الوقت ـ اصبحت التهديدات الامنية المنبعثة من قبل جماعة داعش وجماعات متطرفة اخری مبعث خوف لكثير من دول المنطقة من ضمنها السعودية والاردن التي لعبتا دورا رئيسيا في دعم هذه الجماعات وتقوية عودها، حيث زار ملك الاردن عبدالله الثاني قبل أيام الملك السعودي عبدالله، في زيارة رسمية تباحث الجانبان خلالها سبل مواجهة الارهاب الذي بات يهدد أمن البلدين.
وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني بأن المباحثات بين عبدالله الثاني والملك السعودي تناولت مستجدات الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية وسُبل تعزيزها في شتی المجالات. واستقبل كبار المسئولين السعوديين من ضمنهم الامير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض والفريق محمد بن سعيد الغامدي قائد المقر الجوي في الرياض، بالاضافة الی جمال الشمايله سفير الاردن في الرياض، استقبلوا الملك الاردني لدی وصوله الی السعودية. حيث جري له استقبال رسمي حضره الملك عبدالله.
ورافق عبدالله الثاني خلال هذه الزيارة كل من فايز الطراونة رئيس الديوان الملكي الاردني وناصر جودة وزير الخارجية وجعفر حسان مدير مكتب الملك عبدالله والفريق الركن مشعل الزبن رئيس الاركان العامة في الجيش الاردني. وأشارت وكالة الانباء الرسمية السعودية الی أن الملك عبدالله ونظيره الاردني عقدوا لقاء رسمي في القصر الملكي. وتشارك الاردن والسعودية بالاضافة الی قطر والبحرين والامارات المتحدة العربية في الحملات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد داعش في الاراضي السورية. حيث كان قد انذر الملك الاردني بان تصبح الحرب ضد داعش، حربا عالمية ثالثة.
ويقول المراقبون أن مشاركة السعودية والاردن في هذه الحرب ضد داعش، جعلت كلا البلدين معرضا لعمليات انتقامية من قبل داعش، واصبحت القيام بهذه العمليات علی يد داعش، مصدر قلق لعمان والرياض. وأوضح بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني لدی عودة عبدالله الثاني الی البلاد بأن القمة الأردنية السعودية جرت في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين قيادتي كلی البلدين وبما يعود بالمصالحة المشتركة لكلی الدولتين. وأشار البيان الی أن عبدالله الثاني والملك عبدالله شددا ـ خلال لقائهما في قصر الملك عبدالله في الرياض ـ على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع آفاقها. واضاف البيان أن العاهل الأردني والملك عبدالله استعرضا مجمل التطورات الإقليمية خصوصا الجهود المبذولة لمواجهة الارهاب والتطرف في المنطقة، حيث تم التأكيد على حرص البلدين على مساندة كل ما من شأنه مكافحة هذا الخطر. كما اشار البيان ان كلی البلدين بحثا قضية التسوية بين الفلسطينيين والكيان الاسرائيلي ومااسماه تحقيق السلام في المنطقة!، في ظل الانتهاكات الواسعة التي يقوم بها هذا الكيان ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. ومن غير المستبعد أن تنفجر ازمة الارهاب داخل الاراضي السعودية والاردنية بعد انهيارها شبه الكامل في العراق وكذلك سوريا بفضل المقاومة الشعبية وتصدي كلی جيشين هذين البلدين لارهاب داعش. ونظرا لهذه المخاوف تسعی الرياض وعمان الی اجراء التنسيق المستمر في مجال مواجهة تطرف داعش المحتمل ضد الاردن والسعودية. كما اكدت مصادر خبرية بان الاردن حصلت علی دعم مالی من قبل الملك السعودي خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها الملك الاردني للرياض، بحجة تمكن عمان من الاستعداد الكافي لمواجهة خطر داعش. من جهة ثانية اكدت تقارير صادرة أن الملك الاردني ونظيره السعودي بحثا خلال هذه الزيارة سبل مواجهة الاخطار الداخلية من ضمنها اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية في كلی البلدين اثر صمت الحكومتين السعودية والاردنية جراء الجرائم البشعة التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها مقتل الوزير «زياد ابوعين» أحد الوزراء الفلسطينيين علی يد القوات الاسرائيلية.
کما بحث عبدالله الثانی مع الملك السعودي الازمة المصرية والاحتجاجات التي تتعرض لها مصر من قبل مؤيدي جماعة الاخوان المسلمين. إذاً فان خطر الارهاب الداعشي بات قاب قوسين او ادنی من السعودية والاردن ودول اخری شاركت في صنعه في بداية الامر ضد الشعب العراقي والسوري واللبناني وها هي هذه الدول الیوم تحاول أن تجد سبيلا للتخلص من هذا الخطر الذي تصعب السيطرة علیه وبات ينتقل من منطقة لاخری خلال وقت قصير. واخيرا يمكن القول أن ملك الاردن زار السعودية ضمن سياسة التبعية التي عرف بها النظام الاردني خلال الاعوام الماضیة في تعاملاته تجاه الرياض. ومن المؤسف أن يربط الملك الاردني مصير شعب الاردن برمته برغبات امراء السعودية لغرض الحصول علی حفنة من الدولارات النفطية. حيث أن النظام الاردني قد باع بذلك سيادة الاردن بثمن بخس مقابل حصوله علی معونات اقتصادية ليس أكثر .