الوقت- تناولت وسائل الاعلام الدولية في الآونة الأخيرة الانتخابات الرئاسية الأمريكية وعواقب فوز دونالد ترامب والنقاط المحورية في الحرب ضد الإرهاب وبشكل خاص في ظل التطورات الاخيرة التي تشهدها كلأً من العراق وسوريا فمن جهة كان الجيش السوري في حلب قادر على تحقيق عدد كبير من الانتصارات ومن ناحية أخرى قامت القوات العراقية بتحرير عدد كبير من القرى من براثن تنظيم "داعش" الارهابي.
فيوم أمس، أعلنت وسائل الإعلام، ان قوات الجيش السوري تمكنت مرة أخرى من فرض سيطرتها الكاملة على جميع المناطق المحيطة بحلب بعد ان كان الارهابيون والمرتزقة قد تقدموا في تلك المناطق في حلب.
وفقا لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" فان ما يسمى بـ "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، والذي مقره في لندن، قال إن القوات السورية قد اعلنت عن سيطرتها على منطقة ضاحية الاسد والقرى خارج مدينة حلب، والذي تقع في منيان.
ويأتي انتصار الاخیر للقوات السورية بعد أن قامت المجموعات الإرهابية في الآونة الاخيرة بالسيطرة على عدد من المناطق الاستراتيجية في الغرب من حلب بعد هجوم لها في أواخر الشهر الماضي لكسر الحصار، والآن على أساس التطورات الجديدة ومرة أخرى، أصبحت كل هذه المناطق واقعة تحت سيطرة القوات الحكومية السورية.
ولكن هذه التغييرات تأتي في ظروف تحدث عن أن روسيا، وبعد عدة مرات اعلنت تمديد وقف إطلاق النار في حلب، حيث أنه و وفقاً لـ "دويتشه فيله" فقد قالت وزارة الدفاع الروسية أن الأمم المتحدة مستعدة رسمياً وبشكل كامل لتقديم المساعدة لنقل المصابين إلى مكان آمن في الشرق من مدينة حلب.
وفي الماضي تم وقف إطلاق النار في حلب حيث أعلنت الامم المتحدة أنها تنوي مساعدة الهلال الأحمر السوري، والصليب الأحمر ومنظمات الإغاثة غير الحكومية والجرحى والحالات المرضية في حلب، حيث ان إخلاء هذه المجموعة يتطلب ارسال الإغاثة والتعاون من جماعات المعارضة، وموظفي الأمم المتحدة والمسؤولين عن اقناع الإرهابيين بالقاء أسلحتهم، والتي بالطبع يمكن أن يؤدي إلى نتائج ناجحة.
والجدير بالذكر أن روسيا وقبل بضعة أسابيع توقفت عن غاراتها الجوية في شرق مدينة حلب، ولكن لا تزال العملية البرية للجيش السوري مستمرة هناك، فخلال هذه الفترة، كانت روسيا قد أعلنت عدة مرات عن تسهيل وصول المساعدات وتمديد وقف إطلاق النار، ولكن التصريحات الأخيرة لوزارة لدفاع الروسية تؤكد فشل هذه العملية ومن المرجح أن يتم استئناف هذه الغارات الجوية.
وربما جزء من إعادة تنشيط نهج روسيا والجيش السوري في عمليات حلب هي ناجمة عن وصف أمريكا للاوضاع في سوريا في أعقاب الانتخابات الرئاسية الامريكية، ومن ناحية اخرى يوجد غموض في مجال السياسة الخارجية في المرحلة الجديدة التي قد يتبعها ترامب ومن ناحية أخرى، فإن معظم المحللين هم على يقين بشأن هذه المسألة حيث أن السياسة الحالية لأمريكا في سوريا سوف تتغير وبشكل جذري.
وفي هذا المجال ذكرت وكالة "رويترز" أنه وفقا لأحد القادة العسكريين المتحالفين مع الحكومة السورية، فان موقف ترامب، يقوم على مبدأ استبعاد إمكانية ان تقوم أمريكا بمهاجمة سوريا.
ووفقاً لرويترز: فقد قال المسؤول الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه بأن "السياسة التي يتبعها ترامب هي في صالح سوريا"، حيث تأتي سياسة ترامب على عكس سلفه باراك أوباما، الذي تعرض لانتقادات لاذعة حول طريقة تعاطيه مع حل الأزمة السورية.
وقال ترامب في وقت سابق، إذا قاتلت امريكا سوريا فقد ينتهي الامر بها بصراع مع روسيا"، حيث يقول خبراء ان انتصار ترامب، قد يغير الوضع الامريكي في سوريا، ولكن دور روسيا في الأزمة السورية لن يتغير."
وبعبارة أخرى، في ظل الظروف الحالية ومع نهج التغيير الامريكي تجاه سوريا، روسيا لا ترى ضرورة في اتخاذ تدابير مثل وقف إطلاق النار مع إدارة أوباما في المفاوضات ولكن يفضل الانتظار حتى وصول ترامب للسلطة بشكل رسمي ومن ثم الدخول في المفاوضات مع موقف أقوى، من ناحية أخرى، أدركت أمريكا ان الجزء الأكبر من استطلاعات الرأي العالمية والدولية في الأيام الأخيرة، بينت اهمية انخفاض الضغط الشديد على الحكومة السورية وحلفائه في عمليات حلب.