكي فيما يبذل الرئيس الصيني جهودا حثيثة لزيادة قدراته على الساحة السياسية في الحزب الشيوعي الحاكم.
مصير أوروبا
وأما بشأن أوروبا فقد توقع "ستراتفور"، أن يكون العام 2017 عام القدر الحتمي لمصير القارة العجوز. حيث ستجري خلال هذا العام انتخابات في أعمدة أوروبا الأساسية يعني فرنسا وألمانيا علاوة على ايطاليا التي تعدّ ثالث أقوى اقتصاد قوّة في أوروبا.
ومن المحتمل بعد العديد من التوقعات أن ينحل الإتحاد الأوروبي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو "مامدى تأثير الإنتخابات التي ستجري في أوروبا في انهيار اتحاد دولها"؟.
الشرق الأوسط
واستبعد المركز أن تتورط أمريكا في الشرق الأوسط خلال العام 2017 أكثر مما فعلت في 2016، الأمر الذي سيمنح فرصة لدول أخرى للولوج الى ساحة المنافسة في الشرق الأوسط.
وبشأن الأزمة السورية توقع المركز الأمريكي، أن الحرب في سوريا لن تنتهي بسهولة وسيفاقم تدخل الدول الخارجية من تعقيد الوضع، وستتبع أمريكا سياسة أكثر حذرا من الأعوام السابقة في دعمها للفصائل المسلحة، حيث ستزيد دعمها للفصائل التي تحارب داعش، بينما ستقطع امداداتها للمسلحين الذين يحاربون الحكومة السورية.
فيما رجّح "ستراتفور" أن تتعاون روسيا فقط بالقدر الذي يُحقق لها أهدافها في سوريا ،مشيرا الى أن هذا الأمر لن يوقف روسيا عن محاولة إبعاد الولايات المتحدة، ولعب دور الوسيط الأساسي في المفاوضات السورية.
وأما عن دور تركيا في سوريا، فستُزيد انقرة من مجال نفوذها شمال سوريا والعراق مدفوعةً بحاجتها لوقف تمدد الأكراد في تلك المناطق. ربما بسبب تواجد القوات الروسية على الأرض لن تُخاطر القوات التركية بالنزول جنوبًا أبعد من مدينة الباب، وستتجه شرقًا إلى مدينة منبج؛ لإضعاف وتشتيت القوات الكردية. وستبذل تركيا جهودًا كبيرة للحصول على نصيب أو دور في معركة الرقة ضد تنظيم داعش.
ايران وامريكا
هذا وتوقع مركز الدراسات الأمريكي أن تكون واشنطن أقل تسامحا تجاه ايران في قضايا التوترات البحرية واختبارات الصواريخ الباليستية، بحسب مزاعم المركز. الأمر الذي سيصب في مصلحة موسكو التي ستعمل على التقارب أكثر مع طهران عسكريا واقتصاديا، لتأمين أكبر قدر من النفوذ في الشرق الأوسط لمواجهة واشنطن.
وتابع المركز: من المرجّح أن ينجو الاتفاق النووي خلال العام 2017 رغم التهديدات الامريكية، وذلك لأن واشنطن غير مستعدة للتورط مع ايران القوّة المهيمنة في الشرق الأوسط.
مصير آل سعود
وأما على الجانب السعودي فقد تنبأ "ستراتفور" بتزايد الإحساس لدى المواطنين السعوديين بالرغبة في التغيير والإصلاح، لكن الحكومة ستُولي الإصلاح الاقتصادي أولوية على الإصلاح الاجتماعي، الذي قد يؤدي لعزل المؤسسة الدينية، التي تدعم حكم آل سعود، ولكن في المقابل سيكون على هذه المؤسسة مجابهة التهديد الجهادي الارهابي المتنامي في الداخل.
مصر أقوى
الى ذلك توقّع المركز الأمريكي الذي تصدق تحليلاته في أغلب الأحيان، أنه سيُساعد الاستقرار النسبي للاقتصاد المصري، القاهرة على اتباع سياسة خارجية أكثر استقلالية بعيدا عن الرياض، وستحاول جذب التمويل من أكبر عدد ممكن من الأطراف الدولية.
داعش سيذهب مع الريح
وبشأن مصير تنظيم داعش الارهابي توقع "ستراتفور" أن تؤد الحملة العسكرية ضد التنظيم في العراق وسوريا لانحسار التنظيم كقوة عسكرية تقليدية، لكنها لن تُقلل من خطر عملياته الإرهابية. لهذا ستعود الهجمات الإرهابية بقوة في العراق على الرغم من تراجع قوة التنظيم العسكرية فيها مقارنةً بسوريا، لكن جهود التحالف الدولي في سوريا أكثر تعقيدًا من الوضع في العراق.
وأضاف مركز الدراسات الأمريكي توقعاته بشأن داعش قائلا:
هجمات التنظيم في الخارج ستكون تهديدًا محدودًا بالنسبة لأوروبا؛ فمقاتلو التنظيم العائدون إلى بلادهم من سوريا والعراق يمكن تحييد خطرهم عن طريق الجهود الاستخباراتية واليقظة الأمنية، بينما يبقى خطر الإرهابيين المحليين، الذين لا يعتمدون على شبكات واسعة وإمكانيات متجاوزة، أكبر من تهديد تنظيم داعش في العام 2017.
و"ستراتفور" مركز دراسات إستراتيجي وأمني أمريكي يعد أحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، يعلن على الملأ طبيعة عمله التجسسي، ويجسّد أحد أبرز وجوه خصخصة القطاعات الأميركية الحكومية.