الوقت- كتب الصحفي والمحلل السياسي المشهور والمختص في مسائل الشرق الاوسط في إحدى مقالاته: أنذرت كل من ايران وروسيا، الدولة التركية باحتمال وقوع انقلاب عسكري قبل أن تعلم بذلك أنقرة.
وأطلق الكاتب "روبرت فيسك" في صحيفة الاندبندنت التي نشرت مقالا له، على الرئيس الروسي اسم القيصر وعلى نظيره التركي "السلطان" خلال "تحالف سان بطرسبورغ". وفي الوقت نفسه كان خليفة دمشق أو الرئيس بشار الاسد كما أطلق عليه فيسك، يتابع مستجدات الامور عن كثب، معتنقا سياسة الصبر التي تبناها حزب البعث السوري.
ومن مفارقات فيسك في هذا المقال، أنه وجه الأنظار الى مواضع التضاد الروسي والتركي في سورية، حيث قال: من الأفضل أن يتوقف الغرب عن رهاناته بشأن إزاحة بشار الاسد، أو السيطرة على موجة المهاجرين، إضافة الى ماذكرته وسائل الاعلام الروسية حول تصريحات اردوغان قبيل توجهه الى سان بطرسبرغ، حيث كان عنوان "رجل اوروبا المريض يشعر في روسيا بفضاء جديد للتنفس" يتصدر الإعلام الروسي.
كما كشفت الصحيفة الدور الاستخباراتي الذي لعبته كل من روسيا وإيران في تحذير أردوغان من مؤامرة الانقلاب العسكري. وبحسب كاتب المقال في الاندبندنت: إن العرب علموا بأن بوتين، ضابط الـ"كي جي بي" السابق، أرسل شخصياً رسالة لأردوغان بعد معرفته بمخطط الانقلاب من خلال ما رصده الروس في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية. كذلك أبلغ العرب بأن الإيرانيين الذين سيكونون سعداء بانقلاب أردوغان على الجماعات الارهابية في سوريا، حذّروا الرئيس التركي من الانقلاب.
ايران وروسيا تصرفتا بحنكة
وتطرق الصحفي فيسك، الى موقف روسيا وايران من محاولة الإنقلاب الفاشل في تركيا، واصفا إياه بالتصرف المحنّك والذكي، حيث أثبت فشل الإنقلابيين في تحقيق مرادهم، وبدء الحكومة التركية في تطهير الجيش منهم الى أن الرؤية الايرانية والروسية للوضع كانت صحيحة.
وأَضاف فيسك: إن مايتجلى بوضوح يوما بعد يوم، أن الإنذار الاستخباراتي الذي وجهته كل من روسيا وايران لتحذرا به اردوغان من محاولة وقوع انقلاب في تركيا، ترك أثراً يدل على حنكتهما.
وبحسب فيسك: قدمت كل من روسيا وايران التحذيرات الضرورية لأردوغان حول الإنقلابيين في تركيا. وكان لموقف طهران دورا كبيرا في تحويل مجريات الأمور في الأزمة السورية.
كما بيّن الصحفي البريطاني فيسك، في نهاية مقالته أن البيانات التي ستلي قمة السلطان والقيصر، "تحالف سان بطرسبورغ ضد الإرهاب، الإرهاب، الإرهاب". وقال: في حال سمعت هذه الكلمة من الأم روسيا في الساعات المقبلة عندها ستدرك أن الأمور ستتغير في سوريا.