الوقت - مرّة جديدة يكسر المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب، قواعد السلوك السياسي خلال مؤتمر انتخابي له في كاليفورنيا، حيث أطلق اتهامات ضد القاضي الذي يترأس قضية مدنية مقامة ضده، يتهم فيها بفساد مالي.
وتوجه ترامب إلى القاضي جونزالو كورييل، قاضي المحكمة الجزائية الأمريكية، للمقاطعة الجنوبية لولاية كاليفورنيا، بالقول إنه “مكسيكي عدواني عار من الشرف”، مضيفا أنه “لابد أن تسحب منه القضية ويتم التحقيق معه”، ولكنه لم يحدد لماذا يجب التحقيق مع القاضي؟، كما تساءلت غرفة القضاة في ردها على تصريحات المرشح الأمريكي المثير للجدل.
وقالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إن الملياردير والمرشح للرئاسة، أظهر وجها آخر لا تراه أمريكا، وهو وجه “البلطجي” الذي لا يحتمل الضغط، والذي بدأ عندما قاطع ترامب، خطابه أمام اجتماع حاشد في سان دييغو، المدينة التي توجد بها المحكمة التي يترأسها القاضي كورييل، وتقع بالقرب من الحدود المكسيكية، معلنًا عن رغبته في الحديث عن القاضي لدقيقتين، ولكن حديثه استغرق 12 دقيقة مستطردًا في إلقاء الاتهامات والسقطات اللفظية.
وتجمع عدد كبير من المعارضين لخطابات ترامب الداعية لتعزيز الكراهية، مرددين خطابات غاضبة خارج مركز المؤتمرات الذي عقد فيه ملتقى انتخابي، قبل أن يواجههم رجال الشرطة أثناء محاولتهم تخطي الحواجز الأمنية، ووقوع اشتباكات مع مؤيدي المرشح الجمهوري.
ويحاول ترامب الظهور أحيانا بوجهه الآخر الرقيق اللطيف نافيا أن تكون خطاباته تشجع على أي شيء غير السلام والمحبة، قائلا إنه ليس ذنبه أن معارضيه يحولون كلامه إلى الكراهية وتأجيج التوتر، ولكن بعض المنتقدين له يستشهدون بخطابه ضد القاضي، بأنه خطاب لاذع خرج منه علنًا.
وغالبا ما تظهر تصريحات ترامب العلنية عدم تآلفه مع اللاتينيين، فقد سبق وأن طالب ببناء سور حدودي مع المكسيك، حيث وصف المهاجرين المكسيكيين بأنهم مرتكبو جرائم، وحديثه عن القاضي كورييل أنه مكسيكي يجب أن يخجل من نفسه، ومن العار توليه لهذه القضية، مستطردًا: “موعدنا في نوفمبر بعد أن أصبح رئيسًا”.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن المرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب لا يتوقف عن بث شكواه وهجومه على الرغم من الانتصارات التي حققها. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب استغل أول جولة انتخابية كبرى له، وهاجم مجموعة تبدو عشوائية من الناس، الديمقراطيين والجمهوريين، المشهورين والغامضين، ولم يبد أن هناك مكاسب سياسية سيحققها من وراء مهاجمتهم، ولم يكن هناك ما يربط بين أهدافه سوى شيء واحد فقط، وهو أن ترامب يشعر أنهم جميعا أساءوا إليه.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب انتقد الجمهوريين الذين لم يعلنوا مساندتهم له مثل جيب بوش وسوزانا مارتينز حاكمة ولاية نيو ميكسيكو، وميت رومني الذي قال عنه ترامب إنه يسير مثل البطريق، وأشار إلى أن المرشحة الديمقراطية الأوفر حظا هيلاري كلينتون لا تبدو رئيسة، ولاحق أنصارها لاسيما السيناتور إليزابيث وارين التي استمر ترامب في وصفها بـ "بوكاهانتس"، حتى بعدما قيل له إن هذا الوصف عدائي، وسخر من هؤلاء الذين يحتجون ضده، وانتقد الصحفيين الذين يغطون حملة ترشحه.
وقالت واشنطن بوست إن الإهانات والهجمات التي وجهها ترامب لكثيرين كانت سمة ترشحه ورآها أنصاره دليلا على أنه لا يعرف الخوف ومستعد لمهاجمة المؤسسات بدءا من الحزب الجمهوري وحتى الفاتيكان، وخلال معركته على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، كانت هجمات ترامب المحسوبة على خصومه قد ساعدته على إخراجهم من السباق واحدا تلو الآخر.
لكن مع انتهاء السباق التمهيدي، يبدو أن أسلوب ترامب له نتائج عكسية، فلماذا يلاحق السيدتين الوحيدتين الجمهوريتين من الأقليات اللتين توليتا منصب حاكم ولاية، وهما مارتنز وحاكمة ثاوث كارولينا نيكي هالي، في حين أن هناك الكثير من الجمهوريين المنتخبين الذين لم يؤيدوه؟ وما الذي سيستفيده عندما يشوه سمعة موظف سابق وقاضٍ فيدرالي لم يسمع عنهما أي من أنصاره أبدا؟ ولماذا يعلق على صوت هيلاري كلينتون ومظهرها بدلا من سجلها؟