الوقت - يشير المؤشر الثالث للعبودية الدولية، إلى الحالات التي يكون فيها الأشخاص يولدون ليکون عبيداً، ويتم الاتجار بهم لأغراض الاستغلال الجنسي، أو يقعون في دوامة من الديون أو العمل القسري. هذا المؤشر تم إعداده بفعل جهود مؤسسة "وولك فري"، التي تأسست علی يد "أندرو" و"نيكولا فورست" تماشياً مع تطلعاتهما لإنهاء العبودية الحديثة في جميع أنحاء العالم.
في هذا الصدد ذکرت إذاعة "اس.بي.اس" في تقرير لها بشأن هذه المسألة: أنشأت منظمة "فورست" الإنسانية مؤسسةً تحت عنوان "ميندورو"، تعمل على توفير المعلومات والقدرات اللازمة لشنّ معركة قانونية ضد العبودية في مختلف البلدان. وجاء في موقع منظمة "وولك فري" الإلكتروني أن هذه المنظمة تأمل في أن يساعدها أي شخص وبأي شكل من الأشكال، للقضاء على العبودية الحديثة إلى الأبد.
ومنذ أن بدأت المنظمة بحوثها في عام 2014، فإن العدد التقديري للأرقاء في جميع أنحاء العالم، قد تزايد من 35 مليون و 800 ألف إلى 45 مليون و 500 ألف شخص.
ويقول "أندرو فورست" مؤسس وولك فري: "تقع هذه الأحداث حيث لا يستطيع شخص ما أن يعيش في المكان الذي يوجد فيه، وإذا أُخذ منه جواز سفره أو تعرض هو أو أحد أفراد أسرته للتهديد بأعمال العنف، فحينها لا يتمکَّن من المغادرة، أو أسوأ من ذلك، إذ يتم التعامل معه کما يتعامل مع الحيوانات." ويدعو "فورست" التجار إلی التحقق من أنه هل أن العمال في الشركات المنتجة لبضائعهم، يعملون في ظروف استغلالية ومجحفة أو لا. ويضيف: عندما أنا فعلت ذلك، وجدت أن آلاف الأشخاص الذين کانوا يعملون في شرکتي "فورتسكو معادن"، کانوا يعملون في وضع عبودي.
وأعلن فورست أنه اكتشف العبودية الحديثة في سلسلة مورِّدي بضائعه، وأن وسائل الإعلام تسلِّط الضوء في الحقيقة على هذا الأمر، وتعبِّر عنه عبر وصفه بالإدارة الجيدة. وتابع قائلاً: کان هناك مدراء قالوا لي إنهم لم يقوموا بالکشف عن العبودية في سلسلة مورِّدي بضائعهم، فقط بسبب أن هذا الأمر إذا ثبُت حصوله فيجعلهم يتعرضون للمساءلة.
البلدان الرائدة في مجال الاسترقاق
إن حالات الرق کانت موجودةً في جميع البلدان الـ 167 التي وردت في هذا المؤشر، ولكن هناك خمسة بلدان تحوي لوحدها 58٪ من مجموع حالات الاسترقاق والاستعباد في العالم. هذه البلدان هي الهند والصين وباكستان وبنغلاديش وأوزبكستان، وبطبيعة الحال تحتلّ الهند المرتبة الأولی في العبودية الحديثة في العالم.
يقول الأستاذ "كيفن بيلز"، المؤلف الأصلي للمؤشر العالمي للعبودية: عندما تذهب من بلد عدد سکانه قليل نسبياً إلی بلد آخر مثل الهند، والتي يبلغ عدد سكانها مليار و 200 مليون شخص، فإنه ليس من المستغرب أن تدرك أن 14 مليون شخص يقعون في فخ العبودية والاسترقاق.
استراليا لم تسلم من هذا المؤشر
استراليا أيضاً ورد اسمها في هذا المؤشر، حيث يعيش فيها نحو أربعة آلاف و 300 شخص في شكل الرقيق، الأمر الذي يساوي إحصائياً 0.018 في المئة من مجموع سكان البلاد.
ومن حيث الإجراءات ضد العبودية، تعدّ أستراليا الدولة الخامسة في العالم بعد هولندا وأمريكا وبريطانيا والسويد.
ويقول "جنیفر برن" رئيس مؤسسة مكافحة الرق في أستراليا: منذ عام 2004، أنجزت الشرطة الاتحادية الاسترالية حوالي 700 ملفاً مرتبطاً بالقضايا المتعلقة بالرق والاتجار بالبشر. ومنذ ذلك الوقت، فرض 18 نوعاً من العقوبات اثنان منها يتعلق بالتورط في الاتجار بالأطفال لغرض الاستغلال الجنسي. وتابع: إن طريقة الاسترقاق في أستراليا قد تغيرت في الوقت الحاضر.
وأکد "جنيفر" أنه في السنوات الأخيرة وحتى وقت قريب، كان معظم ضحايا العبودية والاتجار بالبشر من النساء، ولكن حدثت تغييرات في العامين الماضيين، والآن تم تحديد رجال ونساء يرزحون تحت أشكال أخرى من العبودية، الذين أصبحوا عبيداً للعمل المنزلي والزراعة والبناء أو المطابخ التجارية. ولکن الشرطة الاتحادية کانت تحقِّق بصورة كبيرة في عام 2015 في ملفات ترتبط بشكل جديد من أشكال العبودية، ألا وهو الزواج القسري.