الوقت- أحيت حركة حماس في قطاع غزة الذكرى السابعة والعشرين لانطلاقتها عبر عشرات الفعاليات في مختلف مناطق القطاع بحضور عشرات الآلاف من أنصارها کان ابرزها العرض العسكري الذي جرى يوم الامس .الحرکة أكدت استمرارها بنهج المقاومة وأن مسيرة الجهاد لن تتوقف حتى تحرير كامل فلسطين المحتلة وأن الشعب الفلسطيني سيواصل كل جهوده لامتلاك عناصر القوة التي تمكنه من طرد قوات الاحتلال عن كل أرض فلسطين ورفضها القبول بدولة على حدود عام 67 والاعتراف بالاحتلال الصهيوني.
الرسائل التي حملتها المسيرات الحاشدة التي نظمتها حرکة المقاومة الإسلامية حماس هذه المرة کانت مهمة للغاية خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة وجاء آخرها التهديدات الإسرايلية والتصريحات الأميركية علی لسان جون كيري وزير الخارجية الامريكية حيث دعا الدول العربية الى تكوين تحالف لضرب حماس وحركات المقاومة. حيث أشار النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس یوسف الشرافي إلى أن الحركة قد انتقلت من الحجر إلى أسلحة G80و ..M75 "والقادم بإذن الله سيكون أعظم!" مشدداً على أن هذا الإعداد هو الرد الطبيعي على كل من يتآمر على فلسطين وأن "الرد الجماهيري والشعبي هو رد على الأميركان وعلى كل من يتآمر على القضية الفلسطينية أن كل الشعب الفلسطيني مع خيار الجهاد والمقاومة ليس لحدود الـ67 وإنما لنحرر كل أرضنا كل فلسطين بإذن الله تعالى."
الى ذلك فقد أشاد الناطق باسم حركات المقاومة في غزة أبو عبيدة في خطابه بالامس بدور الجمهورية الاسلامية في دعم حركات المقاومة ووجه الشكر لايران بأنها الشريك الاساسي للشعب الفلسطيني في مقاومته ولها الدور المحوري في محاربة الاحتلال الصهيوني وتقديم كافة أنواع السلاح للمقاومة الفلسطينية وتحديدا الصواريخ المتطورة التي كان لها صولاتها وجولتها في الحرب الاخيرة (العصف الماكول) ونجحت في دك تل ابيب لأول مرة منذ أنشاء دولة الاحتلال مما أثار موجة رعب في صفوف المستوطنين انذاك وأجبرتهم على العيش في الملاجئ أغلب فترة الحرب. وأضاف أبو عبيدة :" إننا إذ أنعم الله علينا بهذا التطور وبالنصر وبإذلال العدو، فلا بد لنا من كلمة شكرٍ لمن سخره الله ليساهم في هذا التطور، مَنْ دعَمَ المقاومة وأدرك شرف مساندتها ونصرِها بالسلاح والعدة، شكراً لكل أولئك من أفرادٍ وجماعات ودول، وعلى رأسهم جمهوريةُ إيرانَ الإسلامية، التي لم تبخل علينا بالمال وبالسلاح وبأمور أخرى، وأمدّتنا في المقاومة بالصواريخ التي دكّت حصون الصهاينة في صولات وجولات مضت مع المحتل، ودعمتنا بالصواريخ النوعية المضادة للدبابات والتي حطمت - بقوة الله تعالى ثم بإيمان مجاهدينا- حطمّت أسطورة الميركافاه الصهيونية."
الى ذلك أكد القيادي في حماس خليل الحية على أن حركة المقاومة الاسلامية ستقوم بتفعيل المقاومة في كل فلسطين، وستبقى غزة صانعة الانتصار وقلعة المقاومة ومفجرة لكل صواعق المقاومة حتى تُحرر فلسطين". وذكر أن القوة التي تعدها حماس هي ضد الاحتلال الإسرائيلي فقط؛ وهي قوة للشعب والفصائل الفلسطينية.
المقاومة الاسلامية تستعرض عضلاتها :
كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بدورها انتهزت فرصة انطلاقتها بالأمس وعرضت فيديو لعملية نفذتها داخل العمق الإسرائيلى فى موقع أبو مطيبق العسكرى "الإسرائيلي" شرق مخيم المغازى وسط القطاع خلال العدوان الإسرائيلى الأخير على القطاع والتى أدت إلى مقتل عدد من جنود الاحتلال.
وأقامت حماس ظهر الأمس عرضا عسكريا كبيرا شارك فيه الالاف من عناصرها المقنعين المدججيين بأنواع الأسلحة المختلفة والتي ظهرت لاول مرة بشكل علني في غزة في اشارة الى مدة جهوزية المقاومة الاسلامية للتصدي لأي عدوان صهيوني محتمل
وشمل العرض العسكري العديد من التخصصات التابعة لكتائب القسام، بمشاركة المئات من عناصر الحركة، الذين انطلقوا من ميناء غزة باتجاه شارع الجلاء.
فيما كشف القسام لأول مرة خلال العرض، بالاضافة الى المدافع القاذفة، صاروخ "R160 " الذي أطلقته كتائب القسام خلال معركة "العصف المأكول" وطال الجيش "الإسرائيلي" في حيفا، وكان ذلك لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية.
كما ظهر خلال العرض صاروخ قسام جديد كتب عليه علامة "؟" في اشارة الى المفاجئات التي في جعبة المقاومة الاسلامية والتي لم تبح بها كلها في هذا العام ، أضافة الى طائرة بدون طيار محليا الصنع من طراز أبابيل والتي تؤكد بما لايدعو للشك أن حماس ما زالت تمتلك قوة عسكرية لا يمكن تجاوزها . وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “طائرات سلاح الجو الإسرائيلي حلقت في سماء غزة ومحيطها أثناء قيام حماس باستعراضها العسكري”.
ماهي الرسائل التي ارادت حماس ايصالها؟
الرسائل التي حملها هذا العرض شمل عدة جوانب فبالاضافة الى الرسائل السابقة أرادت حماس أن تقول للكيان الصهويني والتي مفادها بأن كتائب المقاومة تعيد بناء قدراتها العسكرية التي دمرها ابان العدوان الأخير.وهي علی أتم الجهوزية لمواجهة اي اعتداء صهيوني جديد.
رسالة اخرى أرادت حماس توجيهها ولكن هذه المرة الى السلطة الفلسطينية في رام الله أن المقاومة المسلحة هي الخيار الوحيد لتحرير الارض . هذه السلطة المتمثلة بمحمود عباس الذي كان ومازال يقدم تنازلات مجانية واحدة تلو الاخرى للعدو الاسرائيلي. ولم تردعه ممارسات الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني و التي كان أخرها استشهاد الوزير زياد أبو عين في وضح النهار وامام وسائل الاعلام بل على العکس اسمترت هذه السلطة بالتنسيق الامني مع حكومة نيتنياهو واكتفت ببيانات أدانه لا تغني ولا تسمن من جوع.
أما الرسالة الاخيرة لحماس فكانت موجهه للداخل الفلسطيني والتأكيد على الثوابت الوطنية وحماية مدينة القدس الشريف وأيضا للأسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال حيث تعهدت المقاومة ببذل الغالي والنفيس لتحرير جميع الاسرى من سجون الاحتلال، خاصة بعد مصداقة الكنيست الصهيوني على قرار يمنع اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين.
لحظة الانفجار والثورة التي عودنا عليها الشعب الفلسطيني ربما لن تكون بعيدة. وستبقى المقاومة الدرع الحصين والسند المتين لابنائها وهي الخيار الأوحد لتحرير الأرض فالمقاومة المسلحة لها عميق الاثر في ردع قوات الاحتلال عن ممارساته بحق الشعب الفلسطيني وما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.