الوقت- استخدام الرئيس الأميركي، حق النقض الفيتو ضد مشروع قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، والذي جاء على أساس شكاوى قدمتها عائلات ضحايا حوادث 11 سبتمبر ضد السعودية، يعد صورة جليّة لازدواجية المعايير في سياسة بلاده.
وبعد جدال دام عدة أشهر حول احتمال تورط السعودية في هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، أجهض أوباما مشروع قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب بالفيتو، وهو مشروع أقره الكونغرس مؤلف من 28 صفحة، يسمح بمقاضاة دول وحكومات أجنبية على خلفية الهجمات الارهابية.
وأظهر الرئيس الأميركي تعاطفه مع عائلات ضحايا الهجمات، وكتب في رسالة وجهها إلى مجلس الشيوخ: أتفهم رغبة عائلات الضحايا في تحقيق العدالة، وأنا عازم على مساعدتهم في هذا الجهد. لكنه أوضح أن التوقيع على هذا القانون سيكون له تأثير ضار على الأمن القومي للولايات المتحدة.
احتمال انتقاد اوباما بعد الفيتو ضد مشروع الكونغرس
وبتوقيعه على الفيتو، يدخل أوباما في مواجهة شرسة مع الكونغرس الذي سيحاول، بغالبيته الجمهورية، توجيه ضربة سياسية قوية إلى الرئيس الأميركي قبل أقل من خمسين يوماً لانتهاء ولايته، كما أنه يوجه الأنظار الى ازدواجية المعايير في السياسة الامريكية.
لكنه من النادر جداً أن يلجأ الكونغرس إلى تجاوز فيتو رئاسي، لكن في حال نجح في ذلك، فإنه سيكشف مدى ضعف البيت الأبيض في الوقت الذي يسعى فيه أوباما إلى إنجاز ما تبقى على جدول أعماله في الأيام الأخيرة المتبقية له.
انتهاء 14 عاما من التستر على تقرير هجمات 11 سبتمبر
وعلى الرغم من توفر الأخبار والتقارير التي تدين 15 مواطناً سعودياً في هجمات 11 سبتمبر، إلا أن المراجع القضائية والمحاكم الأمريكية اختارت الصمت ولم تصدر أي حكم ضد الرياض. وبالرغم من تقرير لجنة التحقيق في الكونغرس والتي أثبتت تورط مسؤولين سعوديين في الهجمات المذكورة، فضّل الرؤساء الأمريكان أن يلهثوا خلف مصالحهم المالية وحماية المستثمرين السعوديين، وعمدوا على إخفاء هذه التقارير على مدى 14 عام.
وفي شهر مايو السابق صوب الكونغرس الأمريكي مشروع الحصول على تعويضات مادية لضحايا الهجمات من السعودية. إلا أن اوباما لوّح بأنه سيستخدم الفيتو لإجهاض المشروع وبالتالي يكون قد قام بمهمته.
هل من الممكن تعطيل فيتو اوباما؟
وبتوقيعه على الفيتو، يدخل أوباما في مواجهة شرسة مع الكونغرس الذي سيحاول، بغالبيته الجمهورية، توجيه ضربة سياسية قوية إلى الرئيس الأميركي قبل أقل من خمسين يوماً لانتهاء ولايته.
لكنه من النادر جداً أن يلجأ الكونغرس إلى تجاوز فيتو رئاسي، لكن في حال نجح في ذلك، فإنه سيكشف مدى ضعف البيت الأبيض في الوقت الذي يسعى فيه أوباما إلى إنجاز ما تبقى على جدول أعماله في الأيام الأخيرة المتبقية له.
وكان البيت الأبيض أعلن الخميس، أن أوباما بصدد استخدام حق النقض "الفيتو" لرفض مشروع قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، وهو مشروع أقره الكونغرس يسمح بمقاضاة دول وحكومات أجنبية على خلفية هجمات 11 سبتمبر.
يذكر أن أوباما استخدم الفيتو الرئاسي 11 مرة حتى الآن، دون أن يتم جمع الأصوات المطلوبة لتجاوزها وهي ثلثي أعضاء الكونغرس.
تملص الرياض من مسؤولية تورطها في هجمات 11 سبتمبر
مرّ 15 عاما على هجمات سبتمبر التي راح ضحيتها ثلاثة آلاف شخص، وماتزال السلطات السعودية تفنّد تورط مواطنيها بتنفيذ الهجمات، في حين أن اسامة بن لادن، العقل المدبر لهذه الحملة الارهابية يعد من المقربين جدا للعائلة الحاكمة في السعودية، والأنكى من ذلك أن 15 من أصل 19 إرهابيا من منفذي الهجمات هم مواطنين سعوديين.
وعلى الرغم مما ذكرناه وجّه مسؤولون أمريكيون خطاباً مفتوحاً للرئيس باراك أوباما وأعضاء الكونغرس اعتبروا فيه "جاستا" يقوض علاقة الولايات المتحدة بالسعودية وسيضر بمصالحها.
وجاء في الخطاب المزعوم أنه لا يوجد أي دليل على تورط السعودية بأحداث 11 أيلول/سبتمبر، التي كانت وراء مشروع قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" المعروف بـ"جاستا".
كشف وثائق الـ 28 صفحة السرية
وبعد صراع طويل الأمد بين كل من الدولة والكونغرس الامريكيين. تمكنت أخيرا، لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي بنشر وثائق تورط السعودية في هجمات 11 سبتمبر المعروفة بوثائق الـ 28 صفحة السرية.
ماهي وثائق الـ 28 صفحة؟
بقيت 28 صفحة سرية لسنوات محفوظة في قبو مبنى الكونغرس، حتى قررت واشنطن نشرها، من خلال التزام شخصي قدمه الرئيس الأميركي باراك أوباما .
الصفحات جزء من تقرير للكونغرس حقق في الحادث الإرهابي الذي راح ضحيته نحو 3 آلاف شخص. هذا التقرير عملت عليه لجنة من الكونغرس تشكلت في نوفمبر 2002، تحديدا بعد 442 يوما على الهجمات.
وقامت هذه اللجنة على مدى 18 شهراً برئاسة حاكم نيوجيرسي السابق، توماس كين، وعضوية 5 ديمقراطيين و5 جمهوريين، باستجواب 1200 شخص من عشر دول. كما نظرت في أكثر من مليونين و500 صفحة من الوئاثق، واستندت إلى تقارير الـFBI قبل أن تُصدر تقريرها المكون من 567 صفحة في تموز/يوليو 2004. إلا أن إدارة بوش ارتأت حينها الإبقاء على 28 صفحة سرية ولم تنشرها.
وادعى ساسة أمريكيون خلال سنوات بأن في هذه الصفحات ما قد يحمل دليلاً على ارتباط ما للحكومة السعودية بتمويل إرهابيي 11 سبتمبر، وذلك خصوصاً لكون 15 إرهابياً من المنفذين الـ19 سعوديين.
عبئ مالي ثقيل على عاتق السعودية
يعتقد الخبراء السياسيين بأنه في حال تم إثبات تهمة تورط السعودية في حادثة 11 سبتمبر، فإنه على المملكة أن تدفع تعويضات مالية هائلة لأسر ضحايا الهجمات.
مما سبق يمكننا القول، إن تورط السعودية في هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، والعدوان الغاشم على الشعب اليمني، والتدخل في أزمتي سوريا والعراق ودعم المجموعات الارهابية في كلا الدولتين، الى جانب فضائح أخرى من قبيل واقعة منى في العام الماضي والتي راح ضحيتها آلاف الحجاج، كل ماسبق يكشف الصورة الحقيقية لمملكة الرفاه السعودية، وهذه الفضائح حالت الى عدم الإعتراف بالوهابية كجماعة من ضمن الفرق السنية في المؤتمر الأخير الذي عقده علماء أهل السنة في الشيشان.
