الوقت- تعرض متظاهرون من أقلية الهزارة الشيعة في افغانستان أمس الاول، لهجوم انتحاري تبناه تنظيم داعش الإرهابي، بعاصمة أفغانستان كابول، وخلف 80 ضحية من أقلية الهزارة.
وكان متظاهروا الهزارة الذين يتحدثون الفارسية وأغلبهم من الشيعة، يطالبون بحقوقهم بشكل سلمي، بتغيير مسار خط نقل الكهرباء الذي تبلغ طاقته 500 كيلوفولت ويربط تركمانستان بكابل ليمر عبر إقليمين، بهما عدد كبير من السكان الهزارة.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها مجموعة من الهزارة للإعتداء لمجرد انتمائهم العرقي، حيث وثق تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية -بعنوان ... قتل الهزارة الشيعة في بلوشستان، باكستان- الهجمات المنهجية على مجتمع الهزارة بين عامي 2010 وأوائل عام 2014.
ويشكل الهزارة نحو تسعة في المئة من سكان أفغانستان، وهم ثالث أكبر أقلية فيها، لكنهم يعانون منذ فترة طويلة من التمييز وقتل الآلاف منهم.
رايتس ووتش: مقتل 450 من الهزارة في 2012، و 400 في عام 2013
وسجلت المنظمة ما لا يقل عن 450 قتيلا من هذه الأقلية الشيعية في 2012، و 400 في عام 2013.
وفي عام 2012 كان ما يقرب من ربع الضحايا -وفي عام 2013 ما يقرب من نصف جميع الضحايا- ينتمون إلى مجتمع الهزارة في بلوشستان.
الهزارة، بسماتهم المنغولية المميزة، هم شعب ينطق بالفارسية، وهاجروا أصلا من وسط أفغانستان منذ أكثر من قرن.
ووفقا لمنظمة "دعم الأقليات في باكستان" المستقلة، يضم مجتمع الهزارة نحو 20 في المئة من مجموع سكان البلاد البالغ عددهم 180 مليون نسمة غالبيتهم العظمى من السنة.
القاعدة كانت تسحب الحجاج المتوجهين إلى إيران من الحافلات وتعدمهم
هذا ولقد بدأ الاستهداف المنظم للهزارة في عام 2008، بعنف تقشعر له الأبدان، مثل سحب الحجاج المتوجهين إلى إيران من الحافلات وإعدامهم على جانب الطريق، وقتل أسر بأكملها في تفجيرات في الأسواق المزدحمة أو أثناء المواكب الدينية، والإعتداء عليهم أثناء التوجه إلي العمل أو المدرسة، أو بكل بساطة... ذبح البعض منهم أثناء الصلاة في المساجد.
جماعة "لشكار إجنجوي" المسلحة الحاقدة على الشيعة
ومن أخطر الجماعات المسلحة هي "لشكار إجنجوي" وهي جماعة مسلحة سنية محظورة لها رابطة قوية مع تنظيم "القاعدة" ومنظمة "تحريك إي طالبان باكستان" المحظورة، وتعلن بفخر عن مسؤوليتها عن معظم الهجمات، وتشهر نفسها كعدو لديد للشيعة.
وعلي سبيل المثال، في عام 2011، وزع منشورا في "ماري آباد" -إحدى ضواحي الداخلية ذات الغالبية الهزارة في شرق كويتا- كان نصه كما يلي: باكستان تعني الأرض النقية (الطاهرة) والشيعة ليس لديهم الحق في أن يكونوا هنا ... مهمتنا (في باكستان) هي القضاء علي هذه الطائفة النجسة وهؤلاء الناس النجسة، الشيعة والشيعة الهزارة، في كل مدينة، في كل قرية، في كل زاوية وفي كل ركن في باكستان.
وهكذا، وتمشيا مع هذا النذر القاتل، نفذت الحركة هجمات دموية لا نهاية لها.
حقوق الإنسان تعلن عن خيبة أملها حيال سلبية الحكومة
في هذا الشأن، يشدد المدافعون عن حقوق الإنسان على أن رد فعل الحكومة على كل جريمة قتل، كان دائما هو نفسه: تصريحات رسمية "مناسبة"، ولكن بدون إجراء أي اعتقالات أو محاسبة للمعتدين والجناة.
وكمثال، تعرب زهرة يوسف -رئيسة اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان في باكستان، والتي شاركت في بعثة لتقصي الحقائق في كويتا في مايو 2012- عن خيبة أملها حيال سلبية الحكومة.
وتقول لوكالة إنتر بريس سيرفس: لقد طرحنا القضية مع الحاكم ثم وزير شئون الدولة، وإعترف كلاهما بوجود هذا الاضطهاد؛ ولكن لم يكن لديهما اجابات لأسئلة مثل: لماذا لم تتخذ إجراءات ضد "لشكار إجنجوي" التي إرتكبت معظم الهجمات؟ وفي غضون ذلك، يزداد وضع الهزارة سوءا وتفاقما.
الهزارة اليائسين يدفعون مبالغ ضخمة لتهجيرهم
فوفقا لبراد آدامز -مدير قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش "ليس هناك طريقا للسفر، ولا خروجا للتسوق ولا ذهابا للمدرسة آمن للهزارة. فشل الحكومة في وضع حد لهذه الهجمات هو صدمة بقدر ما هو غير مقبول".
هذا وتقدر اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان في باكستان أن 30،000 من الهزارة فروا من باكستان في السنوات الخمس الماضية، مما أدى إلى ازدهار سوق الاتجار بالبشر في كويتا.
ودفع الآلاف من الهزارة اليائسين مبالغ ضخمة من المال لتسهيل نقلهم إلى أستراليا وأوروبا، عبر طرق بحرية خطرة... وبدون أي ضمان كان للوصول إلى مقصدهم على قيد الحياة.(آي بي إس / 2014)