الوقت- كشف مصدر عسكري أمريكي عن زيارة قصيرة أجراها قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال "جوي فوتيل" إلى شمال سوريا، السبت، حيث التقى قوات أمريكية خاصة منتشرة هناك، إضافةً إلى "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية.
وبحسب متحدث باسم القيادة الاميركية في الشرق الاوسط فان "الجنرال فوتيل" التقى القوات الخاصة الاميركية العاملة مع مقاتلين عرب سوريين ومسؤولين في القوات الديمقراطية السورية" وهو تحالف تقودة قوات كردية ويحارب تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.
وقال مصدر عسكري أمريكي إن "فوتيل أمضى 11 ساعة في شمال سوريا، والتقى مسؤولين محليين وقوات أمريكية خاصة منتشرة في سوريا". وصرح فوتيل بعد الزيارة أن " تدريب القوات المحلية لقتال تنظيم داعش هو الخيار الصائب". وأضاف " غادرت وأنا على ثقة عالية من إمكانياتهم وقدرتهم على دعمنا".
محطة "سي. أن. أن."، الأميركية، التي رافقت الجنرال الأميركي في رحلته، في تقريرها، لافتةً إلى أن "الهدف النهائي على الأرض السورية يتمثل في حشد آلاف من المقاتلين العرب لاستعادة الرقة من أيدي التنظيم".
وفي السياق، أفادت تنسيقيات المسلحين بأن مسلحي "داعش" فخّخوا منازل بلدتي تل الصوّان، والغازلي، في ريف الرقة الشمالي، تحسّباً لأي هجومٍ محتمل، في حين هاجم عددٌ من "انغماسيي" التنظيم مواقع لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، وأخرى لـ"السوتورو"، في حي الوسطي، في مدينة القامشلي. كذلك فجّروا سيارة مفخخة في الحي، ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص، وإصابة 20 آخرين.
القيادة المركزية الأمريكية رفضت تقديم تفاصيل عن المكان الذي زاره "فوتيل"، إلا أن زيارة قائد القيادة المركزية الذي كان يتولى حتى مطلع 2016 قيادة مجمل القوات الخاصة الأمريكية، ويعتبر أبرز مسؤول عسكري أمريكي يدخل الأراضي السورية منذ العام 2011، تفتح باب التساؤل عن الأهداف منها في هذا التوقيت بالذات.
في هذا السياق يوضح الكاتب "عبد الباري عطوان" أن الخطة الامريكية الجديدة تقوم على اساس تقدم قوات البشمرغة الكردية المدعومة من قبل قوات امريكية خاصة، الى جانب بعض وحدات الجيش العراقي باتجاه الموصل، بينما تتقدم قوات جيش سورية الديمقراطية الكردية، التي يزيد تعدادها عن 50 الف جندي، نحو الرقة، مما يؤدي الى حصار داعش وقواتها من كل الجهات تمهيدا للقضاء عليها.
ويتسائل الكاتب عن إقتراب نهايى التنظيم الإرهابي الأبرز، ليكتب بعدها: من الصعب الاجابة على هذا السؤال، فالهجوم على الرقة والموصل لم يبدأ بعد، وان كانت الاستعدادات جارية، وفق الخطة التي وضعها الجنرال الامريكي فوتيل، التي ستشرف عليها القوات الامريكية الخاصة ارضا، وطائرات التحالف الامريكي جوا.
ويضيف: هناك ثلاثة اسئلة تطرح نفسها ولا بد من اجابة عليها اذا اردنا التكهن مبدئيا بتطورات هذه الحرب الوشيكة ونتائجها:
الاول: كيف يصل جنرال امريكي، ويحمل هذه الرتبة العالية (الجنرال فوتيل) الى الاراضي السورية، ويجتمع مع قواته الخاصة، واخرى عربية وكردية، دون ان يأخذ اذنا من احد، فهل اصبحت سوريا ارضا مشاعا مفتوحة للجميع؟
ثانيا: ما هو الثمن الذي سيحصل عليه الاكراد، سواء السوريين منهم او العراقيين، مقابل الدخول في هذه الحرب المحورية ضد داعش؟ وهل ستأتي الدولة الكردية الموعودة على انقاض داعش، كليا او جزئيا؟
ثالثا: اين العرب، وحلفاء امريكا خصوصا، مثل قطر والسعودية؟ واين الاتراك؟ وهل هم على علم بهذه السيناريوهات ويشكلون طرفا فيها؟ ام انهم مهمشون كليا مثل "الجيش الحر" وما يسمّى بـ"المعارضة المعتدلة"، على سبيل المثال؟
اذا الطبخة الأمريكية قيد التحضير، ولا ندري إذا ما يريد الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحقيق إنتصار سياسي قبل إنتهاء ولايته الرئاسيّة، إلا أن السؤال الأبرز يتعلّق في مرحلة ما بعد داعش، فهل سنكون أمام "سايكس بيكو2"؟
لا ندري الإجابة الشافية على هذه الأسئلة وكل ما يتعلّق بالزيارة الأمريكية إلى الشمال السوري، إلا أن ما هو مؤكد أن معالمها ستتضح في الأيام القليلة المقبلة، وفي حال حّدّدت ساعة الصفر لعلّنا نكون أمام معارك هي الاقسى من نوعها منذ بدء الحرب السورية، معركة سيدفع الأكراد جزءاً كبيراً من تكاليفها، فهل يحصدون النتائج المرجوّة؟ سؤال آخر يبقى برسم المعارك خاصّة أن التجارب السابقة تؤكد أن واشنطن تترك حلفائها، أو ربّما أتباعها في منتصف الطريق، فهل سيكةن للاكراد حينها طريقاً للعودة؟