الوقت- في زيارة لخصوم مسعود البارزاني السياسيين في كردستان العراق، التقى اليوم الاثنين 18 تموز/يوليو رئيس إئتلاف دولة القانون نوري المالكي برفقة وفد من حزب الدعوة الاسلامي، بالسياسيين الكورد في مدينة السليمانية في زيارة تستغرق أكثر من يوم. وقد تضمن برنامج الزيارة اللقاء بالامين العام للاتحاد الوطني الرئيس جلال طالباني ولقاء المنسق العام لحركة التغيير نوشيروان مصطفى.
وكان المالكي قد بارك التحالف الذي وقعه كل من حركة التغيير الكردية والاتحاد الوطني الكردستاني في 18 أيار/مايو الماضي، واصفاً الاتفاق بين الجانبين بالخطوة الايجابية.
وصرح رئيس إئتلاف دولة القانون الأحد أن الزيارة التي يقوم بها لإقليم كردستان تأتي في إطار "التواصل السياسي بين حكومتي بغداد واربيل"، مبيناً أن "شراكة كبيرة تربطنا مع الإقليم كونه جزء من العراق".
وقال المالكي، أن "التحالف بين حركة التغيير الكردية والاتحاد الوطني الكردستاني يعد خطوة ايجابية تستحق المباركة والتأييد"، معربا عن أمله بـ"توسع هذا التوحيد حتى يشمل باقي القوى السياسية، على أن تنتهي الى عملية ايجاد حل لأزمة كردستان". وأضاف الأمين العام لحزب الدعوة الاسلامي: "نحن لا نريد لأزمة الإقليم أن تتسع، كونها تؤثر على بغداد وبالعكس".
مسؤول اعلام المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني كاروان يارويس أكد أن المالكي سيعقد اجتماعاً مع المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني في الساعة السابعة من مساء يوم الاثنين، عقب مأدبة عشاء، مشيرا الى ان الجانبان سيبحثان خلال اللقاء الاوضاع الراهنة في كردستان والعراق والحرب على داعش وسبل تمتين العلاقات التاريخية بين حزب الدعوة والاتحاد الوطني، والملفات العالقة بين حكومتي المركز والاقليم.
من جانبه اعلن مسؤول العلاقات الدبلوماسية في حركة التغيير محمد توفيق رحيم للصباح الجديد ترحيب التغيير بزيارة امين عام حزب الدعوة، معلناً دعم الحركة لاي تقارب وتواصل وتبادل للاراء بين الاحزاب الكردية ونظيرتها في العراق، باتجاه تطبيع العلاقات الثانية وتذليل العقبات امام انهاء الخلافات بين بغداد واربيل.
وتعليقا على عدم تضمن برنامج الزيارة، زيارة اربيل عاصمة اقليم كردستان، قال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أنه ليس بينه وبين رئيس الإقليم مسعود البارزاني غرض شخصي لكن زيارته المقررة تشمل مدينة السليمانية فقط، وأضاف "الذي نحن بصدده زيارة السليمانية وإن شاءالله يأتي وقت آخر أزور أربيل".
رئيس ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي قال في تصريح صحفي بأنه "مشتاق لرؤية رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني وقال "من حقه علي أن أزوره" نظرا للعلاقات التاريخية التي تربطهما.
وتأتي أهمية الزيارة من كونها تجمع بين القادة السياسيين لأكبر كتلة في البرلمان العراقي، مع الكتلة الكردية الأكبر التي تمخضت عن التحالف بين كتلتي التغيير والإتحاد الوطني الكردستاني، الأمر الذي يجد فيه مراقبون خطوة إيجابية على طريق تخفيف التوتر بين حكومتي المركز والاقليم، والذي وصل اوجه في عام 2014 على خلفية الإختلاف في وجهات النظر حول قوانين النفط والغاز وموازنة قوات البيشمركة والمادة مائة واربعين المتعلقة بتطبيع الاوضاع في المناطق المتنازع عليها مع بغداد.
الكتلة الكردية الأكبر في البرلمان العراقي
وكان حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني بزعامة جلال طالباني قد ابرم في أيار/مايو الماضي اتفاقا سياسيا مع حركة التغيير التي يقودها نوشيروان مصطفى يقضي بتوحيد مواقفهما السياسية في الاقليم والعراق الامر الذي دفع الحزب الديمقراطي الكوردستاني الحاكم لانتقاده بشدة، الذي رأى في التحالف "محاولة لتعميق الخلافات الداخلية"، مشددا على أنه "لن يقبل بفرض أية إرادة غير إرادة الشعب".
كما أعلنت كتلتي التغيير والإتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية، عن خطوات لتشكيل تحالف برلماني في مجلس النواب العراقي، تحت عنوان "تحالف الأمل" مؤكدة أن التحالف الجديد خطوة باتجاه وحدة الصف الكردي في بغداد. وتملك كتلتي حركة التغيير 9 مقاعدا والإتحاد الوطني الكردستاني 21 مقعدا، في البرلمان.
وكانت حركة التغيير والاتحاد الوطني قد رفضا، المشاركة في اجتماع دعا اليه رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني بغية بحث مسألة الاستفتاء على استقلال الاقليم، مؤكدان ان هذا الطرح يجب ان يسبقه تطبيع الاوضاع السياسية في الاقليم واعادة تفعيل البرلمان المعطل بقرار تعسفي من الحزب الديمقراطي منذ اشهر.