الوقت- اكد الصحفي والمحلل السياسي البريطاني "روبرت فيسك" إنّ الجيش السوري سيعيد بناء البلد، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن عملية إعادة تنظيم القوى السياسية في الشرق الأوسط والتي استغرقت 13 عاماً منذ 2003 انتهت بتمكن روسيا وإيران من المنطقة وتقرير مصيرها.
وقال فيسك في مقال له بصحيفة "الإندبندنت" إن روسيا أدركت أن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" والليبراليين الأوروبيين كانوا ينشرون الوهم بخصوص سقوط الرئيس السوري بشار الأسد الذي لم يهرب ودعم جيشه، على عكس حليف الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في كييف، في إشارة لهرب الرئيس الأوكراني السابق "فيكتور يانوكوفيتش" في شباط/فبراير الماضي.
وتابع إن الجيش السوري قاتل على 80 جبهة في وقت واحد ضد الجماعات الإرهابية ومن بينها تنظيم "داعش" وما يسمى "جبهة النصرة"، واصفاً ذلك بأنه سجل عسكري يُفتخر به.
واسترسل فيسك مقاله بالقول "إن الضباط السوريين مدربين على المعارك وأصبحت لديهم خبرة كبيرة في محاربة الجماعات الإرهابية، مضيفاً ان الغرب تناسى أن الجيش السوري ذو الغالبية السنية يقاتل أعداء يدعون الانتماء لنفس المذهب أمثال "جبهة النصرة" و"داعش".
وتنبأ هذا الصحفي والمحلل السياسي البريطاني بأن مسلحي "جبهة النصرة" و"داعش" الذين يحاصرون شرقي مدينة "دير الزور" سيكونون الهدف القادم للجيش السوري بعد إعادة السيطرة على مدينة "تدمر"، وبعدها سوف يهزم "داعش" في عاصمته المزعومة بمدينة "الرقة".
واكد فيسك: "بعد أكثر من من 5 سنوات من المعارك لا زال الجيش السوري حيوياً ونشطاً وسيقوم على الأرجح بمهمة إعادة بناء البلاد عندما تنتهى الحرب في نهاية المطاف".
وسخر الصحفي البريطاني من الزعماء الغربيين لعدم معرفتهم بحقيقة الصراع في سوريا، موضحاً ان الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" قال أمام الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر الماضي إنه على روسيا وإيران إجبار الرئيس السوري بشار الأسد على الاستسلام وإلا سيتحملان عواقب الانقسام والفوضى في سوريا، لكنه قال قبلها بشهرين إنه يجب اتخاذ إجراء حاسم ضد "جبهة النصرة" لأنها تستغل تراجع "داعش" لصالحها، بالرغم من أن "جبهة النصرة" هي من كانت في حلب وليس "داعش".
ودعا فيسك الزعماء الغربيين إلى أنه وبدلاً من الشكوى من روسيا وإيران وحزب الله، عليهم إلقاء نظرة أقرب على الجيش السوري الذي يعتقد أن "جبهة النصرة" هي أخطر من "داعش" وهو محق في ذلك.
كما نوّه إلى أن الغرب متحالف مع النصرة لأنها ممولة من قبل العديد من الدول الغربية وبعض البلدان الإقليمية لاسيّما في مجلس التعاون.
وأضاف: "إن الغرب لا يستطيع استعادة الموصل من "داعش"، لكنه يذهب الى تشجيع الإعلام الغربي من أجل التركيز على روسيا وإيران وحزب الله في حلب".
وأوضح هذا الصحفي المخضرم "إن مأساة سوريا ستنهي الغطرسة الغربية كما أنهى الغزو الأمريكي البريطاني للعراق المغامرات العسكرية الغربية في الشرق الأوسط".
وأنهى الكاتب مقاله بأن روسيا عادت إلى الشرق الأوسط وإيران تقوم بتأمين شبه دائرة من طهران وبغداد ودمشق وبيروت، وإذا أرادت أمريكا وحلفائها الغربيين والإقليميين إشراك أنفسهم فعليهم التحدث إلى بوتين أو الأسد".