الوقت – يبدو ان الظروف في لبنان باتت مهيأة لدخول ميشال عون الى قصر بعبدا للجلوس على كرسي الرئاسة الأولى للسنوات الـ 6 القادمة، فرئيس تيار المستقبل سعد الحريري (يملك 33 مقعدا في البرلمان) تجاوز قضية ترشيح سمير جعجع في البداية ومد يده نحو سليمان فرنجية ومن ثم أدار ظهره للفرنجية ايضا وأيد ترشيح عون وهيأ الفرصة لحل الأزمة الرئاسية عبر اقتراع سيجري في البرلمان لكن اللغز الأهم في هذه العملية السياسية هو الخلاف في وجهات النظر بين حزب الله و ميشال عون.
مساعي حزب الله قبل انعقاد جلسة 31 تشرين الأول
لم يتراجع حزب الله منذ عامين ونصف من موقفه المؤيد لترشيح عون الذي سيعتبر انتخابه للرئاسة إنتصارا سياسيا عريضا لحزب الله لكن رئيس البرلمان نبيه بري الحليف لحزب الله يؤكد انه سيحضر هو وكتلته النيابية جلسة الانتخابات الرئاسية في البرلمان لكنه هو وكتلته لن يصوتوا ابدا لصالح عون.
من جهة أخرى يصر فرنجية وهو حليف مسيحي لحزب الله على استمرار ترشيحه للرئاسة في الجلسة البرلمانية الآتية، والآن كل الانظار متجهة نحو الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من أجل انتخاب رئيس البلاد حيث يقال ان السيد نصرالله سيعقد لقاءات مع نبيه بري وسليمان فرنجية وميشال عون لحل هذه العقدة بدراية.
مواقف الحريري المتقلبة في لبنان
بعد عامين ونصف من الأزمة في لبنان اعلن الحريري أخيرا دعمه لترشيح عون للرئاسة لكن تراجعه عن الدعم الذي قدمه في السابق لترشيح جعجع ومن ثم فرنجية له ثمن باهظ ايضا فهو كان في السابق يشن هجوما على حزب الله بسبب دعم الحزب وحلفائه لعون، ان موقف الحريري هذا بالاضافة الى مواقفه القديمة من سوريا والمحكمة الدولية (محكمة رفيق الحريري) ومن ثم القبول بالشراكة السياسية مع حزب الله والحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله ربما يؤدي الى فقدان الحريري لزعامته على السنة في الانتخابات النيابية القادمة.
وقد وصل الأمر الى ان يعلن رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي الذي يعتبر مرشحا بقوة لزعامة السنة في لبنان على صفحته في تويتر ان خطوة الحريري الاخيرة لدعم ترشيح عون هي " مغامرة جديدة نخشى ان تقود الوطن الى مزيد من الإنقسام والتأزم".
الحريري ومنصب رئاسة الوزراء في عهد عون
يعتقد الكثيرون ان مواقف الحريري الجدية هي من أجل التعويض عن الخسائر السياسية والمالية الكبيرة التي مني بها في لبنان لأنه ضمن بتأييده لعون إيصال نفسه لمنصب رئاسة الحكومة للسنوات الـ 6 القادمة وهذا يساعده على العودة الى الحياة السياسية وتخطي الأزمة المالية والإقتصادية لمؤسساته في لبنان والسعودية والجميع يعلم ان المؤسسات الإقتصادية والإجتماعية والإعلامية للحريري في لبنان تواجه ازمة صعبة حيث عجز الحريري عن دفع رواتب الكثير من موظفيه منذ اكثر من 8 أشهر.
عون وبري
ينبغي الان على عون الذي ضمن دعم الحريري له ان يولي اهتماما خاصا لنبيه بري ووليد جنبلاط (يملك 11 مقعدا في البرلمان) رغم علمه بأنه سينتخب رئيسا للبلاد في الجلسة البرلمانية التي تعقد في 31 تشرين الأول.
ذهب عون الى منزل الحريري ليشكره بعد اعلان دعم الحريري لترشيحه للرئاسة ومن ثم توجه عون الى مقر اقامة نبيه بري. ويعتقد المراقبون ان امام عون مهمة صعبة لإقناع بري بدعم ترشيحه لأن عون كان قد وصف البرلمان بأنه برلمان غير قانوني بعد ان مدد النواب مهامهم بسبب تعذر اجراء الانتخابات النيابية وهذا أثار سخط وغضب بري الذي وجه كلاما الى عون قائلا كيف يتوقع من برلمان غير قانوني ان يختاره رئيسا للجمهورية؟ وأدى هذا الأمر الى ان يكون لقاء عون وبري لقاءا عاديا وقد أبلغ بري عون بأننا سنشارك في جلسة 31 تشرين الأول وسنصوت ضدكم مؤكدا ان سعد الحريري ايضا لن يحظى بتأييدنا ودعمنا لتولي رئاسة الوزراء.
عون واللاعبين الإقليميين والدوليين في لبنان
يواجه عون المتحالف مع حزب الله صعوبات جمة من وجهة نظر اللاعبين الإقليميين والدوليين، والان ينبغي معرفة هل ان خطوة الحريري جاءت بالتنسيق مع السعودية او كما يقول البعض انها خطوة سياسية لبنانية وداخلية؟
والى جانب امريكا فإن فرنسا ايضا لم تتخذ قرارا واضحا بهذا الخصوص في وقت كان يقال ان فرنسا تدعم مرشحا آخر غير ميشال عون لأنهم لايتحملون ائتلاف عون مع حزب الله وهكذا يمكن القول ان وصول عون لسدة الرئاسة سيعتبر فشلا آخر لفرنسا يضاف الى أخفاقات أخرى للإليزية في لبنان.