الوقت- تبلورت بذرة الشر في داخل الذات البشرية منذ الازل وقد يكون اللاوعي بحسب العالم فرويد هو مصدر العدوانية والشر لعلاقة الانسان مع مايخفيه فتكون لديه الحاجة لمعادة الاخر واشباع الرغبة بالتلذذ بايذاء الاخر ولاغروة ان الايمان اليقيني بالافكار الشريرة والسلبية هو المحرض الاول على الحرب ومتعلقاته كالعدوان والاعتداء والقتل .
لهذا ترى ان الشر صار غمامة سوداء على رؤوس عموم السوريين وهكذا صارت المنظمات الدولية تترك هذا الشعب يذبح ويموت وخلوا الساحة من الدور الانساني للعرب واحترقت الكثير من اوراقهم ورهاناتهم الخاطئة بعد ان ركبت موجة داعش ولم تستلم الجرة بل انكسرت على رؤوسهم وقد زاد عدد النازحين يوماً بعد يوم حيث بلغ اكثر من ثلاثة ملايين لاجئ والذين يتوافدون على الدول المجاورة واصبحت كارثة انسانية وسياسية لايمكن تخفيف حدتها حتى اذا فتحت اوروبا ابوابها لهم .
وسجلت مفوضية اللاجئين في الدول المجاورة الاربعة لسورية ، العراق والاردن ولبنان وتركيا بشكل رسمي اكثر من 000/200/2 مليون وهنالك مئات الاف يعيشون خارج الحدود السورية دون مساعدة وتعتبر هذه الازمة الاضخم منذ الحرب العالمية الثانية وقد ناشدت الكثير من المنظمات الدولية للاعتراف بالازمة الاستثنائية التي افرزتها الحرب المفروضة على سوريا. ان الاستجابة لمتطلبات النازحين تتطلب موقفاً دولياً جاداً ازاء معاناة الملايين من العالقين من جراء الاعتداءات الارهابية ويحتاج الى عمل دائم لغرض حمايتهم وهو موقف مازالت المنظمات الدولية قاصرة في اتخاذ الاجراءات الممكنة واهمها توجيه رسالة واضحة لهذه العصابات المجرمة بوجوب احترام ادنى معايير حقوق الانسان والالتزام بالكف عن استهداف المدنيين من اجل تجويع السكان مما يشكل عقاباً جماعياً لارضاخهم بالتعاون معهم.
وقد استقبلت البلدان المجاورة العدد الاكبر من اللاجئين بينما وافقت دول من خارج المنطقة على قبول اقل من 3 بالمئة من اجمالي عدد هؤلاء ولاتزال مستمرة حتى الان بقبولهم تحت شروط تعجيزية وضاغطة. وتصل هذه العوائل في حالة مروعة ومنهكة وخائفة يرثى لها وقد تبددت مذخراتهم وهناك غالبية قد ظلوا في حال الفرار منذ البدابة ولايعرف لهم اثر وهم قد يتخفون بين القرى او يتعرضون للقتل اوالاغتصاب بالنسبة للفتيات او النساء.اللاجئون السوريون يمثلون الان اكبر مجموعة في العالم تم اجبارهم لمغادرة اراضيهم بعد اللاجئين الفلسطينيين في الصراع الممتد مع اسرائيل منذ عشرات السنين , وبالرغم من حجم ازمة اللاجئين فأن المجتمع الدولي فشل فشلاً ذريعاً في دعم هؤلاء البشر او الدول الاساسية التي استقبلت العدد الاكبر منهم . وقد عجزت الامم المتحدة عن تقديم مساعدات لم تزد عن 50% من اجمالي العام ويرتفع ببطئ وقد حددت المفوضية السامية هدفاً لتائمين 000/30 مكاناً للاجئين السوريين لدواع انسانية اوغيرها من اشكال القبول .
وقد فشلت الاتحادية الاوروبية في توفير الرعاية والاماكن لاعادة التوطين ولو بصورة مؤقتة ولايمثل شيئاً اذا ما قيست بالاعداد منهم . اما مجلس التعاون للخليج الفارسي فلم يقدم اي فرصة من اجل ايواء واهلية للدخول الى بلدانهم لحسابات معروفة بعيداً عن الاعتبارات الانسانية لهؤلاء اللاجئين ولامور خاصة وسياسية ولم تعرض لاستقبال اي لاجئ سوري كما ان الحكومات التي كانت من ابرز الداعمين للتدخل العسكري في سوريا اكثر برودة من حيث تقديم فرص لاستقبال للبعض منهم لابل كانت ملاذاً للمجموعات التكفيرية التي تحارب ضد النظام السوري مثل المملكة المتحدة وقطر والسعودية وتركيا ودول اخرى . وقد تلقت منظمة العفو الدولية تقارير حول عدم السماح لبعض اللاجئين من سوريا من غير الاكراد من دخول كردستان العراق وتم اعادة العشرات منهم قسراً وتلجم حرية التنقل والسفر للعرب مما يحد من قدرتهم على البحث عن العمل والحصول على الخدمات وهو خلاف للقوانيين الدولية لحقوق الانسان ... ويكاد يكون من المستحيل على اللاجئين او طالبي اللجوء وصول اوروبا بطرق قانونية مما يضطرون الى خوض رحلات شاقة خطيرة على حياتهم او الحقيقة مجازفة بواسطة القوارب او غيرها وقد لايصلون الى تلك البلدان لحادث ما بحثاً عن الامان والحماية وسعياً للنجاة من المخمصة وبدء حيات جديدة ولم يتحقق للكثير منهم .
ولم يحصل عشرات من المواطنيين السوريين على المساعدات الطبية داخل الجولان المحتلة وحتى الرعاية اللازمة في المستشفيات داخل الكيان الاسرائيلي ، وحتى من قدم لهم العلاجات تم اعادتهم عبر الحدود الى سوريا وقد وجهت منظمة العفو الدولية كتاباً تحث فيه الكيان ان يسمح لاي شخص فار من الحرب السورية بالاستفادة من اجراءات الحماية والضمانات التي تحول دون اعادتهم قسراً ولكن بالمقابل تسمح للارهابين من تلقي الرعاية ولم تتلق المنظمة اي رد على ذلك مع علمهم بان هؤلاء لم يأتو الى النزهة بل قست عليهم الحرب بعدما انكرت عليهم حقوقهم الاساسية ولم تبق لهم سوى ان يتشبثوا بحقهم في الحياة ورحلات النزوح القسري محفوفة بالمخاطر على الدوام وكثر ممن يفرون من ويلات النزاعات لايصل بهم المطاف الى بر الامان .