الوقت- المشهد الامني في البصرة ثغرالعراق وبسمة الحاضر والماضي وهي تتعرض إلى منعطف وتطور خطير يمس تاريخ ابنائه المعروفين بتضحياتهم وبالخير والعطاء ويحمل حقداً مقيتا يظهر جلياً وواضحا من قبل الحاقدين على العراق والمدعومين من اجندات خارجية لاسكات اصوات الحق والداعين الى الخير، وبذلك يدق على اسفين التفرقة والفتنة بين ابناء الوطن الواحد...
أن اليقضة والحذر من العوامل المؤثرة لكشف مثيري الحقد الطائفي ومرتكبي الجريمة التي تخلق الخوف والرعب وفضح الذين تلطخت ايديهم بدماء ابناء الشعب العراقي من كل طوائفه خلال السنوات الماضية والتي عادت من جديد محاولة الانتقام و خلط الأوراق وبث الفرقة وزعزعة الامن بين افراده وجاءت لتزرع النزاعات والفتنة الطائفية بين اقلياته و دياناته ومذاهبه المتعددة المتآخية والتي فشلت في بث سمومها بين المواطنين مدى التاريخ و خلال القرون الماضية.
الارهاب اليوم يستهدف أبناء البصرة من خلال اغتيال علماء الدين ورموزه العلمية وشخصياته الاجتماعية من ابناء السُنة في هذه المحافظة الآمنة لإشعال فتنةٍ طائفية وإرسال رسالة إجرامية تُستغَل من ضعاف النفوس ولتأليب الرأي العام على رمز وحدة الوطن وهي القوات المسلحة من الجيش ورجال الامن الساهرين كل من موقعه لحماية الامن الداخلي والحشد الشعبي الذي يقف ليدافع عن الاعراض والممتلكات ويقدم التضحيات الجسام على هذا الطريق النبيل وما الانتصارات التي تتحقق اليوم في ساحات القتال والتي ارعبت اعداء العراق حيث تشارك فيها اطيافه المتنوعة ماهي إلا نواقيس خطر تدك مضاجع الارهاب ومن يقف الى جنبه من السياسيين المأجورين داخل العملية السياسية وخارجها. والتي انكشفت اوراقهم وهو ما يقلق ايضاً بعض الاطراف الخبيثة الاخرى والتي تتصيد في الماء العكر.
كما أن هذه المحاولات تأتي في ظل ظروفٍ تقتضي من جميع افراد الشعب العراقي تكثيف الجهود المشتركة من اجل التعامل معها بدقة متناهية لتجاوز المرحلة الراهنة التي يمر بها و يعيشُها العراق، وتحديات خطيرةٍ وعصيبة وحربٍ ضروسٍ تخوضها القوات الأمنية لمقاتلة عصابات داعش المجرمة والإرهابية، وفي وقت تُحقق فيه هذه القوات الانتصارات تلو الانتصارات الكبيرة في مناطق المواجهة في الضلوعية وتكريت والرمادي ونينوى وديالى التي اربكت الطائفيين على اثرها نرى وقوع مثل هذه الافعال – قتل علماء السنة - الشنيعة ترتكبها قوى حاقدة لاتريد الخير للانسانية والصلاح للامة. فعلى اهل البصرة العزيزة ضبط النفس وعدم الانجرار خلف مخططات هدفها الاقتتال وايقاف التطور وخاصة على المستوى الإقتصادي والأمني والذي تنتظره المحافظة بعد اقرار قانون رقم 21 والقاضي باعطاء صلاحيات جديدة اوسع لمجالس المحافظات، وفي مسعى من الإرهاب لإحداث البلبلة وإيصال رسالة مفادها أن البصرة غيرمستقرة.
وعليهم الحرص على حاضر ومستقبل العراق لكي يزدهر وينعم فيه المواطنون بالحقوق المتساوية والحريات ويتطلـب عدم الانسياق وراء إجراءات آنية تبدو في ظاهرها مكاسب سياسية طارئة في حين هي في العمق تـزلزل الثقة وهو مايريده اعداء التاريخ والحضارة، لنسف المشتركات، وتحطيم مبررات الحوار المثمر والبنـاء على أسس الشراكة، ورعاية المصالح العليا للبلاد.
ان الحاجة الماسة لبعث رسالة المحبة، والثقة إلى الجماهير المتواجدة في كل مكان واجب كل انسان محب لوحدة وطنه وشعبه وحريص على إقامة علاقات إيجابيّة بين مكونات شعب العراق انسجاماً مع توجهات الحكومة العراقية الحالية في الانفتاح على دول المنطقة ولغرض تحريك عجلة البناء والتي تعمل الحكومة العمل عليها من خلال العلاقات الجديدة ...هذه الممارسات بحق قيادات وطنية تتصف بالاعتدال، وتلتزم بالمنهج السلمي في تحقيق المطالب العادلة لأغلبية الشعب العراقي وفي التصدي للارهاب، والفساد، والتهميش ومثل هذه ممارسات تفتقد إلى الحكمة، وتعرض المصالح العليا للبلاد، والسلم الاجتماعي إلى مجازفة حقيقية.
الاطراف الخبيثة التي اقسمت على اباحة الدم العراقي الذي عبر عن نفسه في التماسك المدهش للمجتمع العراقي ومكوناته ومحافظته على وحدته، رغم كل الجرائم التي ارتكبت وكانت من البشاعة والخسة بحيث انها كانت كافية لتقسيم أي بلد اخر غير العراق.
ان هذه البنية الاجتماعية والسكانية المنسجمة، رغم الاختلافات الاثنية والدينية اذهلت العالم اجمع واثبتت قدرته للوقوف امام كل العواصف والمؤامرات التي تحاول الاطاحة بوحدته وانسجامه الاجتماعي وهو الحصن المنيع الذي لايمكن اختراقه بسهولة.
ان جميع قوى الحرية والديمقراطية على مختلف اتجاهاتها والمرجعيات الدينية الشريفة مدعوة لادانة مثل هذه الجرائم البشعة بحق ابناء العراق الابرياء والعمل الجاد والفعال لمعاقبة فاعليها وذلك بالسعي المكثف والحثيث للضغط على الجهات المختصة للقبض عليهم وتقديمهم امام الاجهزة القضائية لينالوا عقابهم العادل، وللقضاء على هذه الظاهرة الفتاكة لغرض عدم تكرارها لانها تمثل اعتداء سافرا على حقوق الانسان وادميته وحفاظاعلى القيم والحضارية الانسانية.