الوقت- في سياق استمرار ادلاء الخبراء الغربيين ووسائل الاعلام الغربية لآرائهم حول الاسلحة النووية الموجودة في قاعدة انجرليك التركية طالب خبير امريكي بارز باخراج هذه الاسلحة من تركيا بأسرع مايمكن.
فقد كتب هذا الخبير وهو مارك فيتزباتريك مقالا قال فيه"ان من بين الدول الـ 5 الحليفة مع الناتو والتي ما زالت تستضيف الاسلحة النووية الامريكية على اراضيها كنت أظن ان تركيا هي آخر دولة يجب اخراج هذه الاسلحة منها فالمعارضة الداخلية الموجودة في تركيا ضد وجود هذه الاسلحة هي قليلة جدا على عكس المانيا وهولندا وبلجيكا والى حد ما ايطاليا لكن بعد الانقلاب العسكري الفاشل الذي حدث في 15 يوليو فإنني اعتقد بضرورة اخراج هذه الاسلحة من تركيا".
واضاف فيتزباتريك "كانت هناك اسباب مقنعة للاحتفاظ ببضع عشرات من قنابل بي 61 (النووية) في قاعدة انجرليك الجوية في تركيا، ان عدد هذه القنابل قيد الكتمان لكن التوقعات تشير الى ان هذا العدد هو بين 50 و90 قنبلة، ان هذا الامر ساعد على ايجاد حالة ردع بين التحالف الامريكي واعدائه المحتملين، ان وجود هذه القنابل ساعدت على اعطاء تطمينات لتركيا التي تعتبر اكثر حلفاء امريكا ترديدا وقلقا كما ان وجود هذه القنابل النووية التكتيكية عززت قوة المظلة النووية لحلف الناتو".
وتابع فيتزباتريك قائلا" ان وجود هذه الاسلحة النووية ساعد على ابقاء تركيا وفية وملتزمة بمعاهدة منع انتشار الاسلحة النووية، ورغم ان اثبات هذه المساعدة يعد امرا مستحيلا لكن التصريحات التي كانت تطلق في غالب الاحيان تؤكد ان تركيا ليست بحاجة الى سلاح نووي تصنعه بنفسها".
وكتب فيتزباتريك ايضا "انقلاب يوليو يطرح تساؤلات جدية حول أمن هذه الاسلحة في انجرليك فقائد هذه القاعدة الجوية قد استخدم الامكانيات الموجودة فيها من اجل تزويد طائرات اف 16 التي قصفت مبنى البرلمان بالوقود، وردا على هذه الخطوة اعلنت الحكومة التركية اغلاق المجال الجوي فوق قاعدة انجرليك وقطعت الكهرباء عنها واعتقلت هذا القائد ومن ثم اتهم وزير العمل التركي امريكا بالتواطؤ مع الانقلابيين وازدادت التكهنات حول دور امريكا في هذا الانقلاب".
كما اشار كاتب المقال ايضا الى الخلافات التي اندلعت بين الحكومة التركية وامريكا حول استرداد فتح الله غولن وقال" ان عدم قبول امريكا بتسليم غولن المقيم في بنسيلفانيا للجانب التركي بدون تقديم الحكومة التركية الوثائق والأدلة حول تورطه وتحريضه على الانقلاب سوف يزيد من حالة سوء الظن وسوء النوايا الموجودة بين البلدين".
واضاف فيتزباتريك "مع الاخذ بعين الاعتبار للسيناريوهات المحتملة التي تؤدي الى حدوث متاعب اكبر ينبغي على المخططين العسكريين الامريكيين ان يفكروا بسحب هذه الاسلحة من هناك وفي غير هذه الحالة فانهم سيكونون متجاهلين ومتغافلين خاصة اذا علمنا ان مثل هذه الاسلحة النووية قد سحبت من اليونان في عام 2001 بعد حدوث قلاقل امنية.