الوقت - ينظم كل عام وقبل أشهر من موسم الحج اجراءات يتم فيها دعوة جميع المسؤولين عن شؤون الحج في الدول العربية والاسلامية الى السعودية بهدف مناقشة ترتيبات شؤون حجاجهم للعام الحالي، فما الذي جرى هذه السنة حتى صرح الجانب الايراني ان آلية الحج لهذه السنة متعذرة على الايرانيين، وان اداء الحج غير واجب عند الشعور بالخطر؟ قبل التعرض للوقائع التي جرت خلال الاشهر القليلة الماضية وما اضيف اليها مؤخراً عند تواجد رئيس منظمة الحج والزيارة الايرانية سعيد اوحدي على الاراضي السعودية، ينبغي الاشارة الى ان الجانب الايراني لا زال مستمراً بمساعيه لايجاد آلية مناسبة تتيح اداء الايرانيين لفريضة الحج هذا العام، هذه المساعي هي ما صرح به اوحدي عن عرضها على الجانب السعودي في اجتماع جرى ما بين الخميس الى السبت لسلسلة آليات ممكنة، وتقرر ان يقدم الجانب السعودي الجواب النهائي حول هذا الموضوع لاحقاً.
الأولوية لأمن الحجاج
تتكرر في كل عام من موسم الحج مأساة يروح ضحيتها الآلاف مع غياب التحقيق من جهة والعمل على ايجاد آلية تضمن عدم تكرار ذلك من جهة اخرى، ففي العام الماضي وقعت فاجعة منى والتي راح ضحيتها نتيجة سوء ادارة مسؤولي السلطات السعودية اكثر من 7 الاف حاج من الدول الاسلامية بلباس الاحرام وفي اول ايام عيد الاضحى المبارك، كان منهم 500 حاج ايراني وفق اقل التقديرات. هذا وفي الاعوام السابقة ايضاً وقعت حوادث مشابهة، منها على سبيل المثال لا الحصر في العام 1987 حيث سقط 400 شهيد حاج ايراني بالإضافة الى شهداء من دول اسلامية اخرى بسبب انهم نظموا مراسم البراءة من الكفار وهو ما كان بالتنسيق مع السلطات السعودية وبترخيص منها.
السلسلة في ذلك تطول ومؤرشفة، وبعد كل فاجعة تعلن السلطات السعودية عن تشكيل لجنة للتحقيق من دون ان تقدم اي تقرير يتضمن شرح الاسباب ويحدد المسؤولين، ومن دون اتخاذ الاجراءات اللازمة التي تسمح بعدم تكرارها، ولهذا فرض هذا العام ضرورة ان يبحث الجانب الايراني في سلة اولوياته ضمان امن الحجاج، وهو ما لم يقابل بالإيجاب من الجانب السعودي ولم تعطى الضمانات.
سلوك غير لائق وعرقلة لتضييع الوقت
يتحدث الجانب الايراني عن انهم فقدوا الوقت، فهم سعوا منذ 4 اشهر لتسوية شؤون الحج لكن الجانب السعودي واجههم بوضع العراقيل والقيود، حتى ان تأشيرة دخول الوفد الايراني تأخرت شهرين. هذا ويتحدث رئيس منظمة الحج الايراني اوحدي عن انه تعرض والوفد المرافق له لمشاكل عديدة عندما توجه الى السعودية، منها الاحتقار والتهديد وبصمات الأصابع وتفتيش حقائبه رغم حيازته على جواز سفر سياسي. هذا وعن الجلسات الاربع التي عقدها مع وزير الحج السعودي يقول اوحدي إن سلوكهم كان غير لائق.
التأشيرة من بلد ثالث وعراقيل أخرى... ضغط سياسي من بوابة الحج
لم يوافق الجانب السعودي على مقترحات الجانب الايراني بشأن التأشيرة والنقل الجوي وتوفير أمن الحجاج، فيرى الجانب السعودي ان على الحجاج الإيرانيين التوجه إلى بلد ثالث للحصول على التأشيرة. كما ورفضت منح تصريح لشركة الطيران الايرانية لنقل الحجاج الى مطار جدة الدولي، مثلما كان عليه الحال في كل السنوات السابقة.
كما ويمنع عليهم اقامة مراسمهم وشعائرهم الدينية كإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر. فالسعودية وفق مراقبين تحاول الضغط على الجانب الايراني لتقديم تنازلات سياسية من بوابة الحج، وهو امر لا يجوز مطلقا، لان اداء فريضة الحج، وزيارة الاماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، يجب ان تتم دون عوائق لانها فريضة على المسلمين جميعا. تأمين اداء فريضة الحج بأجواء مستقرة فريضة على المتابعين لشؤونها، وبالتالي لا يمكن السكوت عن الحوادث المأساوية التي باتت تتكرر في موسم الحج، عاما بعد عام بسبب انعدام الكفاءة والاهمال والتسيب، لان ضحايا هذا الاهمال وسوء الادارة من دول اسلامية عديدة من حقها ان تحرص على امن وسلامة حجاجها.