الوقت - تناولت مجلة نيوزويك الامريكية موضوع العلاقات الامريكية السعودية على اثر الزيارة الاخيرة التي قام بها وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى الرياض وباقي عواصم دول مجلس التعاون حيث اشارت المجلة إلى انه وراء ما هو معلن "أن كيري ذهب الى هناك لتطمين الدول العربية بالخليج الفارسي بأن امريكا تقف الى جانبهم في مواجهة ايران"، يمكن مشاهدة تغيير في السياسة الامريكية.
وتقول المجلة: ان العلاقات التاريخية بين واشنطن والرياض كانت مبنية على المصالح النفطية ولم تكن هناك اية قيم مشتركة بين امريكا والسعودية التي تعتبر نسخة متحضرة من داعش لأن آل سعود يديرون نظاما استبداديا لايتحمل المعارضة السياسية وحرية التعبير وحرية الاديان والاستقلال الاجتماعي.
وعندما كانت امريكا بحاجة الى النفط السعودي فانها كانت تهادن الرياض حول القضايا الاساسية لكن اليوم فإن تبرير وجود مثل تلك العلاقات يعتبر امرا صعبا، وان سوق الطاقة اليوم يتسع باستمرار وان امريكا ستتحول الى دولة مصدرة للنفط قريبا والنظام السعودي ليس قادرا على استمرار حياته دون اموال النفط ولذلك نجد ان الرياض تواصل ضخ النفط رغم هبوط اسعاره.
وكانت واشنطن تنظر الى الرياض كعنصر اساسي في عملية احتواء ايران لكن يجب ان نعلم بأن سبب القسم الأكبر من "المشكلة الايرانية" هي امريكا نفسها، وربما هناك من يقول ان امريكا عندما رأت بأن القضية النووية الايرانية وضعت طهران في المواجهة مع دول الجوار والكيان الاسرائيلي اختارت اعطاء دور للرياض وحلفائها في هذا الصراع، لكن هذا التبرير لدعم السعودية اصبح باليا لأن الرياض قادرة على الدفاع عن نفسها وميزانيتها الدفاعية بلغت 81 مليار دولار في عام 2014 وهي اضعاف الميزانية الدفاعية لايران.
ان سبب خطر انهيار النظام السعودي هو ضعف هذا النظام من الداخل وامريكا ليست قادرة على حل هذا الموضوع، ان النظام السعودي يمارس القمع في الداخل مثلما يحصل للاقلية الشيعية وان اعدام الشيخ نمر باقر النمر الذي كان يدعو النظام الى عدم ممارسة العنف يدخل في هذا الاطار.
امريكا تدفع ثمنا باهظا لمصالحها المشتركة مع السعوديين مهما كانت هذه المصالح ولذلك بدأت امريكا حرب الخليج الفارسي الاولى ومن ثم اقامت قواعد عسكرية في الاراضي السعودية واستجابت لطلب السعوديين غير المشروع ودعمت حربهم في اليمن واعتبرت نفسها ملزمة باسقاط نظام بشار الاسد الذي يعتبر اقوى طرف يحارب داعش.
وتابعت مجلة نيوزويك الامريكية: ان السعودية تنتهك "القيم الامريكية" حتى خارج حدودها وتساعد قمع الاكثرية الشيعية المعارضة في البحرين، ونصوص التعاليم الوهابية لكافة المدارس الدينية المنتشرة في العالم تكتب في السعودية، واضافة الى ذلك تصرف الاموال السعودية لدعم القاعدة والمواطنين السعوديين الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر وان الجمعيات غير الحكومية السعودية متورطة ايضا في دعم العنف.
ان افعال السعوديين في السنوات الاخيرة اضرت بالغرب كثيرا فالرياض تضغط لاسقاط بشار الاسد من دون ان نعلم من سيأتي الى الحكم بعده وفي اليمن ايضا حول السعوديون احتكاكا قديما الى نزاع طائفي اما اعدام الشيخ النمر فقد وتر العلاقات مع ايران واثار موجة من الاعتراضات في المنطقة وتسبب بقطع العلاقات مع ايران وأضعف عملية المفاوضات السياسية لحل النزاع السوري.
واضافت نيوزويك: يجب على واشنطن ان تسعى الى علاقات افضل مع ايران وتعيد التوازن الى السياسات الامريكية في الشرق الاوسط، ان السعودية عنصر مزعزع للاستقرار لكن هذا لايعني ضرورة قيام امريكا بتغيير النظام السعودي بل يجب على امريكا ان تكف عن تقديم الدعم اللامحدود للعائلة الحاكمة في السعودية وتنأى بنفسها عن الحرب السعودية غير المشروعة في اليمن.
وختمت نيوزويك: ان واشنطن والرياض هما بحاجة الى علاقات جديدة واكثر عادية وعليهما ان تتعاونا مع بعضهما البعض حينما تكون هناك مصالح مشتركة لكن عندما يستلزم الأمر يجب ان تعارض كل واحدة الأخرى.