الوقت- نشرت صحيفة واشنطن بوست تقریرا جاء فیه أن كل أعضاء الكنيست النساء تقريبا تعرضن لاعتداء جنسي في كيان الاسرائيلي. و تشير الصحيفة أنه من بين 32 سيدة في الكنيست تعرضت 28 منهن لاعتداء جنسي شمل تحرشا أو هجوما كان بينها اثنين وقعا في مبنى الكنيست ذاته.
و بحسب استطلاع تلفزيوني بثت نتائجه القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي فأن نسبة ضحايا التحرش الجنسية في الكنيست وصلت الى نحو 90 في المئة من عضوات الكنيست.
و قالت عضو الكنيست "شارن هسكل" من حزب ليكود إنها تعرضت لاعتداء جنسي على أيدي شخص بالغ اعتمدت عليه عندما كانت شابة صغيرة. كما قالت عضو الكنيست "ميخال بيران"، من كتلة المعسكر الصهيوني، و عضو الكنيست "ميراف بن آري"، من حزب كلنا، أن التحرش الجنسي بحقهما استمر بعد دخولهما الكنيست.
و أوضحت عضو الكنيست "راحيل عزاريا"، من حزب كلنا، أنها تعرضت لتحرش جنسي عندما كانت عضواً في البلدية الإسرائيلية للقدس، و خلال اجتماعات للجنة التخطيط والبناء، و أن التحرش تكرر، فيما كان عضو في البلدية يقول أمامها ملاحظات ذات طابع جنسي. و تحدثت الوزيرة "غيلا غمليئيل" من ليكود، عن تعرضها لتحرش جنسي في حافلة ركاب عندما كانت مجندة.
و قالت احدى عضوات الكنيست أن "كل امرأة تعرضت لتحرّش جنسي في أكثر من مرة، ففي البداية يثير هذا التحرش لدى المرأة الشلل، الإحراج، ويجعلها لا تعلم كيف تتعامل معه" و تضيف "إنها حرب البقاء".
و قالت "غيلا غمليئيل "؛ لقد قلن ما يعرفه الجميع حقاً إنّ ذلك يحدث لجميع النساء، في كل سنّ وفي كل مكان، في المدرسة والشارع والجامعة وسوق العمل". و أضافت عضو الكنيست إنها عندما كانت مراهقة وهاجرت إلى إسرائيل من الاتّحاد السوفياتي كانت هناك فترة لم تستطع فيها الخروج من المنزل من كثرة التحرّشات، حيث في بعض الأحيان كانوا يلمسون شعري ويقترحون علي اقتراحات جنسية، لذلك في مرحلة معينة صبغتُ شعري كي يتوقّفوا عن المسّ بي".
وقالت عضو كنيست أخرى، إنّ أحد أعضاء المجلس اعتاد على توجيه تعليقات جنسية لها أثناء حضور أعضاء المجلس الآخرين، و قالت "لقد عرقلني ذلك جدا في عملي، كيف يمكن التصرّف بطريقة احترافية عندما يعاملونك بهذه الطريقة".
و قالت "يردين ليخترمان"؛ " قد تتعرض المرأة إلى تحرّشات مرات كثيرة أيضًا من أشخاص قريبين، حيث حدث ذلك بعد فترة قصيرة من زواجي. لقد تقرّب مني شخص قريب بطريقة حميمية جدا وتهديدية، وسألني إذا كنت أعيش حياة سعيدة مع زوجي وبينما كان يلمس خدّي. فصرخت في وجهه ‘"ابتعد عنّي!" ودفعته عنّي بالقوة" و أضافت عضو الكنيست من قائمة المعسكر الصهيوني أنها "كانت تلك ببساطة تجربة مثيرة للاشمئزاز".
و قالت احدى أعضاء حزب اليكود الصهيوني وهي غاضبة أن "الشعور بالذنب هو جزء شائع من ردّ الفعل العاطفي لضحايا التحرش والاعتداء الجنسي، حيث كنت صغيرة واعتدى عليّ جنسيا شخص كنت أثق به جدا”. كما قالت عضو الكنيست من حزب الليكود. وقالت انّها عندما أدركتْ أنّ المعتدي عليها مس بشخص آخر أيضا “شعرتُ بمشاعر ذنب هائلة. قلت في نفسي "كان بإمكانك إيقاف ذلك". في نفس اللحظة كسرتُ صمت السنين. شاركتُ تجربتي مع جهة متخصصة من أجل اجتياز هذه التجربة والتغلب عليها".
و تتحدث عضوات الكنيست عن كيف برأيهنّ يمكن إيقاف هذه الظاهرة، من بين أمور أخرى، عن طريق التشريع حيث وفقا لكلامهنّ يجب أن يكون واضحا ولا لبس فيه. ومن جهة أخرى، تقول إحداهنّ "لا توجد أية لائحة اتّهام أو أية دعوى يمكنها أن تحلّ مكان شعور القوة لدى المرأة التي تنجح في إيقاف التحرّش في نفس اللحظة، و يجب أن نقول ببساطة لا، ولا يهمّ من يقف أمامك"، وأضافت أخرى بعزم "في الكثير من المرات يقولون لك تجاهلي ببساطة ولكني أفكر بابنتي في الثالثة عشر من عمرها وأريد أن أتأكد بألا تحدث لها هذه الأمور".