الوقت- إرتبط تاريخ السعودية وأمرائها بالتشدد منذ نشأتهم, من خلال تعصبهم وافكارهم المتحجرة حيال أغلبية المواضيع التي واجهتهم, هذا التشدد قد يكون نابعا" من جراء تأثير البيئة الصحراوية الغليظة, او من خلال نظام التفكير والايديولوجية الذي يعتبر الاخر مجرد كافر يجب سحقه, معتمدين على سلاح المال والنفط وبث الكراهية ليثبت اركان حكمهم ولو على دماء الابرياء. وعليه, كان الدعم من الامراء السعوديين للجماعات المتشددة بدأ منذ نشات هذه المملكة بعد ان دعم الملك محمد بن سعود لمحمد بن عبد الوهاب(مؤسس الوهابية) الذي كان يدعو إلى التشدد في الافكار الدينية, مما ادى فيما بعد الى سيطرة العائلة السعودية على كامل منطقة الحجاز, وانتشار الافكار الوهابية بعد سقوط الاف الابرياء من المسلمين.
فالسعوديون يعملون مع المتشددين وفق المعادلة التي تقول نحن ندعمكم بالمال وانتم بالفتاوى. ولهذا فالتاريخ يعيد نفسه مع هذه المعادلة الجدلية, وما نشهده في العالم حاليا "وخصوصا" في عالمنا العربي والاسلامي من هجمة شرسة على المسلمين من مما يسمون انفسهم جهاديين بدعم مخفي وغير مخفي من امراء الخليج الفارسي يعيدنا اكثر من مئة عام الى الوراء.
والمسالة التي يجب تسليط الضوء عليها هو ان استمرار بقاء هؤلاء الامراء متعلق بدعم المتطرفين, ولهذا لم ينقطع ذلك الدعم ونعتقد انه لن ينقطع, فالسعوديون دعموا كل الحركات الجهادية بدءا من افغانستان مرورا "بالعراق وصولا" الى سوريا.
وتورطهم بالدعم المتواصل مثلا "للقاعدة التي اعترفت بتنفيذ هجمات 11 ايلول, باعتراف احد منفذي هجمات 11 ايلول "زكريا موسوي" الذي اتهم أمراء سعوديين نافذين بتمويل القاعدة واعتداءات 11 ايلول, فلقد وجه زكريا موسوي الذي يمضي عقوبة السجن المؤبد في سجنه في كولورادو أصابع الإتهام إلى امراء سعوديين نافذين بتمويل تنظيم القاعدة والمشاركة في التحضير لهجوم على الأراضي الاميركية.
وقال موسوي ان اموال السعوديين الاثرياء كانت “اساسية” بالنسبة الى القاعدة اواخر التسعينات، لافتا الى ان هذا المال كان يستخدم في شراء رشاشات كلاشنيكوف ومعدات عسكرية ومواد غذائية وايضا في دفع رواتب عناصر القاعدة.
وكشف موسوي ان زعيم القاعدة السابق اسامة بن لادن طلب منه اعداد قاعدة معلومات حول كل من يمولون التنظيم الارهابي.
وقال موسوي في مقابلة نادرة أجريت في سجنه المجهز بأحدث التقنيات الامنية إن "شخصيات سعودية رسمية مشهورة للغاية من بينهم الامير تركي الفيصل آل سعود، وهو مدير سابق في المخابرات السعودية، كان يمّول القاعدة في نهاية1990."
وذكر موسوي دفع مبالغ تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين دولار، مؤكدا ان “معظم المسؤولين الكبار القريبين من اسامة بن لادن كانوا يتحدرون من عائلات كبيرة في السعودية”.
وسبق ذلك اعتراف مسؤولين امريكيين ان التورط السعودي في الارهاب يتجاوز الدعم الى الصناعة. وكتب ابرز المحققين الامريكيين سيمور هيرش عام 2007 تحقيق بعنوان "اعادة التوجية Redirection " يستعرض الاستراتيجية الامريكية الجديدة في المنطقة التي تسعى لخلق فتنة سنية- شيعية بالاعتماد على دعم الامراء السعوديين من خلال اطلاق الوحش الوهابي تنفيسا عن هزيمتهم النكراء في حرب تموز2006.
ناهيك عن أعتراف نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قال "أن التنظيمات الإرهابية في سورية بمن فيها إرهابيو القاعدة حصلوا على تمويل ودعم آخر من حلفاء واشنطن في المنطقة كالسعودية وتركيا والامارات".
مضيفا" في كلمة ألقاها في جامعة هارفارد بولاية ماساتشوستس: مشكلتنا الأكبر كانت في حلفائنا في المنطقة فالأتراك كانوا رائعين وكذلك السعوديون وسكان الإمارات وغيرهم ولكن ماذا فعلوا.. إنهم خاضوا حربا بالوكالة وقدموا مئات ملايين الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من السلاح لكل من وافق على القتال ضد النظام في سورية.
اما ما كشفه كتاب "النوم مع الشيطان" لمؤلفه روبرت باير الضابط الميداني السابق في الاستخبارات المركزية الأمريكية والذي شغل مناصب عديدة أبرزها رئاسة محطة السي آي إي في لبنان عام 1983، كشف كمية من الوقائع المتصلة بشراكة أمريكية سعودية في تكوين الإرهاب التكفيري ورعايته. بل تحدث عن امراء سعوديين الذين كان لهم دور كبير في تنمية الجماعات التكفيرية الارهابية من بينهم الامير تركي الفيصل آل سعود، وهو مدير سابق في المخابرات بالسعودية، الذي مّول القاعدة في نهاية1990."
اذا" فكل الدلائل وبشكل لا لبس فيه تؤكد ان العائلة الحاكمة في السعودية تعيث فسادا" معتمدة" على عائدات النفط وكم هائل من الغباء والكراهية, وليس لاجل مشاريع له افاق قد تنمي العالم الاسلامي, بل لتبقى قابعة وبالقوة على صدور المسلمين عبر امراء لا يفقهون شيء.