الوقت- بعد السابع من أكتوبر شهد العالم هروب أعداد كبيرة من الإسرائيليين إلى أوروبا بحثاً عن ملجأ، وأشارت تقارير إعلامية إلى ازدياد اهتمام العائلات الإسرائيلية بشراء العقارات في دول أوروبية وخصوصاً اليونان وهو الاهتمام الذي ازداد بعد اتساع العدوان على غزة.
النزوح إلى اليونان
حسب تقرير لصحيفة ذا ماركر الاقتصادية، ارتفعت أعداد المهاجرين الإسرائيليين إلى اليونان بشكل كبير منذ بدأ العدوان على غزة حيث إن آلاف العائلات الصهيونية انتقلت للإقامة المؤقتة أو الدائمة في اليونان، ويشير الكاتب إلى قيام العديد من الوسطاء العقاريين في جزيرة أيفا اليونانية بمساعدة الإسرائيليين بشراء العقارات والإقامة في الجزيرة، وفي هذا السياق يقول الوسيط العقاري "درور روفمان": على الدوام هناك عدد من الإسرائيليين في مكتبي يبحثون عن عقارات للتملك بقصد الإقامة الدائمة.
ويؤكد الوسيط العقاري أن موجة الهجرة إلى أثينا اتسعت بشكل كبير بعد العدوان على غزة ولكن الهجرة إلى مقاطعات مثل كيبيسيا وغليفادا أيضاً ازدادت بشكل ملحوظ للغاية، حيث يمكن مشاهدة مئات العائلات الإسرائيلية في شمال أثينا، كما يمكن ملاحظة انتشار أعداد كبيرة من الأطفال في رياض الأطفال والمدارس هناك.
ويشير التقرير إلى أن القسم الأكبر من هؤلاء الإسرائيليين الذين انتقلوا للعيش في اليونان ليس لديهم نية في العودة إلى فلسطين المحتلة، وتقول شلوميت لين: إن "الإسرائيليين الذين فروا من البلاد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي شرعوا بالبحث -بالفعل- عن إمكانية شراء العقارات باليونان وقبرص والبرتغال، ليس فقط للاستثمار، ولكن أيضا للعيش والاستقرار، إنهم يريدون العيش بالقرب من مجتمع إسرائيلي، ويبحثون عن فرص عمل".
وقالت تانيا كورتكاسي، وهي إسرائيلية تعيش في أثينا ومديرة إحدى الشبكات الاجتماعية الإسرائيلية في اليونان، للصحيفة
"ليس لدى القادمين أي سيناريو للعودة إلى إسرائيل".
وأضافت: "عندما جئت إلى هنا، كان عدد الإسرائيليين 50، ولكن بعد بدء حرب غزة، تجاوز عددنا 5,000، ويمكنني أن أحصي ما بين 1,500 و 2,000 شخص نشط في مجموعات على الواتساب، في حين أن أعداد غير الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أكبر بكثير من هذا العدد".
وتشير إلى أن العديد من العائلات أتى إلى هنا بعد انضمام الزوج إلى الحرب، لذلك من الشائع جدًا رؤية نساء لديهن العديد من الأطفال يبحثن عن شقة.
ويضيف كوريتسكي (38 عاما)، الذي قُتل أحد أقاربه الشهر الماضي بقصف معبر كرم أبو سالم: أنا لا أعرف اللغة اليونانية، لكني أتلقى يوميا عشرات الرسائل على هاتفي الخلوي من إسرائيليين يقولون؛ "جئنا إلى هنا لنبقى، الحياة هنا أسهل".
وحسب محللين اقتصاديين فإنه وبسبب تدفق الإسرائيليين إلى اليونان، أصبح الطلب على شراء العقارات أكبر بكثير من العرض، بحيث تضاعفت أسعار العقارت ثلاث مرات أو أربع مرات.
فيما نجد أن السكان اليونانيين قد بدؤوا ينفرون من وجود الإسرائيليين في بلادهم حيث كشف كاتب التقرير من خلال سؤال بعض السكان المحليين عن هذا الوضع قائلاً: عندما سألت صاحب مقهى يوناني في أثينا عن أصدقائه الإسرائيليين قال: "أعتقد أن الوقت قد حان لكم أيها الإسرائيليون لمغادرة بلدنا واختيار بلد آخر لشراء العقارات، فمن الأفضل أن تهاجروا إلى مكان آخر".
ثم يضيف الكاتب: ولما سألته: "لماذا أنتم غاضبون منا إلى هذا الحد؟ ولماذا لا ينتابكم هذا الشعور أمام المواطنين الروس بسبب الحرب التي يخوضونها في أوكرانيا؟"، أجاب: "ربما أنا لا أحب الروس أيضاً، لكن حكومتكم هي التي ترتكب هذه الجرائم".
وذكر المراسل في جزء آخر من تقريره أن روفمان إسرائيلي آخر يعيش في مدينة هاليكيدا اليونانية ويساعد الإسرائيليين على شراء عقارات في هذه الجزيرة.
وردا على سؤالي بخصوص ذلك؛ "ألا يشعرون بالانزعاج لأنك تساعد الإسرائيليين على الهروب (الهجرة العكسية)؟ يجيب: "كنت أشعر بهذه الطريقة، ولكن ليس الآن، لأن إسرائيل سوف تنهار".
هروب من الحرب
تشير تقديرات الموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل" إلى أن أكثر من 500 ألف إسرائيلي غادروا البلاد خلال العدوان المتواصل، وهو أكبر من عدد العائدين والمهاجرين الجدد، ورجح الموقع أن أعداد المغادرين مرشحة للارتفاع، وخصوصا أن هناك العديد من الإسرائيليين الذين عاشوا في الخارج قبل العدوان، أو سافروا إلى الخارج خلال عطلات الأعياد اليهودية في سبتمبر/أيلول الماضي.
ومن الجدير بالذكر أنه ومن بعد شهر من العدوان، عادت مكاتب العقارات للإسرائيليين بالخارج إلى تلقي 4 إلى 10 استفسارات يوميا من الأطراف المعنية والعائلات الإسرائيلية لشراء عقارات بالبرتغال واليونان وحتى في قبرص.