الوقت- أكد آية الله السيد علي خامنئي ان الجمهورية الإسلامية لا تنقض الإتفاق النووي، وقال "لكن في حال نقضه الطرف المقابل حيث أن مرشحي رئاسة الجمهورية الأمريكية يهددون الآن بتمزيق الإتفاق النووي، فإننا سنحرقه".
وأضاف آية الله خامنئي خلال استقباله مساء الثلاثاء رؤساء السلطات الثلاث وعددا من كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين في ايران بمناسبة شهر رمضان المبارك " اننا لاننتهك خطة العمل الشاملة المشتركة، الا انه لو انتهكها الطرف المقابل (ونشاهد اليوم ان مرشحي رئاسة الجمهورية الامريكية يهددون بانهم سيمزقونها) لو انهم مزقوها فاننا نحرقها"، مشيراُ الى أن مؤيدي ومعارضي خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) يبالغون، والنقاط التي اتطرق اليها ليست لها اي صلة بالاخوة الذين بذلوا جهدهم، بل هذه النقاط موجهة الى الطرف المقابل.. مؤكدا ان هذه الخطة لها مكامن ضعف أدت الى ان يستغلها العدو.
وأشار آية الله خامنئي الى عیوب الاتفاق النووي، معتبراً ان تلك العیوب هي الحالات التي كنا نخشى منها على الدوام وكنا نكرر بان الطرف الاخر ناكث للعهد وسيء السریرة ولا یفي بقوله، مضيفاً هنالك في الاتفاق النووي خلل وثغرات لو تم غلقها لاصبحت العیوب اقل او كانت ستزول.
وأشاد سماحته، بالجهود الدؤوبة التي بذلها الوفد النووي الایراني المفاوض وقال، ان ما نقوله حول الاتفاق النووي لیس الانتقاص ابدا من جهود ومساعي الاخوة الاعزاء بل تقییم اداء الطرف الاخر، مشيراً الى الزوایا الملیئة بالغموض من وثیقة الاتفاق النووي والتي وفرت الارضیة لاساءة استغلالها من قبل الطرف الاخر وقال، ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لن تنتهك الاتفاق النووي ابتداء لان الوفاء بالعهد امر قرآني ولكن لو نفذ مرشحو الرئاسة الامریکیة تهدیدهم بتمزیق الاتفاق النووي فان الجمهوریة الاسلامیة ستحرق الاتفاق وهو كذلك امر قرآني حول نكث العهد من الطرف الاخر.
ونوه آیة الله الخامنئي الى نماذج لعدم التزام امريکا بتعهداتها واضاف، ان واجب الطرف الاخر كان ازالة الحظر الا انه لم یعمل بواجبه اي انه ازال قسما من الحظر بصورة ما الا ان الحظر لم یلغ عملیا، واوضح سماحته بان الأمریکیین احتفظوا باجراءات الحظر الاولیة تماما وهو الامر الذي یؤثر على اجراءات الحظر الثانویة التي كان من المقرر الغاؤها.
وطالب قائد الثورة الاسلامية من المعنیین في البلاد توخي الدقة والاهتمام بهذه الحقائق وان لا یكرروا القول بان الحظر قد ازیل، واشار الى عدم حل مشاكل المعاملات مع المصارف الاجنبیة واضاف، ان مسؤولي الادارة الامریکیة یقولون في تصریحاتهم وتعلیماتهم بان لا عائق امام المعاملات المصرفیة مع ایران لكنهم یتصرفون عملیا بحیث لا تتجرأ المصارف على التعامل مع ایران.
وعلق سماحته على تصریح لمسؤول أمريکي اخیرا بانهم لن یدعوا ایران یرتاح بالها، واعتبر هذا التصریح مثالا للتصرف بازدواجیة وقال، ان الطرف الأمريکي ارتكب هذا الذنب والمخالفة الكبرى في اختلاق العراقیل امام تعامل المصارف الاجنبیة مع ایران ولا ینبغي لاحد ان یبرر تصرف الأمريکيين هذا.
ونوه القائد الى مسألة تامین ناقلات النفط ونكث أمريکا للعهد فیها، واضاف، انهم بطبیعة الحال قبلوا سقفا محدودا من هذا التامین الا ان شركات التامین الكبرى تتجنب الدخول فی هذه القضیة لان الأمريکيين اعضاء في هیكلیاتها ویختلقون العقبات، واشار الى تنفیذ الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لتعهداتها تماما واضاف، لقد نفذنا تعهداتنا تباعا واوقفنا التخصیب بنسبة 20 بالمائة ومنشاتي فردو واراك الا ان الطرف الاخر مازال یطالب بالمزید.
وفيما يتعلق بالاموال الایرانیة المجمدة في الخارج قال آية الله خامنئي "ان الوصول الیوم الى عائدات البلاد النفطیة امر صعب ومكلف واموال البلاد المودعة في بنوك الدول الاخرى لم تعد لغایة الان ایضا لانها بعملة الدولار ویمنع انتقالها بسبب عداء أمريکا ونكثها للعهد".
الايمان الاسلامي من القدرات الأساسية لايران
واستعرض سماحته القدرات الاساسیة للبلاد، واولها "الایمان الاسلامي" لافتا الى ان الطرف الاخر یستخدم كل امكانیاته خاصة الاجواء الافتراضیة لزعزعة الایمان الاسلامی لجیل الشباب والاجیال القادمة، مؤكدا لهذا السبب ضرورة بذل اهتمام خاص لصون وتعمیق هذا الایمان في المجتمع.
واعتبر "التقدم العلمي" بانه یشكل القدرة الثانیة من قدرات البلاد الاساسیة، واضاف، ان احد الاسباب الاساسیة لضغطهم على القطاع النووي هو معارضتهم للتقدم العلمي للبلاد وهم یعرفون جیدا بان مزاعم سعي ایران للحصول على القنبلة النوویة كذبة مفضوحة.
ونوه الى "القدرة الاقتصادیة" و"القدرة الدفاعیة الرادعة" كعنصرین اخرین من عناصر اقتدار البلاد، مؤكدا على "القدرة السیاسیة الوطنیة" بمعنى الوحدة والتلاحم الوطني، واضاف سماحته، ان العدو عبارة عن "شبكة الاستكبار" وعلى راسها الادارة الأمريکية وكذلك "الشبكة الصهیونیة" التي یشكل الكیان الصهیوني مظهرها.
واعتبر ان سجیة الإدارة الأمريکية لم تتغیر وهي ذاتها التي كانت علیها في عهد ریغان ولا فرق في ذلك بین الجمهوریین والدیمقراطیین، واشار الى وجود تصور خاطئ حول أمريکا واضاف، ان البعض یتصور باننا یمكننا التفاهم مع أمريکا وحل مشاكلنا معها في حین ان هذا التصور خاطئ ومجرد وهم، ووصف قائد الثورة الاسلامیة، الصناعة النوویة بانها صناعة استراتیجیة یجب ان تبقى من دون المساس بها وان تتطور، واشار الى التاثیر الملموس لهذه الصناعة في توفیر الحصانة وتعزیز الامن للبلاد واضاف، انه یجب الاهتمام بامكانیات هذه الصناعة وكوادرها البشریة الكفوءة وامكان وصولها الى وضعها السابق.
واضاف، لحسن الحظ ان امكانیة العودة الى الوضع السابق محفوظة ونحن قادرون، لو راینا ذلك لازما، من الوصول باجهزة الطرد المركزي من الجیل الجدید الى مائة الف "سو" (SWU) فی اقل من عام وصف العام، لذا ینبغي على الطرف الاخر الا یتصور بان ایدینا مكبلة، واكد على التصدي الجاد لاي عرقلة أمريکية وخاطب المسؤولین قائلا، ان الحق یؤخذ خاصة من ذئب کأمريکا التي ینبغي انتزاع الحق من فمها.
القضایا بین ایران وأمريکا ليست مجرد سوء فهم
واعتبر آية الله خامنئي ان التصور بان القضایا بین ایران وأمريکا مجرد سوء فهم وقابلة للحل عبر التفاوض وعلى قاعدة النسبة "50-50" تصور خاطئ وغیر واقعي، مؤكداً ان القضیة الاساسیة للأمريکيين هی وجود الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وهو ما لا یحل بالتفاوض والعلاقة لان الاقتدار والاستقلال الناجم عنهما غیر مقبولین للاستكبار، واعتبر المصالحة من منظار الأمريکيين بانها تعني تنازل الطرف الاخر عن المواقف والمبادئ، وقال ان هذا التنازل لا نهایة له حیث انهم وبعد القضیة النوویة طرحوا القضیة الصاروخیة ومن ثم یاتی الدور لحقوق الانسان وبعده مجلس صیانة الدستور ومن ثم ولایة الفقیه، وفي النهایة الدستور وسیادة الاسلام، لذا فان تصور الوصول الى مصالحة مع الأمريکيين تصور خاطئ.
وأكد آية الله خامنئي على ان "الحصانة واقتدار البلاد" العلاج الحقیقي لكل عداوات المستكبرین واضاف، انه بناء على الامر القرآني الصریح ینبغي علینا تعزیز قدراتنا "الایمانیة والاقتصادیة والدفاعیة والعلمیة والسیاسیة والسكانیة" مهما استطعنا الى ذلك سبیلا، واعرب سماحته عن امله فی وصول انشطة الحكومة الى نتائج عینیة في مجال الاقتصاد المقاوم، معتبرا دعم الشركات المعرفیة بانه یحظى باولویة كاملة ومؤثرة في حل المشكلتین الاساسیتین وهما الركود والبطالة.