الوقت- أصدر الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي، مساء أمس الأحد، قراراً بإقالة خالد بحاح من منصبي رئيس الوزراء ونائب الرئيس بعد صراع طويل بين الأول، المحسوب على السعودي، والاخير المحسوب على الإمارات.
هادي أرفق قراره الجديد الذي يأتي قبل نحو أسبوعين على جولة المفاوضات الجديدة بين الأطراف اليمنية في الكويت برعاية الأمم المتحدة، أرفقه بقرارين آخرين الأول تعيين اللواء علي محسن صالح الأحمر نائباً لرئيس الجمهورية بدلاً من بحاح، وأحمد عبيد بن دغر رئيساً لمجلس الوزراء، مع استمرار أعضاء الحكومة في أداء مهامهم وفقاً لقرار تعيينهم.
من هو بن دغر؟
أحمد عبيد بن دغر هو العضو القيادي السابق في الحزب الاشتراكي اليمني، كذلك شغل منصب رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية في حزب المؤتمر الشعبي العام، وكان أحد المقربين من الرئيس السابق علي عبد الله صالح قبل أن ينشق عنه العام الماضي.
شغل أحمد عبيد بن دغر منصب وزير الاتصالات في حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة التي شكلها هادي في العام 2011. وفي منتصف العام 2014، صدر قرار جمهوري بتعيين بن دغر نائبا لرئيس الوزراء في حكومة باسندوة بالإضافة إلى منصب وزير الاتصالات. وفي العام 2015 عين الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي بن دغر مستشارا لرئيس الجمهورية.
وقال مصدر مقرب من هادي، إن تعيين بن دغر إشارة إلى عزم تحالف العدوان على استيعاب حزب المؤتمر ذي الثقل السياسي في البلاد، بدون الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
من هو علي محسن الأحمر؟
تربط اللواء الأحمر علاقة قوية مع الرياض، ويعد المسؤول الرئيسي عن الحروب الـ6 التي خاضها الجيش اليمني ضد حركة أنصار الله منذ العام 2004 وحتى العام 2009.
وكان علي محسن الأحمر كان حتى العام 2014 قائدا للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية وللفرقة الأولى المدرعة، وكان يعد الرجل الثاني في اليمن بعد الرئيس السابق علي عبد الله صالح. ثم بدأت الخلافات بين الأحمر والرئيس السابق علي عبد الله صالح في العام 2011، وخاضت قواته معارك عدة مع الحرس الجمهوري التابع للرئيس انتهت بتوقيع المبادرة الخليجية في العام 2012. ثم عين لاحقا مستشارا للرئيس عبد ربه منصور هادي. وكان الرئيس اليمني المستقيل والفار إلى السعودية عبد ربه منصور هادي أصدر قرارا جمهوريا في 22 فبراير/شباط من العام الجاري بتعيين علي محسن الأحمر نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية.
أبرز الأسباب
رغم التوترات التي حصلت بين هادي وبحّاح منذ بدء العدوان على اليمن، إلا أن قرار هادي الذي ردّه لـ"الإخفاق الذي رافق أداء الحكومة خلال الفترة الماضية"، يكشف حجم الصراع الدائر بين السعودية والإمارات، بعد عدة عمليات اغتيال وتفجيرات في محافظة عدن قام بها عملاء كل طرف ضد الآخر. يضيف هادي في قراره قائلاً: جاء القرار نتيجة للإخفاق الذي رافق أداء الحكومة خلال الفترة الماضية في المجالات الاقتصادية والخدمية والأمنية".
يكشف القرار، الذي جاء بقرار سعودي وفق مصادر يمنية، محاولات عملاء المملكة وعلى رأسهم هادي ومن معه من المسؤولين الفارين إفشال أي جهود أممية أو أقليمية تهدف لتحقيق السلام من خلال تعيينه الجنرال علي محسن الأحمر نائباً له. هادي حاول القيام بضربة إستباقية قبل مفاوضات الكويت بتعيين الأحمر نائباً له في حال أصرت القوى الوطنية على إزاحة هادي من المشهد السياسي. بعبارة آخرى، يسعى هادي الذي يعلم مسبقاً أن القوى الوطنية اليمنية لا تقبل ببقائه في المشهد، يسعى لتخيير القوى يمنية، سياسيّة كانت أم عسكرية، بينه وبين الأحمر المرفوض مسبقاً، وهو ما يعني أن ما دفعه للقرار هو الخشية من مغادرة المشهد في حال تم التوافق سيما في مؤتمر الكويت .
في السياق ذاته، تلفت بعض المصادرالى أن من مصلحة هادي أن يكون الفريق علي محسن نائبا له لأن ذلك سيجعل الكثير من الناقمين على هادي يتمسكون به ليس حبا فيه ولكن خشية من أن يصبح علي محسن رئيسا للجمهورية.
في المقابل، ردّ بحاح عبر مواقع التواصل الإجتماعي على قرار الإقالة، فقد قال رئيس الحكومة المُقال والذي زار مؤخراً الامارات وهدد بعدم العودة إلى الرياض: كنا حاضرين حينما توارى الكثير عن المشهد والتاريخ سيحفظ كل ذلك. وأضاف: ي الظروف الإعتيادية تعترض المسيرة تحديات وصعوبات، ناهيك عن الظروف الإستثنائية والصعبة، لكن أمام النوايا الصادقة والرغبة الحقيقية لفعل شئ من أجل الوطن.. تهون المصاعب ونتجلد جميعا أمام الشدائد، وعلى القافلة أن تسير
وتابع قائلاً: حين يكون الرئيس مغرم بالكلمات ولايستطيع ترجمتها إلى الأفعال تحدث الإنتكاسات في الإتباع والإنكسار في الميدان
لا شك أن موقف بحاح الفعلي وتداعيات الإقالة لن تظهر سريعاً، لاسيّما أن أي موقف معادي للسعودي يعني إحتراق أوراقه من الجانب السعودي، تماماً كما هو الحال اليوم من قبل اليمنيين. إن موقف بحاح المقبل سيترك أثراً واضحاً على بعض المحافظات لاسيّما عدن حيث أن بحاح له حضوره وإرتباطاته الاقليمية والدولية .