الوقت- تواصل السعودية عدوانها على اليمن في ظل أفول ميداني وسياسي وضع الرياض في عنق الزجاجة التي تسعى للخروج منها عبر مفاوضات مباشرة مع حركة أنصار الله التي أكّدت بدورها أنّها لن تساومَ على كرامة أبناء شعبها لحظةً واحدة.
المفاوضات التي كانت محرّمة على وفد الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، باتت اليوم"شرعية" بالنسبة للرياض، فقد أعلنت حركة انصار الله أنها تجري مباحثات مباشرة مع السعودية دون الكشف عن مكانها، وكشفت عن عملية تبادل للأسرى جرت في اليومِ الأول للمباحثات.
وأوضح الناطق الرسمي للحركة محمد عبد السلام في تصريحٍ صحفي أن التفاهمات بين الطرفين قائمة على أساسِ بدء الخطوات وبناء الثقة لوقف العدوان على اليمن بشكل كامل.
وكشف عن عملية تبادل للأسرى جرت في اليومِ الأول للمباحثات، وأضاف أنها كانت خطوة أولى لبناء الثقة وفق معادلة أسيرٍ مقابل سبعة أسرى، فيما أكد رفع نحوِ 70 جثماناً للطرفين من خطوط النار الأولى.
وأضاف: "إن الهدَفَ من هذه التفاهُمات هو الوصولُ إلَـى وقفٍ شاملٍ للحرب، وإن على مراحل، بحيث تكونُ موضحةً ومحددةً، كما أن الهدفَ من هذه التفاهمات هو البدءُ ببعض متطلباتِ الوضع الإنْسَـاني كبحث مِلَــفِّ الأسرى والمفقودين والجثامين".
وأشار إلَى أن ما تم حتى الآن هو تبادُلُ أسيرٍ بسبعة آخرين من الطرف الآخر وبحث ملف الأسرى ومطابقته لما لدى كُلّ طرف، إضَـافَةً إلَـى انتشالِ الجثامين من الخطوط الأمامية للمواجهات والذي ما زال مستمراً حتى اللحظة.
واعتبر ناطقُ أَنْصَـار الله أن هذه القضايا إنْسَـانية وأخلاقية وتحصل في العادة بين كُلّ أطراف القتال، معتقداً أن فتحَ خطوط التواصُــل بين الأطراف المعنية وأَصْحَـاب القرار هو الخطوة الصحيحة لأيّة تفاهُمات ممكنة وقابلة للتطبيق تؤدي بالوضع إلَـى مرحلة الحل الشامل.
وزاد عبدالسلام قائلاً: لقد خُضنا حواراتٍ ولقاءاتٍ كثيرةً لمسنا فيها ضعفَ الموقف الدولي وكذلك موقف الأُمَـم المتحدة في الضغط على الأَطْـرَاف المعتدية لوقف عُـدْوَانها على بلادنا والكفّ عن ذلك، منوهاً إلَـى أن بعضَ الدول تتعاملُ مع الـيَـمَـن كملف ارتزاق، والبعض الآخر ترى في استمرار الحرب فرصةً لها وتحقق لها أهدافاً استراتيجية في أماكنَ أُخْــرَى باستهداف الجميع.
وأكد عبدالسلام بالقول نحن نعرف ماذا نعمل، ونتحرَّكُ بخُطَىً ثابتةٍ، ونطمئن أَبْنَـاء شعبنا اليمَني أننا إنما نتحركُ من أجل وقف الحرب بشكل شامل وَكامل وإحياء العمليّة السياسية بين الأَحْـزَاب والمكونات السياسية"، مشيراً إلَـى أن الطريق ليس معبّداً أَمَـام ذلك، فقد تقف أمامهم العوائق، خَـاصَّـةَ من تُجَّــار الحروب والمرتزقة الذين يَرَوْن في استمرار العُـدْوَان على بلدنا استمراراً للمال والمناصب والمكاسب التي يحصلون عليها.
وواصل عبدالسلام قائلاً: فإن تحقق السلامُ من وراء هذه الخطواتِ كما هو المفترضُ فهذا هو ما نريدُ وإن لم يتحقق فشعبنا الـيَـمَـني وجيشُه ولجانُه الشَّـعْـبية يدُهم على الزناد، ولن نساومَ في كرامة أَبْنَـاء شعبنا الـيَـمَـني لحظةً واحدة، بل أثبتنا بكلِّ صدق أننا قادرون أن نتجهَ نحو السلام العادل والمشرّف، كما نتوجه إلَـى ساحات البطولة والشرَف للدفاع المقدَّس عن كرامة الشَّـعْـب وسيادته واستقلاله.
سياسياً أيضاً، غادر المبعوث الأممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الاحد، بعد زيارة استمرت 3 ايام دون الادلاء باي تصريحات.
وكانت مصادر يمنية، أعلنت أن ولد الشيخ عرض على القوى السياسية في صنعاء هدنة مؤقتة لبدء الحوار اليمني اليمني في الكويت نهاية الشهر الجاري، الامر الذي رفضته القوى السياسية، وقالت إنها لا يمكن أن تعود الى اي حوار إلا بشرط توقف العدوان بشكل نهائي.
التطورات الميدانية
ميدانياً، تمكن الجيش واللجان الشعبية من إستعادة السيطرة على مناطق واسعة غرب مدينة الحزم بمحافظة الجوف.
وأوضح مصدر عسكري لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من تأمين مناطق سوق الأثنين بالمتون ووادي الحجل ومنطقة نقزة في المصلوب ومناطق واسعة غرب مدينة الحزم بعد تسلل مرتزقة العدوان اليها صباح الاحد تحت غطاء جوي كثيف لطيران العدوان السعودي الأميركي.
من جانب اخر شن طيران العداون السعودي غارات استهدفت مناطق سكنية في محافظات صنعاء والجوف وذمار واب، ما أسفر عن تدمير العديد من المنازل والبنى التحتية.
وأفادت مصادر محلية أن طيران العدوان شن منذ ساعات الصباح الاولى عدة غارات استهدفت مناطق مختلفة غرب وشرق العاصمة صنعاء، فيما شن تسع غارات على منازل سكنية ومنشآت مدنية في مديرية المتون ومنطقة المصلوب بالجوف.
في السياق ذاته، أعلنت مصادر يمنية استشهاد 7 مدنيين بينهم طلاب وجرح آخرينَ في غارات لطيران العدوانِ السعودي استهدفت معهداً علمياً وشاحنات في محافظة الجوف شمال اليمن.
العدوان السعودي استهدف ايضاً بغارتين جبل عزان في ذمار، كما شن غارتين استهدفتا جسرا يربط بين محافظتي اب وذمار.
عملية سريّة إسرائيلية
على الصعيد الأمني، كشفت وسائل اعلام تابعة للاحتلال عن عملية سرية ومعقدة نقل خلالها 19 يهوديا من اليمن الى فلسطين المحتلة بالتنسيق مع الاميركان وعبر دولة ثالثة مؤكدة أنهم من آخرِ الرعايا المتبقين في اليمن.
وكشفت وسائل نفسها أن من بين الذين تم نقلهم الحاخام سليمان دهاري وعائلته.
وأفادت الوكالة الاسرائيلية المسؤولة عن هجرة اليهود الى الكيان الاسرائيلي أن عدد اليهود المتبقين في اليمن يبلغ 50 يهودياً، رفضوا الانتقال الى فلسطين المحتلة.
وأحضر حاخام الجالية اليهودية في اليمن، وهو من بين المجموعة، مخطوطة للتوراة يعتقد بأن عمرها ما بين 500 و 600 عام.
يذكر أن الوكالة الاسرائيلية استجلبت آلاف اليهود اليمنيين ضمن عمليات كان أكبرها عامي 49 و50 من القرنِ الماضي وسميت عملية "البساط السحري".