الوقت - سلسلة من الاتصالات والمشاورات التنسيقية تشارك فيها قيادات حماس من أجل الوصول لإعداد وثيقة للإجابة على السؤال الأمريكي القديم والذي يحمل عنوان مستقبل قطاع غزة، ومن سيدير ويحكم القطاع في حال توقف إطلاق النار.
وحسب المعلومات فإن الجانب المصري هو المكلف بهذا الأمر من قبل الإدارة الأميركية بعد طلب ملح من قبلها لتولي مصر هذه المهمة حيث طُلب منها تولي إجراء اتصالات مع كل الأطراف المعنية بداخل قطاع غزة بما فيها المقاومة وحركتا حماس والجهاد الإسلامي وإعداد وثيقة حول تصورات فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة عن الخطوة التالية في حال وقف إطلاق النار.
وحسب مصادر خاصة فإنه الأمريكيين قالوا للقنوات المصرية هنا بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن مصرّ على أن يضع برنامجا شاملا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وهو يرى بهذا خطوة ضرورية لمنع توسع الحرب إقليميا.
ويرى محللون أن هدف بايدن هو سحب الذرائع من حكومة بنيامين نتنياهو ويرغب بأن تتولى مصر جهدا خاصا للإجابة على الأسئلة المطروحة في المجتمع الدولي والذي يحاول فهم إمكانية تشكيل فريق إدارة لإدارة قطاع غزة يتولى إعادة الإعمار وإدخال المساعدات شريطة ألّا تكون حركة حماس بأي شكل من الأشكال جزءاً من هذا الفريق.
وعلى ما يبدو فقد شاركت دول عربية أخرى بمثل هذه الاتصالات والبحث عن سيناريوهات من بينها قطر والإمارات وبشكل جزئي الأردن.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قد أعلن بأن حركة حماس وقيادتها تعرف مسبقا بأن مرحلة إعادة الإعمار لن تبدأ في ظل وجود أي جهة رسمية تحكم قطاع غزة وتمثل حركة حماس.
ميدانيا فإنه لا تزال تسيطر حركة حماس على الإيقاع لكن مشاورات أولية من مسؤولين مصريين وقطريين جرت الأسبوع الماضي مع بعض قيادات حماس توصلت إلى استنتاجات محددة بشأن الإجابة على السؤال الأمريكي الذي عاد بقوة ملحة باعتبار الإجابة عليه جزءاً من خطة الرئيس بايدن لوقف توسع الحرب في لبنان إلى الأطراف الاقليمية.
في حين أشار البعض إلى أن حركة حماس فيما يتعلق بقيادتها السياسية تبدي مرونة إزاء إطلاق مبادرات لها علاقة بوقف إطلاق النار ودخول المساعدات للمدنيين وتشكيل إدارة متفق عليها مع أطراف فلسطينية وأخرى إقليمية ودولية تتولى مرحلة انتقالية.
وفي هذا الصدد لا تزال حركة حماس عمليا هنا تقف عند جزئية أنها لا تريد مشاركة السلطة في مثل هذه الحكومة وأنها تقبل بفريق تكنوقراط وزاري يتولى إعادة إعمار غزة ويدير شؤون الإغاثة الإنسانية فيها حتى برفقة طاقم أمني “يمكن التوافق عليه” مقابل شرط واحد لا تزال حماس تتمسّك به وهو عدم ذكر تسليم أسلحة المقاومة وحل الكتائب العسكرية فذلك أمر لن تقبله حركة حماس بكل الأحوال.
وحسب مصادر إعلامية فكانت الولايات المتحدة تتحدث مع مصر وقطر حول ملامح صفقة "العرض الأخير" النهائية التي تخطط لتقديمها للأطراف في الأسابيع المقبلة وهي الصفقة التي، إذا فشل الجانبان في قبولها، يمكن أن تمثل نهاية المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة، وفقًا لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية.
وقال هذا المسؤول: إن الولايات المتحدة ومصر وقطر كانوا يعملون على الاقتراح النهائي قبل العثور على الرهائن المقتولين: "لا يمكنك الاستمرار في التفاوض وعلى هذا يجب استدعاء هذه العملية في وقت ما .. هل يعرقل هذا الاتفاق؟.. لا، إذا كان هناك أي شيء، فيجب أن يضيف إلحاحًا إضافيًا في هذه المرحلة الختامية، والتي كنا فيها بالفعل".
وأضافت المصادر إن بايدن أمضى وكبار مساعديه عدة أشهر في محاولة لإقناع "إسرائيل" وحماس بالتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يشهد إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين مقابل السجناء الفلسطينيين ووقف إطلاق النار المؤقت في غزة والذي يأملون أن يضع الأساس لإنهاء دائم للحرب.
وفي سياق متصل كان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية وليام بيرنز، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومنسق شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكجورك من بين أولئك الذين سافروا إلى المنطقة مرات عديدة وعملوا مع المفاوضين في مصر وقطر لمحاولة التوصل إلى اتفاق.
في حين ، يواجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو غضبا متزايدا وضغوطا متزايدة من عائلات الرهائن، الذين يطالبونه بمخاطبة الأمة، وشارك مئات الآلاف من المحتجين في مظاهرات على مستوى البلاد وكانت أكبر نقابة عمالية في الكيان دعت إلى إضراب عام يوم الإثنين مهددة بإغلاق البلاد حتى يوافق نتنياهو على صفقة مع حماس لإعادة الأسرى المتبقين.
واتهمت عائلات الرهائن نتنياهو منذ أشهر بإعطاء الأولوية لبقائه السياسي وانتصاره على حماس على صفقة من شأنها أن تعيد أحباءهم إلى الوطن.
وتعليقا على تصريحات بايدن، قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة معاريف إنها "تصريحات خطيرة، وخصوصا أنها تأتي بعد أيام من إعدام حماس 6 رهائن بينهم أمريكي".
كما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول سياسي (لم تسمه) قوله إنه "من الغريب أن يضغط بايدن على نتنياهو، وليس على السنوار الرافض للصفقة".
في المقابل، قالت هيئة الأسرى الإسرائيليين بغزة: إن تصريحات بايدن "إثبات بأن نتنياهو يعرقل التوصل لصفقة"، وفق ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية.
وكانت مظاهرات عارمة شهدتها مدن إسرائيلية بينها تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى والضغط على الحكومة، بعد الإعلان عن مقتل 6 محتجزين إسرائيليين في نفق بمدينة رفح جنوب القطاع، قالت حماس إنهم قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي.