الوقت- أكّد رئيس وفد الحكومة السورية في مفاوضات السلام بشار الجعفري أن الحكومة السورية لا ترى مشكلة في مقاطعة الهيئة العليا للمفاوضات لأنهم ليسوا الممثلين الوحيدين للمعارضة.
وقال الجعفري في تصريح لوكالة أنباء رويترز اليوم الثلاثاء إن المحادثات في جنيف يمكن أن تستمر مع فصائل معارضة أخرى رغم إعلان الهيئة العليا للمفاوضات المدعومة من السعودية تعليق مشاركتها، وأضاف: إن المعارضة ليست حكرا على الهيئة العليا للمفاوضات التي تشكلت في السعودية.
وتابع رئيس وفد الحكومة السورية في مفاوضات جنيف "إذا كانوا يريدون المقاطعة يمكنهم ذلك. لن يكون هذا مشكلة كبيرة بالنسبة لنا لأنهم ليسوا الممثلين الوحيدين للمعارضة السورية."
وأعلنت الهيئة التي تضم طيفا واسعا من العناصر السياسية والعسكرية يوم الاثنين تأجيل المفاوضات الرسمية لأجل غير مسمى.
وقالت الهيئة إن الهدنة الهشة انتهت عمليا بعد تصاعد أعمال العنف وعدم تحقيق أي تقدم على صعيد تسليم المساعدات الإنسانية وألقت باللائمة على معسكر الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الجعفري "الحجج التي تسوقها الجماعة (المدعومة من) السعودية غير مقنعة."
وتشمل جماعات المعارضة الأخرى "منبر موسكو-الأستانة" و"مؤتمر القاهرة" وهما طرفان استشارتهما الأمم المتحدة خلال المباحثات غير المباشرة لكنها لا تعطيهما نفس الأهمية التي تعطيها للهيئة العليا للمفاوضات.
وقال الجعفري "الجماعات الأخرى لا تقيم (الأحداث على الأرض) بنفس الشكل ولهذا السبب ستتواصل المباحثات بكل سلاسة ممكنة."
واتهم رئيس وفد الحكومة السورية الهيئة العليا للمفاوضات بافتعال المشاكل منذ بداية العملية وبالتهديد بتعليق التفاوض أو تأجيله لأنها تنتظر التعليمات من داعميها في السعودية وتركيا وقطر.
وأضاف الجعفري وهو مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة "هذه مماطلة سياسية كما تسمونها بلغة الأمم المتحدة. إنهم يماطلون بغرض نسف المفاوضات برمتها."
العناصر "المتشددة الإرهابية" داخل الهيئة العليا للمفاوضات تهيمن على آلية اتخاذ القرار
وفي رده على تأكيدات الهيئة العليا للمفاوضات وقوى غربية بأن تصرفات الحكومة السورية هي السبب في انهيار المفاوضات أشار الجعفري لدعوات صدرت عن قادة من المعارضة المسلحة في جنيف دعوا فيها لمهاجمة الجيش السوري معتبرا ذلك سببا للانهيار.
وقال "من يشتكون من أن الحكومة السورية تفعل هذا وذاك هم من تسببوا في ذلك" مضيفا أن العناصر "المتشددة الإرهابية" داخل الهيئة العليا للمفاوضات تهيمن على آلية اتخاذ القرار.
وتابع: "اتفاق وقف الأعمال القتالية ثابت. الاتفاق قائم ولا توجد أي شكاوى" مضيفا أن القتال المتصاعد إنما هو "ضد الإرهابيين."
ولدى سؤاله إن كان ينبغي مناقشة مستقبل الأسد في المباحثات كرر الجعفري أن الشعب السوري وحده هو الذي يستطيع أن يتخذ قرارا بهذا الصدد وقال إن أي شيء آخر سيكون غير قانوني.
وتابع "الشعب السوري لا يختار رئيس أمريكا أو فرنسا. هذا ليس شأننا. لسنا نحن من يقرر من يشغل منصب البابا.