الوقت- أنطلقت صباح أمس الأحد، فعاليات المؤتمر الدولي لنصرة الاقصى في طهران، تحت عنوان "كلنا حُماة الأقصى"، بمشاركة ممثلي 40 دولة من الدول الأعضاء ونخبة من الشخصيات السياسية والدينية والإعلامية وذلك، بمناسبة الذكرى السنوية الـ 68 لنكبة فلسطين. فيما أكد الجميع في كلماتهم، على ضرورة أن تكون القضية الفلسطينية، قضية الأمة المركزية. فماذا جاء في أبرز كلمات المؤتمر بالأمس؟
وجه الأمين العام لحزب الله السيد "حسن نصر الله"، نداءاً الى المؤتمر الدولي، أكد فيه أن مشروع "إسرائيل الكبرى" قد سقط وانتهى، ولم يعد للصهاينة أن يزعموا بأن كيانهم من "الفرات" الى "النيل"، لأن هذا المشروع هُزم وسقط بفضل تضحيات المقاومة وصبرها وصمودها. كما دعا السيد نصر الله في رسالته التي قرأها للمؤتمر مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله وومثل الحزب في المؤتمر، الشيخ "علي دعموش"، الى ضرورة استقطاب ما لا يقل عن نصف الأمم الإسلامية من أجل التضامن والوحدة والخروج من الأوضاع المريرة التي تمر بها الأمة الإسلامية في الوقت الراهن. وأشار السيد "نصرالله" الى الدعم الذي يتلقاه الكيان الصهيوني من الأوساط الدولية وخاصة أمريكا والغرب مؤكداً بأن الصراع في الحقيقة ليس بين الكيان الإسرائيلي وفلسطين وانما هو صراع بين الإستكبار والإستعمار العالمي مع كل المنطقة والعالم الأسلامي، لان هذا الكيان يُمثل الخط المتقدم لجبهة الإستكبار ضد جبهة المقاومة والصمود في المنطقة، من خلال الدعم العسكري والمالي والتقني والسياسي والإعلامي الذي تتلقاه تل ابيب للمحافظة على تفوقها وبصفتها ممثلة لهذا الإستكبار في المنطقة.
كما أشار سماحته الى أن جبهة المقاومة والصمود التي تمثلها فلسطين، لم تتلق أي دعم من الأمة والشعوب في المنطقة. في حين ان هذه الحرب هي حرب الإستكبار ضد الأمة الاسلامية ولا بد من أن يتحمل الجميع مسؤولياته والدفاع عن مندوب جبهة المقاومة والصمود المتمثل بفلسطين والشعب الفلسطيني. وأعرب سماحته عن أسفه لأن غالبية الدول العربية والإسلامية وحتى بعض الحركات الدينية والإسلامية تقول بأننا لا نتحمل أي مسؤولية تجاه الأقصى والقدس وأن هذه المسؤولية تقع على عاتق الشعب الفلسطيني فقط، في حين أن الجميع يتحمل المسؤولية الشرعية والدينية تجاه القضية الفلسطينية.
وأكد السيد "نصرالله" على ضرورة بذل كافة الجهود السياسية والثقافية والإعلامية من أجل التأكيد على خطر الأهداف الصهيونية والكيان الاسرائيلي على الشعوب والدول العربية والإسلامية. وأشار الى الخلافات والنزاعات الجارية في العالم الإسلامي ومحاولات الإستكبار إثارة النعرات والفتن الطائفية واستمرار القتال وتبديد الطاقات في المنطقة. كما اقترح السيد "نصر الله" على المجتمعين، أن يقوم الإتحاد الدولي لمنظمات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني، بتشكيل لجنة تشارك فيها كافة الحركات والمجتمعات والطاقات ومراكز الأبحاث والنخبة، من أجل ايجاد حل لمشاكل الأمة الإسلامية والخروج من الأوضاع المريرة التي تمر بها.
من جهةٍ أخرى، أكد رئيس السلطة القضائية في إيران آية الله "صادق آملي لاريجاني" في كلمته، بأن الجمهورية الإسلامية تدعم نضال الشعب الفلسطيني بكل ما لديها من قوة وتدافع عن حقوقه المشروعة. وأضاف رئيس السلطة القضائية، أن القضية الفلسطينية تعتبر القضية المركزية للعالم الاسلامي، لذلك كان الإمام الخميني (رضوان الله عليه) قبل انتصار الثورة وبعدها يدعو الى توحيد صفوف المسلمين والدفاع عن القضية الفلسطينية. وهو الأمر الذي اتخذه مرشد الثورة اليوم سماحة السيد "علي الخامنئي"، معتمداً منهج الإمام الخميني الراحل في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، لأن الدفاع عن هذا الشعب يشكّل أحد أبرز ابعاد الثورة الإسلامية الإيرانية.
كما اشار "لاريجاني" الى التقارب السعودي والإسرائيلي والذي ينتج عنه دعم المنظمات التكفيرية التي تقتل الأبرياء بدون ذنب. مؤكداً على أن الإسلام دين الرحمة والأخلاق والأخوة والمحبة، لكن هذه المنظمات الإرهابية التي تقتل الأبرياء باسم الدفاع عن الدين، تحاول تشويه سمعة الإسلام بمواقفها المتطرفة وقراءاتها الخاطئة للدين الإسلامي.
بدوره أكد حجة الإسلام "محسن قمي"، نائب العلاقات الدولية في مكتب قائد الثورة الاسلامية، خلال كلمته في المؤتمر، على ضرورة أن تبقى القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة الإسلامية. مشيراً الى أن القضية الفلسطينية قبل انتصار الثورة الإسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني(رضوان الله علیه)، كانت قضية منسية ولا يهتم بها أحد، لكن بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران، عادت القضية الفلسطينية للصدارة. مؤكداً استمرار الدعم الايراني للقضية الفلسطينية بعد وفاة الإمام الخميني (رضوان الله علیه) الى يومنا هذا.
من جهتها، أكدت الأمينة العامة للإتحاد الدولي للمنظمات غير الحكومية الداعمة لفلسطين، الدكتورة "زهراء مصطفوي"، أن المسلمين منشغلون بنزاعات طائفية وحروب أهلية تاركين القضية الأساسية وهي القضية الفلسطينية. وأشارت الى أن زعماء بعض الدول الإسلامية يقومون بقمع شعوبهم، بدلاً من الإلتفات الى القضية الفلسطينية التي هي القضية الأساسية للعالم الإسلامي. فيما نجد بعض الحكومات الإسلامية تدعم المنظمات التكفيرية في المنطقة من جهة، وتشن حروبها على الشعب اليمني والبحريني من جهة أخرى، وهذا يعني تنفيذ مخططات الصهاينة في المنطقة.
وأضافت "مصطفوي"، ان الدول الإسلامية هي أمل الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المشروعة وتطهير ارضهم من الصهاينة المحتلين، لكننا اليوم نرى، أن منظمة التعاون الإسلامي لا تهتم بما يحدث في فلسطين، وتغض النظر عن الجرائم التي تمارسها دولة الإحتلال ضد الشعب الفلسطيني. والأغرب من ذلك أننا نرى هذه المنظمة تُصدر قرارات تدين من يحارب الصهاينة كحزب الله اللبناني.
إذن، اجتمعت الكلمات على إدانة التقاعس العربي والإسلامي، لا سيما من الدول التي أصبحت تجد في التعاون مع تل أبيب مصلحةً لها. حيث كان واضحاً توافق الجميع على ضرورة الإستمرار مهما كانت الظروف، دعماً لفلسطين، من بوابة أنها تمثل جوهر الصراع مع الإستكبار العالمي. في وقتٍ غاب عن المؤتمر، وجوهٌ عربية نجدها تتهافت للمؤتمرات الإقتصادية العالمية. وهو الأمر الذي يوضح، وأمام العالم، حجم المؤامرة على القضية الفلسطينية. لكن الهدف من جعلها قضية منسية، لم ولن يتحقق، بفضل وعي وجهود محور المقاومة. فيما يمكن اختصار رسالة المؤتمر الدولي لنصرة الأقصى، بأنها تأكيدٌ على أن فلسطين كانت وستبقى القضية المركزية.