الوقت - يوم الاثنين الماضي 12 كانون الاول وصل الارهابيون في حلب الى حالة اليأس القصوى وبدأ العد التنازلي لاعلان هزيمتهم بالكامل وبات محور المقاومة على موعد مع نصر استراتيجي لكن انتشار نبأ سقوط مدينة تدمر عكر صفو هذا النجاح الكبير.
ولاشك ان سقوط تدمر لم يكن بسبب قدرات تنظيم داعش الارهابي بل ان سبب توجيه مثل هذه الضربة هو تلقي الأمريكيين هزائم متتالية في الشهور الأخيرة في سوريا ومحاولاتهم لتغيير المعادلة.
لقد أصيب الأمريكيون بهزيمة قاسية في شمال مدينة حلب في السابق وتحديدا عندما عجزوا عن منع وقوع الارهابيين في الحصار في شرقي حلب.
في منتصف فصل الصيف عندما تم فرض طوق على الارهابيين في شرقي حلب بذلت غرفة العمليات الغربية - العربية كل ما بوسعها من اجل كسر الطوق لكن صمود قوات محور المقاومة جلب الهزيمة الثانية للامريكيين.
ومن ثم حاول الأمريكيون تهديد محور المقاومة وهاجمت طائراتهم قوات الجيش السوري في محافظة دير الزور، وكان هذا العدوان الغاشم الذي نقض الاتفاق مع الروس حول الفصل بین الارهابیین والمعارضین یهدف الى منع الجیش السوری وقوات المقاومة من الاستمرار في تنفيذ عملياتهم.
لكن في المقابل وضع محور المقاومة عملية تحرير حلب على جدول اعماله وقام بتطهير هذه المدينة موجها بذلك ضربة ميدانية قوية الى الامريكيين.
اما وزير الخارجية الامريكي جون كيري فقد سارع الى القول بأن انتصار الجيش السوري في حلب ليس نهاية الحرب كاشفا بذلك عن نوايا الامريكيين وحماة الارهابيين الآخرين.
وفي نفس الوقت بادر تنظيم داعش الارهابي الذي مني بهزائم متتالية في الموصل والرقة والباب الى مهاجمة تدمر بأربعة آلاف عنصر واستطاع اعادة احتلال هذه المدينة بعد اسبوع من المعارك الضارية.
ولاشك ان محور المقاومة سيبادر في المستقبل الى توجيه ضربة قوية والرد على الأمريكيين في شرق محافظة حمص خلال الفترة المقبلة لكن يجب على غرفة عمليات المحور الغربي - العربي ان تعلم بأن اعادة احتلال تدمر ليس نهاية المطاف وهناك سيناريو مؤلم ينتظرهم في باقي مناطق سوريا وانهم سيدركون ذلك مع مرور الزمن.
واذا اردنا ان نعلم عما تبحث عنه امريكا وحلفاؤها في شرقي محافظة حمص علينا ان ننتبه بأن اعادة احتلال تدمر بأوامر أمريكية ليس الهدف الأساسي والرئيسي وان سيطرة الارهابيين على مناطق هامة مثل "الجبل البيضاء وجبل مربط الحصان وجبل المزار وسيلو وجبل هيال وجبل الحمرة وحقل الحيان الغازي" ليست الا مقدمة لاحتلال مطار التيفور العسكري الذي يعتبر ثاني اهم قاعدة جوية لحلفاء سوريا.
ان المعارك تجري الان على بعد 10 كيلومترات من مطار التيفور الهام جدا وان معظم المعارك تجري في المحور الشرقي وضاحية منطقة البيارات وفي المحور الشمالي قرب الكتيبة المهجورة.
ولايزال مطار التيفور أكبر مطار عسكري وقاعدة جوية في سوريا وهو يقع على بعد 85 كيلومتر شرق مدينة حمص وعلى بعد 25 كيلومتر ايضا من حقول الشاعر النفطية شمالا.
وهناك عدد كبير من طائرات السوخوي 32 وميغ 29 و27 رابضة في هذا المطار بالاضافة الى عدد كبير من الدبابات.
ان مطار التيفور يضم عددا من الرادارات والاجهزة العسكرية المتطورة وفيه 300 ضابط سوري وعشرات المستشارين من القوات الحليفة للجيش السوري وهذا الأمر يوضح اكثر سبب المحاولات الامريكية للهجوم على هذه المنطقة.
السؤال الذي یطرح نفسه هو هل ستحقق امريكا اهدافها في شرق محافظة حمص باستخدام أداة داعش؟
لاشك ان الجواب على هذا السؤال هو "لا"، فرغم وجود قلق من هذه الناحية لكن هناك المئات من العناصر العسكرية لمحور المقاومة قد توجهوا الى هذه المنطقة وباتت الاوضاع تحت السيطرة الى حد ما وعلينا ان ننتظر بدء عمليات جديدة في هذه المنطقة.
وقد استعادت قوات محور المقاومة اول منطقة من داعش قرب مطار التيفور يوم الاربعاء الماضي بعد الهجوم الاخير للارهابيين على هذه الناحية، وقد شكل ذلك بداية لتراجع هؤلاء قرب تدمر.