الوقت - إرتكبت جماعات إرهابية الخميس الماضي، مجزرة مروعة ضد أهالي قرية "الزارة" بريف حماه الجنوبي، راح ضحيتها المئات من سكانها بين شهيد وجريح ومخطوف.
وإستغل الإرهابيون الهدنة لينفذوا هذه الجريمة في خرق واضح لـوقف إطلاق النار وسط صمت دولي مريب.
وذكرت مصادر أمنية أن جماعات إرهابية عديدة يطلق عليها الغرب إسم "معارضة معتدلة" مثل "جبهة النصرة" و"أهل السنة" و"أجناد السنة" هاجمت بشكل وحشي قرية الزارة التي تقع جنوب محافظة حماه فجر الخميس الماضي، 12 مايو/ أيار.
ووفق شهود عيان إنطلق هجوم الإرهابيين من الجنوب بالقرب من الرستن ومن الجنوب الغربي من قرية "حر بنفسه" والتي تعد قاعدة للإرهابيين في الحدود مع بلدة الرستن وبحيرتها التي تمثل قاعدة لإرهابيي "جبهة النصرة" بريف حمص الشمالي، أي إن الهجوم إستهدف الجهتين الغربية والجنوبية للقرية.
وتحدثت المصادر عن الأعداد التقريبية للمجزرة، حيث أشارت إلى أن أكثر من 180 من الأطفال والنساء وكبار السن راحوا ضحية المجزرة فيما كان غالبية رجال القرية يقاتلون في صفوف الجيش السوري في محيط القرية وأرياف حماه، ومن كان داخل القرية تم ذبحه ورميه داخل البحيرة. كما تم خطف حوالي 120 شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء إلى جهة مجهولة، وربما تم إقتيادهم إلى معاقل الإرهابيين في الرستن وتلبيسة بحسب شهادات ناجين. وأكدت المصادر أن بعض أهالي القرية تمكنوا من الفرار خارج القرية، وتم إسكانهم في مناطق تقع تحت سيطرة القوات السورية.
وأكد عدد من أهالي القرية من الذين نجوا من المجزرة أن عناصر من الإرهابيين هاجموا القرية وقتلوا النساء والأطفال في المنازل والطرقات. وقال أحد الناجين إن الجماعات الإرهابية تسللت إلى القرية فجراً بينما كان أهلها نائمين وداهمت المنازل وقتلت الأطفال والنساء والشيوخ، مضيفاً أن الإرهابيين قتلوا والدته وخالته وأسروا خاله وقتلوا أولاده.
وأشار إلى وجود عناصر أجنبية بين الإرهابيين إستخدموا رشاشات (بي كي سي) وقناصات ليزرية وقذائف (آر بي جي) أطلقوها على البيوت ثم دخلوا وقتلوا الأهالي. وقدّر ناجٍ آخر عدد العائلات المفقودة بعشر عائلات، مبيناً أن الإرهابيين قاموا بقتل بعض من خطفوهم مباشرة، فيما أشار آخر إلى أن عناصر من تلك المجموعات قامت أيضاً بتدمير بيوت في القرية وسلب ونهب منازل المواطنين وممتلكاتهم.
في هذه الأثناء ذكرت مصادر ميدانية أن القوات السورية مازالت تقاتل الجماعات الإرهابية في منطقة قريبة من قرية الزارة التي تقع قرب طريق رئيسي يربط بين مدينتي حمص وحماه. وأشارت هذه المصادر إلى مقتل عدد من إرهابيي "جبهة النصرة"، حيث تنفذ طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر غارات جوية على هذه المنطقة.
ودانت الحكومة السورية المجزرة الإرهابية التي وصفها رئيس الحكومة وائل الحلقي بأنها جريمة وحشية بحق العالم أجمع، وعلى المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب الشعب السوري في محاربة الإرهاب والتحرك مباشرة لكبح جماح الدول الداعمة له بالمال والسلاح وفي مقدمتها قطر والسعودية وتركيا.
وذكر الحلقي في بيان أن الهجوم على الزارة جاء كمحاولة لرفع معنويات التنظيمات الإرهابية والتشويش على بطولات الجيش السوري في حربه على الإرهاب التكفيري.
وجدد الحلقي ثقته بإنتصار الشعب السوري على الإرهاب بفضل جيشه ووقوف الدول الصديقة إلى جانبه، مجدداً التأكيد على أن الأعمال الإرهابية لن تثني السوريين عن متابعة عملية إعادة البناء والإعمار وإنجاز المصالحات الوطنية.
وأثارت الجريمة إستياءً في الأوساط السورية والإقليمية والدولية، مطالبة بوضع حد لمثل هذه الأفعال الإرهابية ومحاسبة المسؤول عن الجرائم الطائفية. وأكد روّاد في مواقع التواصل الإجتماعي أن المجزرة يتحمل مسؤوليتها من يعتبر هذه الجماعات معتدلة ويتحدث عن مصالحات مع هؤلاء القتلة.
من جانبها وجّهت وزارة الخارجية السورية رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" ورئيس مجلس الأمن الدولي بشأن المجزرة، مشيرة إلى أن إرتكاب التنظيمات الإرهابية لهذه الجريمة المروعة يتسق مع سلسلة الإعتداءات والهجمات الإرهابية المنظمة التي تستهدف العديد من المدن السورية والتي تنفذ بأوامر مباشرة من أنظمة التطرف والتعصب في كل من الرياض وأنقرة والدوحة لغرض تقويض الجهود الرامية إلى حقن دماء الشعب السوري وإفشال محادثات جنيف.
وطالبت الخارجية السورية مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بإدانة هذه المجزرة الإرهابية واتخاذ إجراءات رادعة وفورية وعقابية بحق الدول والأنظمة الداعمة والممولة للإرهاب.
وقرية الزارة يسكنها سوريون من الطائفة العلوية، وهي تتبع ناحية "حر بنفسه" في منطقة مركز حماه بمحافظة حماه، ويبلغ عدد سكانها 930 نسمة حسب إحصاء عام 2004.
وهذه ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها الجماعات الإرهابية مجزرة في قرية الزارة المنكوبة، إذ سبق وأن حررها الجيش السوري عام 2014 بعد أن دخلتها "جبهة النصرة" وإرتكبت فيها مجازر وحشية.
يذكر ﺃﻥ المنطقة الممتدة ﻣﻦ قرية "ﺣر ﺑﻨﻔﺴﻪ" ﻭ"دير الفراديس" ﻭﺻولاً ﺇﻟﻰ ﻗرﻳﺔ ﺍﻟزﺍﺭﺓ ﺷﻬدﺕ هدنة ﻗﻀت ﺑﺘوﻗف ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜرﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨطﻘﺔ لدخول المساعدات الإنسانية إﻟﻰ ﺭﻳف ﺣﻤص ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ.