الوقت – مرة اخرى تكشف السعودية عن سياساتها العدائية تجاه العراق على لسان سفيرها في العراق ثامر السبهان الذي ادلى بتصريحات اهان فيها الحشد الشعبي ومراجع الدين ما اثار موجة من الاحتجاجات لدى الشخصيات السياسية والاحزاب العراقية، وعلى الاثر استدعى وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري السهبان وسلمه مذكرة احتجاج رسمية قد حضر هذا السفير إلى مبنى وزارة الخارجية ليبلغ الاحتجاج.
وكان السفير السعودي قد قال في مقابلة مع تلفزيون السومرية "أن الحشد الشعبي لا يحظى بقبول المجتمع العراقي"، مشيراً إلى "رفض محافظة الأنبار والأكراد دخول الحشد إلى مناطقهم، خشية من مصير قد يلقونه أسوة بما حصل في المقدادية" منتقدا تواجد السلاح بيد الحشد فقط.
وفي ردود الافعال على تصريحات هذا السفير عدت النائبة عن ائتلاف دولة القانون، فردوس العوادي، تطاول السفير السعودي على الحشد الشعبي من خلال قناة عراقية ليس اساءة للشعب العراقي فحسب، انما هو عدم احترام للحكومة العراقية ومؤسساتها الرسمية.
وقالت العوادي في بيان ان "تصريحات السبهان تكشف عن الوجه الطائفي المقيت الذي تحاول السعودية اظهاره في العراق من اجل اشعال الفتنة بين اطيافه"، مشيرة الى ان "تصريحات السبهان تؤكد ان وجوده في العراق هو من اجل التعامل مع طائفة معينة وليس مع العراق كدولة وحكومة رسمية، وهذا الامر هو اساءة للحكومة العراقية التي يجب ان تتخذ موقف صارم مع هذا السفير".
كما دعت الاعلام العراقي الى مقاطعة السفير السعودي لوصفه الاعلام العراقي بالطائفي واضافت العوادي ان "افضل حل يجب ان تتخذه الحكومة العراقية هي طرد السفير السعودي من العراق وقطع العلاقات مع دولته".
وفي سياق الردود السنية ايضا عد النائب عن تحالف القوى العراقية مشعان الجبوري، الأحد، تصريحات السبهان تدخلا بالشأن العراقي واساءة للحشد الشعبي، داعيا وزارة الخارجية الى تنبيهه.
واشار الجبوري الى ضرورة تنبيه السفير على تصريحاته عبر وزارة الخارجية، موضحا ان لحشد الشعبي ليس مثلما وصفه السفير السعودي، بل يقوم بدور مؤثر وفعال في تحرير الاراضي من تنظيم داعش الاجرامي.
من جهته اعتبر وزير النقل العراقي باقر جبر الزبيدي تصريحات السفير السعودي مخالفة للأعراف الدبلوماسية وتدخلاً سافراً في الشأن العراقي، وقال الزبيدي في بيان "ندين تصريحات السفير السعودي وهي مخالفة للأعراف الدبلوماسية وتدخل سافر في الشأن العراقي".
كما أكد الخبير القانوني العراقي طارق حرب، الأحد، أنه يحق للعراق طلب استبدال السفير السعودي الجديد في العراق ثامر السبهان بعد اعلان اعتباره شخصا غير مرغوب به على خلفية تصريحاته الأخيرة ضد الحشد الشعبي، وقال حرب في تصريحات صحفية إنه "يمكن للعراق اعتبار السفير السعودي في بغداد شخصا غير مرغوب به وفقا للقانون الدولي، حيث يترتب على هذا الاعلان ترك السفير للسفارة والمغادرة الى بلاده على وجه السرعة".
ومن جانبه اعتبر النائب عن ائتلاف دولة القانون كامل الزيدي، الاحد، تصريحات السفير السعودي تدخلا سافرا بالشأن الداخلي العراقي، داعيا وزارة الخارجية لأن تكون بمستوى التحدي الذي يتعرض له البلاد.
وقال الزيدي إن على السفير السعودي ان يعرف حدود عمله، مشددا أن الحشد الشعبي ركن أساس في حماية العراق عندما تعرض لهجوم الدواعش ومن يدعمهم.
وأضاف الزيدي ان "تصريحات السفير السعودي تهدد السلم الأهلي المجتمعي الذي نسعى للحفاظ عليه"، مشيرا الى أن "الحشد الشعبي والقوات الأمنية تعمل على تعزيزه".
اما رئيس كتلة الدعوة النيابية خلف عبد الصمد فقد ادان تصريحات السفير السعودي في العراق تجاه الحشد الشعبي، مطالباً وزارة الخارجية بالتدخل الفوري وحفظ كرامة الدولة العراقية وطرد السفير السعودي من العراق.
وقال عبد الصمد إن "تصريحات السفير السعودي تنم عن عداء واضح وتدخل سافر في الشأن العراقي"، مشيرا الى أن "حديثه عن قوات الحشد الشعبي بهذه الطريقة يعتبر اساءة كبيرة وتدخل سافر كون الحشد الشعبي هو جزء من مؤسسات الدولة وتحت غطائها الرسمي ولايجوز له الحديث عنه بأسلوب سلبي".
واضاف عبد الصمد "على السفير السعودي ان يلتزم بواجباته في العراق وعدم توجيه الاتهامات الى فصائل الحشد الشعبي كونها قوات منضوية تحت غطاء الدولة و يشرف عليها القائد العام للقوات المسلحة"، مشددا القول "نرفض تدخله في الشأن الداخلي فهو ليس عراقيا ليتحدث عن الشأن الداخلي في العراق".
بدوره طالب عضو لجنة العلاقات الخارجية خالد الاسدي بطرد السفير السعودي معرباً عن ادانته لتصريحات الاخير بشأن الحشد الشعبي، وقال الاسدي في بيان "ندين ماتحدث به السفير السعودي عن كلام بخصوص الحشد الشعبي وتدخله بالشأن العراقي الذي خرج عن إطار الدبلوماسية ولا يَصب في مصلحة تقوية العلاقات بين البلدين".
وطالب الاسدي وزارة الخارجية بـ"استدعاء السفير السعودي وتوضيح ماتحدث به في لقاء السومرية الذي ينم عن جهل سياسي وتضليل للحقيقة وتدخل مباشر بالشأن العراقي وتاجيج للصراع الطائفي"، مشدداً بالقول "أطالب من أجل احترام هيبة وسيادة العراق بابلاغ السعودية باعتبار سفيرها غير مرغوب فيه وطرده من العراق".
اما هيئة الحشد الشعبي العراقي نفسها فقد طالبت السبت، الحكومة بطرد السفير السعودي ثامر السبهان من العراق ومعاقبته على خلفية تصريحاته الأخيرة ضد الحشد.
وقال المتحدث باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي في بيان، إن "ما تحدث به السفير السعودي من على شاشة السومرية تجاوز فيه كل الحدود واللياقات الدبلوماسية وهو ينم عن النوايا المبيتة سلفا لارسال سفير دولة تدعم الاٍرهاب ليكون ممثلا لها في دولة لا تزال دماء ابنائها تقطر من مفخخات إرهابهم ودواعشهم وبهائمهم البشرية المفخخة".
ومع قيام الاطراف العراقية باتخاذ هذه المواقف القوية تجاه التصريحات المشينة والتدخلات السافرة للسفير السعودي في العراق يبدو ان الطريق مفتوح امام الحكومة العراقية لاتخاذ القرار الحاسم والفوري تجاه هذا السفير لقطع الطريق امام التدخلات السعودية المستقبلية في العراق لأن العراقيين لم يجنوا سوى دمارا واجراما وارهابا من التدخلات السعودية السافرة.