الوقت- يبدو أن الحكومة الفرنسية لاتملك القدر الكافي من المصائب، لتصب كامل اهتمامها في مسألة حظر اللباس الاسلامي البحري (البوركيني)، لاسيما بعد تعرضها خلال العام الجاري لهجمات إرهابية هزّت قلب عاصمتها، وعوضا عن التراجع عن سياساتها الداعمة للفوضى في سوريا والعراق،
بادرت الحكومة الفرنسية بإجراء مباحثات بشأن قضايا لاتبدو ذات أهمية، مقارنة مع الواقع الذي يفرض عليها بحث مسألة تفشي الإرهاب في بلادها.
فقد تناقلت وسائل الإعلام قرار المحكمة العليا في فرنسا، مساء الجمعة، بإصدارها حكما بتعليق حظر ارتداء لباس البحر الإسلامي (البوركيني) الذي أغضب المسلمين والمدافعين عن حقوق المرأة والحريات المدنية.
ويتعلق قرار مجلس الدولة بمنتجع فيلنوف لوبيه المطل على البحر المتوسط وهو واحد من أكثر من عشر بلدات فرنسية فرضت مثل هذا الحظر ويُتوقع أن يرسي سابقة في هذا الشأن لكن ليس من المرجح أن يضع حدا للجدل الدائر حوله.
وطالب سياسيون محافظون ومن اليمين المتطرف بإصدار قانون لحظر البوركيني في البلاد بالكامل.
وقالت المحكمة في بيان: إن قرار حظر البوركيني في فيلنوف لوبيه ينتهك بشكل خطير وواضح وغير قانوني الحريات الأساسية في التنقل وحرية الاعتقاد والحرية الفردية.
وأضافت المحكمة أن البوركيني لا يشكل أي تهديد للنظام العام في فيلنوف لوبيه.
وبات الجدل المحتدم حول البوركيني جزءا من حملات مبكرة للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2017 وأظهرت ردود الفعل الأولية على الحكم أن مؤيدي الحظر لن يتراجعوا عن موقفهم ومن بينهم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.
وقال بعض من أقرب أنصار ساركوزي إنهم سيتقدمون بمشروع قانون في سبتمبر أيلول يسمح لرؤساء البلديات بحظر البوركيني.
الإرهاب ينهش باريس
بينما احتل نبأ حظر البوركيني مواقع التواصل، وبات الشغل الشاغل للقنوات الفرنسية، في محاولة منها لتغاضي مشكلتها التي نهشت قلب بلادها. فقد قالت وزارة الداخلية الفرنسية في بيان في وقت متأخر ليل الجمعة: إن فرنسا قامت بترحيل مغربيين تعتبرهما خطرا كبيرا على الأمن بعد أن اعتنقا الفكر الداعشي.
وأضاف البيان دون تفاصيل في ضوء الخطر الكبير الذي يمثله بقاؤهما على الأراضي الفرنسية قرر وزير الداخلية طردهما على الفور.
وقال: إن ستة قرارات طرد نفذت في ظل ظروف مشابهة في أغسطس آب ليرتفع عدد الأشخاص الذين جرى ترحيلهم هذا العام إلى 15.
وتعيش فرنسا حالة تأهب أمني قصوى عقب سلسلة هجمات نفذها تنظيم داعش الإرهابي منذ يناير كانون الثاني من العام الماضي وأسفرت عن سقوط نحو 236 قتيلا.